بطريقة تشبه إحياء أدب الرسائل الذي نشط في فترات زخم أدبي كبير انتهز مدير التصوير السينمائي سعيد شيمي الصداقة الطويلة التي كانت بينه وبين المخرج الراحل محمد خان وبدأ في نشر جزء من الرسائل المتبادلة بينهما في فترات مختلفة تمهيدا لنشرها في كتاب كبير عن أسرار وتفاصيل هذه الرحلة، التي تشاركا فيها فنيا في بعض الأعمال بالإضافة إلى الصداقة الشخصية التي جمعت الإثنين. وأفصح "شيمي" عن ذلك عبر حسابه الخاص على "فيس بوك" مع نشر مقتطفات وصور من هذه الرسائل ومن الصور النادرة قائلا: في الأيام الماضية كنت مع محمد خان ( ميمى) بالنسبة لى.... في تصفح الخطابات سريعا ويمكن نشرت لكم قشور بسيطة للغاية لتعرفوا خان من جذوره، صدقونى أنا مذهول من كم الحوارات بيننا وهى من طرف خان ردا على خطاباتى وبها رد الفعل الذي سيفهم لا شك - في هذه الفترة الطويلة منها ما مرت به مصر من ظروف متغيرة كثيرة من أهمها النكسة. وأضاف شيمي أن هناك أيضا سيناريو تحاوريا بينى وبينه عن فيلم مقترح بعنوان ( إجازة جندى ) معلقا: يا ألله كيف ضاع كل ذلك من الذاكرة، مشيرا إلى إرسال "خان" له صور مسلسلة عن حبة المحيط الدنماركى في شكل سيناريو، وكذلك إرساله مقالات للنشر حتى يعينه عائدها على الحياة، وكيف أرسل له شيمي نقودا مع طالب فلسطينى معه بالجامعة حتى يخرج من أزمته في بيروت. يقول شيمي: كم كبير من المعلومات والأحلام ولذلك قررت أن أكتب وأوثق ذلك في كتاب ( خطابات محمد خان لسعيد شيمي )، مضيفا أن هذا هام في تاريخ السينما المصرية التي وجدت طريقا جديدا لها من الثمانينات حتى وفاة خان وعاطف الطيب. ويرفق شيمي إحدى الصور قائلا: هذه الصورة كان يحبها وهى موجودة على رف في مكتبته مؤكدا أنه لن يكتب بعد الآن عن خان إلا في الكتاب المقترح الذي سيأخذ وقتا لا شك ويكالب جماهيره بأن تدعو له بالصبر وتحمل الألم. وكان شيمي قد وجه الشكر لكل من اتصل به ويريد نشر خطابات محمد خان له موضحا أن الصعوبة تكمن في كثرة هذا المخزون من الصبا وحتى حضور خان للاستقرار بمصر بشكل نهائي، موضحا أن الأحداث متدفقة وبشكل دراماتيكى ربما يلاحظه لأول مرة بعدما وصل إلى هذا العمر وذهب خان على حد تعبيره. كما يؤكد أنه يعد ما يشبه السيناريو عن الأسرار والمعاناة والحياة الحافلة بالمرض لصنع أفلامه التي يحبها ويريدها، قائلا: إن الصعوبة الأكبر حالتى وأنا أفتح وأدقق في الخطابات وفيض الذكريات التي هي تخصنا في مراحل العمر المختلفة حتى اللحظات الأخيرة لخان - سأحاول ولكن هناك غصب عنى وقت - في ما سأنشره. وفي بوست له أشار سعيد شيمي إلى صورة لخان في عام 1969 معلقا أنه «كان غريبا ومليئا بالإحباط والفشل - وفى نفس العام كان أول مرة لى أن أكون مساعد مصور محترف في فيلم تسجيلى إنتاج القطاع العام وأنا ما زلت طالبا جامعيا ولم أدخل معهد السينما بعد.. كنا في ريعان الشباب والطموحات التي لا نهاية لها.. وكانت حياة لا نعلم ما يخبئه القدر لنا».
