فوجئ الذين كانوا يستمعون إلى كلمة محمد مرسى فى قمة الدوحة، عندما هدد غاضباً بقطع الأصابع التى يمكن أن تمتد إلى مصر وخصوصاً بعدما التفت يمنة ويسرة إلى الحاضرين وهو يطلق هذا التهديد! وسرت فى أوساط الرسميين تساؤلات عمن يتهّم مرسى بمد الأصابع إلى مصر، وليس هناك بين الدول الحاضرة من أصابع أو أيدٍ أو رغبة عند أحد يمكن أن تعكر عليه وعلى حكم "الإخوان" حال الهدوء والاستقرار والازدهار التى تهيمن على الوضع المصرى، فليس من ضربة كف فى أرض الفراعنة الجدد! لكن سرعان ما تبين للصحافيين المصريين أن مرسى كان يكرر تهديداً سبق أن وجهه قبل أيام إلى المعارضة التى تشعل مدن مصر وشوارعها، عندما قال إنه إذا اضطر إلى اتخاذ ما يلزم لحماية البلد فلن يتأخر، وأن كلامه ليس استكباراً أو إعلاناً للحرب على أحد، وهنا أضاف بالعامية: "لكن اللى حايحط صوابعه داخل مصر حقطعها... أنا شايف صبّاعين ثلاثة بيتمّدوا جوا من توافه لا قيمة لهم فى هذا العالم"! التهديد بقطع الأصابع التى تمتد إلى مصر من الداخل ربما يكون مفهوماً، أما أن يكرر مرسى هذا التهديد أمام القمة العربية فإنه يقع فى خطأين، الأول أنه يوجه إلى المعارضة فى الداخل تهديداً من الخارج ومن موقع غير مناسب، إذ ما دخل القادة العرب بمسألة الأصابع وقطعها فى حين كان الاهتمام مركزاً على الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، وثانياً ما الداعى إلى أن يحرج مرسى نفسه وبلده بإطلاق التهديد من القمة وهو ما يمكن أن يجلب الأصابع للتدخل فى مصر؟ وإذا كانت تهديدات مرسى قد أثارت موجة من الانتقادات الداخلية بعدما أعلنت "جبهة الإنقاذ الوطنى" رفضها "هذا التهديد المسيء إلى صورة مصر ومرسى نفسه دون أى مبرر"، سارع مستشاره ايمن على إلى التوضيح، أن مرسى لم يقصد التهديد، وكأن قطع الأصابع ليس تهديداً، بينما ارتفعت تعليقات مؤيديه داعية إلى قطع الأعناق بدلاً من الأصابع، وعند هذا الحد هبت روح الفكاهة المصرية فى موجة جديدة من السخرية والتهكم ضد مرسى على مواقع الاتصال الاجتماعى، وجاء فيها على سبيل المثال: "حد يقول للريس ما يقطعش الصباع وهوّا جوّا مصر لازم يطلعه برا الأول لحسن يعمل غرغرينا، والمصحف انت مسخرة يا مرسى، فى رئيس يا جدع يقول صوابع؟ صباع أيه يا أبو صباع؟ يا عمّ ارحم مصر كلامك مالوش معنى الله يكسفك، الله يخرب بيتك وبيت جماعتك وإخوانك اللى خانقنا بيهم، أيه معنى صوابع بتنحط فى مصر؟ نبوس ايدك اقطع الصوابع وخلصنا، يا نهار اسود صوابع كفتة ولا صوابع محشي"؟ نقلا عن جريد النهار