قبل أن يسحب الطفل "الإلهى" يوم الأحد الماضى 4 نوفمبر ورقة القرعة التى تحمل اسم البابا ال118 .لم يكن أحد يتخيل أن البطريرك القادم هو قداسة الأنبا تواضروس- الأسقف العام المساعد بالبحيرة-، فالرجل بكل مايقال عنه من نظام، وروحانية، وعمق رعوى، ليس من مشاهير الأساقفة، فلن تجد له حواراً في صحيفة أو قناة تليفزيونية، بل هناك كثيرون لايعرفون اسمه وخدمته. ولد الأنبا تواضروس- أسقف عام إبراشية البحيرة- في 4 نوفمبر 1952 باسم وجيه صبحي باقي سليمان، بالمنصورة، حصل علي بكالوريوس صيدلة الإسكندرية 1975، وبكالوريوس الكلية الإكليريكية وزمالة الصحة العالمية بإنجلترا 1985. وعن رؤيته لمستقبل الكنيسة يقول الأنبا تواضروس: "يجب أن نهتم بفصول التربية الكنسية منذ الصغر وأن نجعل فصول إعداد الخدام من أولوياتنا، فالخدمة هي التي سوف تصنع نهضة جديدة داخل الكنائس سواء بمصر أو ببلاد المهجر. ويطالب الأنبا تواضروس بإنشاء معهد لإعداد خدام كنائس بالمهجر لاطلاعهم على الثقافات المختلفة فى الدول الأوروبية وأمريكا وكندا، معتبرا أن إقامة قنوات للحوار مع الشباب أمر ضروري، ومؤكدا أن الكنيسة صمام أمان لمصر، حسبما كان يعبر البابا المتنيح شنودة الثالث، ويدعو تواضروس المسيحيين إلى الاندماج في المجتمع من خلال التعليم ووسائل الإعلام. وتجدر الإشارة إلي أن الاطمنئان والفرح الذى يسود الأقباط مرجعه أن قداسة البطريرك الجديد هو تلميذ القائم مقام نيافة الأنبا باخوميوس وهو الربان الحكيم الذى أبحر بالكنيسة إلى بر الأمان، وربما بها بعيدا عن الصراعات والتحالفات واحتمل الكثير من أجل ذلك، كما أن الأنبا باخوميوس- مدرس وممارس لمنهج الرعاية وصاحب مؤلفات ومبادئ رائعة- منها: لا يحرم جائع من طعام، أو طالب من تعليم، وهناك الكثير من الملفات الشائكة، أهمها إعادة هيكلة الكليات الإكليريكية والتعليم الدينى، وفتح ملفات عدد من أساقفة المجمع المقدس والذين يعرفون بين الأقباط بمراكز القوى، كذلك لابد من تحطيم عدد من اللوائح التى لا تتناسب مع الكنيسة فى هذا العصر ومنها لائحة اختيار البطريرك 1957، وإنهاء عمل المجلس الملى وتكوين مجلس استشارى أعلى للكنيسة من المتخصصين العلمانيين لإدارة شئون الكنيسة مع الدولة، ووضع لائحة موحدة لرسامة الكهنة تحدد السن، وتؤكد على ضرورة الحصول علي مؤهل الكلية الإكليريكية، وكذلك عدم رسامة أساقفة صغار أو دون أن يمضوا 15 عاماً فى الرهبنة. التخوف يسود بين الاقباط تخوف ناتج عن عدم معرفتهم بمنهج وأسلوب الأنبا تواضروس،ويقول البعض أنه يهتم بفئة معينة فى خدمته، وهى خدمة الصيادلة فقط، وهو منطق لا يمكن أن يكون صحيحا، كذلك يردد البعض حكايات تدل على عدم مواجهة نيافته للمشاكل، وهى أمور غير مؤكدة وتتنافى مع الصفات الجيدة، والتى تم ترشيحه على أساسها.