حصلت الباحثة رانيا سيد لاشين مدير إدارة الإعلام بوزارة التربية والتعليم على درجة الدكتوراه المهنية من جامعة جامعة دوفر الأمريكية، عن أطروحتها حول تأثير الإعلام الجديد بوزارة التربية والتعليم على المجتمع التعليمي من خلال تكنولوجيا وسائل الاتصال. وأشرف على الرسالة الدكتورة جيهان محمود عبد الواحد رئيس مجلس إدارة مؤسسة العقل الذهبى للاستشارات، والدكتور محمد لطفى السيد المستشار الإعلامي بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية . وتتناول الباحثة في الرسالة، حصلت " فيتو" على ملخصها، التطور التقنى الذي حدث لوسائل الإعلام من خلال تكنولوجيا وسائل الاتصال، وأشارت الباحثة إلى أن المتغير المستقل هو: الإعلام الجديد، والمتغير التابع هو تكنولوجيا وسائل الإعلام. وقالت الباحثة: إنه إذا كانت الصحف أسبق وسائل الإعلام الأخرى واحتفظت لنفسها بهذه المكانة لفترات طويلة قبل أن تلتقط أجهزة الإعلام الأخرى كالإذاعة والتليفزيون زمام الأمور لتسابق الصحافة في مكانتها من حيث التأثير المباشر والقوي على الرأي العام، ولم تخرج بحوث الصحافة في البداية عن الدراسات الوصفية أي تسجيل تاريخي للصحافة واجتهادات محرريها التي لم تتبع في بادئ الأمر مبادئ أو نظريات علمية، وإنما خضعت لتصورات فلسفية وافتراضات ذهنية قابلة بطبيعة الحال للخطأ والصواب، وظلت الدراسات الإعلامية المعاصرة دائمة التحديث والتطور بتطور الأجهزة والوسائل الإعلامية خصوصًا بعد أن اتسعت الدائرة العلمية لعلوم الإعلام والاتصال بإدخال الدراسات المتعلقة بالعلاقات الإنسانية عليها بوجه عام. وأضافت الباحثة "بدأت نظريات وسائل الإعلام وتأثيرها على المجتمعات بالظهور مثل النظرية التكنولوجية لوسائل الإعلام لمارشال ماكلوهان أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة مانيتوبا بكندا والذي ربط بين الرسالة والوسيلة الإعلامية حيث ظهرت عبارته الشهيرة (الوسيلة هي الرسالة)، حيث أكد على أهمية الوسيلة في تحديد نوعية الاتصال وتأثيره، وقد قسم ماكلوهان وسائل الاتصال إلى (وسائل ساخنة ) و(وسائل باردة) التي تحتاج من المستقبل إلى بذل جهد إيجابي في المشاركة والمعايشة والاندماج، مثل المحادثة، والكارتون، والتليفزيون، والسيمنار». وأوضحت أن الوسائل الساخنة هي تلك الوسائل الجاهزة المحددة نهائيًا، فلا تحتاج من المشاهد أو المستمع إلى جهد مبذول أو معايشة، مثل الطباعة، والإذاعة، والمحاضرة، والسينما، وننتقل لنظرية التقمص الوجدانى التي طورها الباحث جورج ميد ونتج عنها نظرية الاستنتاج في التقمص الوجدانى، التي تقول إن الإنسان يُلاحظ سلوكه المادي مباشرة ويربط سلوكه رمزيًا بحالته السيكولوجية الداخلية، وكذلك نظرية أخذ الأدوار في التقمص الوجدانى، والتي تقول إن الإنسان يبدأ بأخذ الأدوار فكل منا يأخذ أدوار الآخرين ويشعر بما يشعروا به حتى وإن لم يتعايش في نفس تجربتهم . وتابعت «فوسائل الإعلام تنمي القدرة على التقمص الوجداني، عند الأفراد لأنها تجعل التحرك النفسانى يحل محل التحرك المادى الفعلى، وغيرها من النظريات الحديثة التي تحدد دور وسائل الإعلام في المجتمع، إلا أن النظريتين السابقتان من أشهر النظريات في وسائل الإعلام تأثيرًا على المجتمع ومعمول بهم حتى الآن، وأيضا بدأت مناهج البحث التجريبي بالظهور لتشمل وسائل الإعلام الأخرى إلى جانب الصحافة، كالإذاعة والتليفزيون التي انطلقت في التعرف على جمهورها وبدأ الاهتمام بالسينما ومعرفة تأثير الأفلام على العامة من الناس». وأكملت «بظهور شبكة الإنترنت كوسيلة اتصال تفاعلية أتاحت الفرصة أمام الأفراد والجماعات والمؤسسات للوصول إلى المعلومات وبحجم هائل وبسرعة فائقة، أو إرسالها ونشرها على نطاق واسعومن هذا ظهرت الصحافة الإلكترونية (ElectronicNewspaper) التي تعتمد على الإنترنت بكل تطبيقات السوشيال ميديا Social Media مثل فيس بوك وتويتر وتطبيقات الواتس آب على شبكة 3G وتأتى دور الصحافة الإلكترونية على المواقع الإلكترونية حيث إنها الأكثر انتشارًا والأسرع في تقديم الخبر وتفيد في عملية رجع الصدى (Feed Back) التي تفتقدها الصحافة الورقية، أي مدى وصول الرسالة للمتلقى ومدى فهمها واستيعابها والرد الفعل السريع عليها.» وأضافت «فقد أصبحنا اليوم نعيش عصر الصحافة الإلكترونية، هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الافتراضي بدورها في رصد الأحداث وصناعة الخبر، وهذا جنبًا إلى جنب مع الصحافة التقليدية، ولتتجاوز القيود الجغرافية والسياسية التي تعاني منها نظيرتها الورقية، فالصحافة الإلكترونية تحرز يومًا بعد يوم تطورا مذهلًا في مواقعها وخدماتها.» وأوضحت، «وهذا بفضل استخدامها للوسائط المتعددة التي جعلت منها صحافة إلكترونية تفاعلية، فصفة التفاعلية من أهم خصائص الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد، كذلك خاصية السرعة في تلقى الخبر العاجل، وخاصية تجاوز حاجز المكان وإمكانية الاطلاع على الصحف الأجنبية بصرف النظر عن بعد مكان صدورها، وخاصية التنوع حيث سمحت مواقع الإنترنت بإنشاء صحف متعددة الأبعاد ذات حجم غير محدد نظريًا يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعددة من الاهتمام وطريقة النص هي المحرك لهذا التنويع من الصحافة الإلكترونية، الذي يمكن من تكوين نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطًا مختلفة من المصادر والوسائل الإعلامية». وقالت الباحثة: «إن تكنولوجيا وسائل الاتصال، تجسد التفاعل الناشئ بين المرسل والمستقبل في وجود رسالة في مضامين اجتماعية معينة، ومن خلال هذا التفاعل يتم نقل الأفكار والمعلومات بين الأفراد عن قضية ما أو معنى مجرد أو واقع معين، وعملية الاتصال هي عملية مشاركة (Participation) بين المرسل والمستقبل وليست عملية نقل ((Transmission، إذ أن النقل يعنى الانتهاء عند المنبع، أما المشاركة فتعنى الازدواج أو التوحد في الوجود، وهذا هو الأقرب إلى العملية الاتصالية، ونجد أن الاتصال هو عملية مشاركة الأفكار والمعلومات عن طريق إرسال وبث للمعنى، وتوجيه وتسيير له، ثم استقباله بكفاءة معينة لخلق استجابة معينة في وسط اجتماعى محدد». وأضافت «ويتم تقسيم الاتصال إلى: الاتصال الذاتى، والاتصال الشخصى، والاتصال الجمعى، والاتصال الجماهيرى (الإعلامي)، ونجد أن الاتصال الإعلامي من أنواع الاتصال الذي يتجاوز اللقاء المباشر والتفاعل الاجتماعى وجهًا لوجه وذلك باستخدام وسائل تكنولوجية عالية التقنية في عصرنا الحالى والمعتمدة على الإنترنت مما أعطى لوسائل الإعلام وللاتصال الإعلامي ثراء فيما يُقدم للمتلقى أو المستقبل». ومن وجهة نظر الباحثة يجب على الإعلام الجديد من خلال تكنولوجية وسائل الاتصال المتاحة في المجتمع الآن وهو الإنترنت أن يُساعد على وجود قنوات شرعية وحلقة اتصال وتفاعل بين الرأى العام وبين منظمات الدولة لتحقيق الاستقرار والرخاء في المجتمع وأن يتسم الإعلام الجديد بما يمتلكه من تقنيات جعلت سهولة في وضع آراء أغلب الأشخاص على شبكة الإنترنت ليكون متاحًا أمام الجميع،إلى وجود المصداقية والشفافية في تناول الأخبار والبعد عن الأفكار السلبية الهدامَّة التي من السهل أن تُوقِع بأي مجتمع.