«إنهم مرضى بحب جماع الأطفال، وهو مرض نفسى يستلزم توجه المرضى به إلى الطبيب النفسى لعلاجهم»، هكذا يصف الدكتور محمد هاشم بحرى -استاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر- الداعين لزواج القاصرات مؤكداً أن إقرار هذه المواد يحولنا إلى شعب همجى تحركه غرائزه. بحرى يوضح ل «فيتو» أن هناك سببين لزواج القاصرات، أولهما: رغبة أسرة الفتاة فى الخروج من دائرة الفقر بتزويج ابنتهم من خليجي، أو بيعها له بمعنى أدق، والثاني: هو الرغبة فى مصاهرة ونسب عائلة أخري، فيزوجون بناتهم أياً كان عمرهن، فضلا عن زواج الأقارب فى القرى والأرياف، ويستوى فى ذلك المسلمون والمسيحيون. وعن التحليل النفسى للداعين لتزويج الصغيرات.. يوضح بحري: هم يقولون إن زواج البنت الصغيرة حصانة وعفة لها، ويبررون ذلك بمبررات دينية وشرعية، مع أن الإسلام لم يأمرنا بهذا، وهؤلاء الداعون لتزويج القاصرات يعانون اضطراباً جنسياً، وهو مرض معروف فى علم النفس ب «حب جماع الأطفال»، وهو اضطراب نفسى يجعل المريض مهووسا بجماع الطفلة أياً كان عمرها ولا يفكر إلا فى هذا، ويجب على هؤلاء التوجه فوراً للطبيب النفسى والاعتراف بأنهم مرضي، فهم يلجأون إلى تعميم الفكرة، فاللص يقول إنه ليس اللص الوحيد، وإن البلد مليئة باللصوص، وأيضاً كالطالب الغشاش الذى يقول إن جميع الطلاب يغشون. ويفسر بحرى إقحام الدين فى زواج القاصرات بأنه محاولة لاضفاء شرعية دينية على هذا الزواج الذى يشبه الزنى فالهدف من الزواج فى الإسلام هو بناء أسرة صالحة تخدم الإسلام والمجتمع، والطفلة لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع تحمل مسئولية تكوين أسرة، وأيضاً زواجها فى سن صغيرة يمثل خطورة كبيرة على صحتها البدنية والنفسية، ولن يحدث تفاهم بين طفلة عمرها 21 عاماً ورجل فى الأربعين من عمره، أيضاًَ لدينا كارثة سوء التغذية، فالأجسام غير صحية، فالطفلة البالغة من العمر 21 عاماً تبدو فى السابعة من عمرها نتيجة سوء التغذية. وعن نسبة مرضى «حب جماع الصغيرة» فى المجتمع يضيف: ليس لدينا أرقام وإحصاءات بهم، وهؤلاء لا يعلمون أنهم مرضي، وإذا كانوا يعلمون فهم يتعاملون مع مرضهم على أنه «مرض سري»، فإما يذهبون إلى الطبيب النفسى لتلقى العلاج أو لا يتحدثون فى هذا الأمر، وللأسف فهم يجهرون به باسم الدين. وتابع: إنهم ينظرون إلى الطفلة وإلى المرأة باعتبارها وسيلة لإشباع غرائزهم فقط، وهذا غير وارد فى مجتمع إسلامى قوي، وإذا حدث فسوف تظهر أسر متهالكة تنتج مجتمعاً يخلو من الوعى ومن الثقافة. الدكتور إلهامي عبدالعزيز- أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس- يقول: إن المقبلين علي الزواج من بنات قصر قد يكون لديهم نقص وعي بأن القاصرات غير مكتملي النمو من جميع الجوانب الجسمانية والانفعالية والعقلية والحسية، لأن اكتمال النضج يكون ما بين 81 الي 12 عاما، وما قبل ذلك فهي طفلة لا يمكنها تحمل مسئولية أو إنجاب أطفال، فهي بذلك ستكون طفلة ترعي أطفالاً وسنكون حرمناها من استكمال تعليمها. وأضاف عبدالعزيز: إن الزواج من بنات قاصرات قد يكون لظروف اقتصادية ونفسية، بمعني أن الرجل يريد أن يستعيد شبابه، كما يقولون بزواجه من طفلة، وحذر استاذ الطب النفسي من أن ذلك يصيب الفتاة بالشيخوخة المبكرة. وأرجع عبدالعزيز انطلاق تلك الدعوات من المنتمين لتيار الإسلام السياسي لاستشهادهم بوقائع حدثت في عهد الرسول «عليه الصلاة والسلام»، موضحا أن ظروف الحياة الاجتماعية وأنماطها الآن اختلفت عما كانت في عهد الرسول، بالإضافة إلي أن الحقائق العلمية أكدت خطورة هذا الأمر، فقد قال الرسول: «أنتم أعلم بشئون دنياكم». أما الدكتور إبراهيم حسين- أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس- فيرى إن هذه القضية ضمن الصراعات السياسية مع النظام السابق لأنه من حدد سن الزواج ب18، حينما كانت حرم الرئيس المخلوع سوزان مبارك تدعو لحقوق المرأة فى حين إنها كانت تحاول فقط صناعة مجد شخصي لها، والآن فمن فى صدارة الحكم يريدون وضع بصمتهم أيضا، كي لا يبقون على قانون وضعه النظام السابق، وأوضح أن "الزواج" هو أحد اهتمامات جماعة السلفيين، لذلك وجدناهم يطرحوه الآن وهم أكثر اهتماما به من جماعة الإخوان المسلمين، تحت دافع العفة، وما إلى ذلك، أما الإخوان فلا يمثل هذا الأمر أهمية كبرى بالنسبة لهم، وكذلك التيارات الليبرالية، وتعجب "حسين" من الحديث عن زواج الأطفال فى سن ال12 أو 14 فى وقت ترتفع فيه نسبة العنوسة، لتمثل أكثر من 25% من المجتمع، مؤكدا أن الزواج ليس مجرد عمر، كى يتوقع أن بتغيير هذا القانون ستحدث العفة التى ينشدوها مبكرا، فهناك الكثير من المشاكل والظروف المجتمعية التى تعوق الزواج، بجانب الجوانب الصحية التى لا تساعد على أن تتزوج الفتاة قبل أن تصل إلى 18 لتكون قد بلغت، وطالب أستاذ الطب النفسي المنادين بتخفيض سن الزواج لحل مشكلة العنوسة أولا، بقراءة دساتير العالم ليعلموا أن التشريعات توضع إما من قوانين دولية أو مراعاة لتقاليد وعادات المجتمع، وهذان الشرطان غير متوفران فى تخفيض السن، أما فى حالة تغير القانون فأوضح "حسين" أن الظروف الاقتصادية لن تساعد أكثر من 1000 فتاة كي تتزوج فى هذا العمر الذي يتحدثون عنه، واصفا اهتمامهم بهذا الموضوع دون غيره من الأحداث التي تمر بها البلاد بأنه"سفه". الدكتور على خضر- أستاذ علم النفس بجامعة حلوان- أكد أن الزواج من طفلة أقل من 20 وليس 18 هو زواج متعة والشخص الذى يُقبل على ذلك هو شاذ، وليس سوياً، موضحا أن الزواج لا يكون فقط بالنضج الجسدى، لكنه يحتاج إلى نضج نفسي واجتماعي، لا يكون لدى فتاة عمرها أقل من ذلك، وأشار "خضر" إلى أن الفتاة أقل من 18 عاماً حتى لو كان لديها القدرة على الإنجاب، إلا أنها فى الغالب تحدث حالات وفاة عند الإنجاب لكون جهازها التناسلي لا يتحمل، وأكد أستاذ علم النفس أن الشخص الذى يؤيد هذا الأمر مجنون يدمر المجتمع، لأن القاصرات أطفال لا يستطيعيون تحمل مسئولية بيت، أو تربية أطفال تربية صحيحة. "جهلاء... فقراء الفكر... يبحثون عن الملذات... لا يفقهون شيئاً فى الدين".... هكذا وصفت الدكتورة سامية خضر- أستاذ علم الاجتماع- الداعين والمتحدثين عن زواج القاصرات، موضحة أنهم اختصروا الحياة ومجالاتها فى ملذاتهم فقط تحت مسمى الدين، والدين بريء منهم، فالدين كرم المرأة التي ذكرت فى القرآن مثل ملكة سبأ، و أمرأة عمران، أما أن يتركوا كل ذلك ويحصروا المرأة فى مجرد متعة فهذا جهل, يعيدنا إلى الاتجار بالبشر وعصر العبودية، فهم يريدون تحويل السيدات لجوارٍ، مستغلين الفقر المنتشر فى المجتمع بمطالبتهم ببيع بناتهم بدلاً من إصلاح أحوال المجتمع والقضاء على الفقر ونشر سلاح العلم، وذلك لضيق أفقهم وعدم قدرتهم على تقديم حلول، وطالبت "سامية" المجتمع بالاتحاد للتصدي لهؤلاء وإجبارهم على العودة إلى حيث كانوا، بدلا من السياسة التى لا يعلمون عنها شيئاً، لا هى ولا إدارة البلاد.