اللى بنى مصر عاد. بعد ما لف البلاد. قابل صديقه السندباد... ودردشو. وبشبشو الطوب اللى تحت روس اللى مِشوا. واللى اختشوا وماتوا ف حكم المَظلومين. أما اللى قالوا للولاة.. حاضر.. آمين. لسَّه عايمين على وِش السِّمين. اللى بنى مصر اندهش.. وسأل صديقه سؤال خطير: فين الطبول والمزامير؟ والنكتة والضحك الكتير؟ فين الهرم؟.. عارف بإنُّه كان هنا. فين الكنال؟ كانت بتربط بحرنا مع بحرنا. وخيرها كان عامم علينا كلنا. طب راح لفين النيل؟ ياما شربنا ميّتُه ودقنا شهد جَنِّتُه. السندباد بص لصديقه وهو م الأحزان بِيِشْبَعْ. لو زرت حلوان.. مش حا تلقى للحديد والصلب مصنع. - فاضل إيه لسَّه فى مصر ما اختفاش؟ إلاّ صراخ الناس وصياح الديوك؟ -بس ليه؟ -قال "الصكوك". -"الصكوك". -أيوه هى. بدعة واخترعوها وْأصولها كيانات مصر العظيمة. لما تخسر .. حايبيعوها. ومش حا يبقى لمصر قيمة. ألف مبروك يا بلد. ياللى أهلك شيّدوك. من آلاف ألوفات سنين.. بالحضارة وعمّروك. واللى جاييّن النّهارده.. بالجهالة يدمّروك. واللى عشش جُوّا راسهم.. لجل ما يعيشوا ف سعادة.. يدهسوك. انتماؤهم مش لمصر يا سندباد.. دا للجماعة. حتى لو عشنا ف مجاعة.. وتتقفل كل البنوك. ألف مبروك يا بلد. فيه مجالس ألاباندة. وافقوا فورًا ع الصكوك.