محمد رمضان نجم كبير له حضور ووجود في الشارع حقيقة لا مراء فيها، علينا أن نقر بها شئنا أم أبينا نتفق معه.. نختلف حوله.. لكننا نوقن جميعا بأنه نجم يقف بقوة في مصاف النجوم، حقق في فترة صغيرة شعبية لم يحققها نجوم كبار إلا في سنوات طويلة خذ لذلك عادل إمام نموذجا وشاهد له مشهدين: المشهد الأول مع صلاح ذو الفقار في كرامة زوجتي حيث انهال عليه صلاح ذو الفقار صفعا وركلا وجرجره في حديقة النادي ثم مرت سنوات وشاهدنا عادل إمام في التجربة الدنماركية حيث تم القبض عليه في كمين وهو شخص غير معروف فقام ضابط الكمين (طلعت زكريا) بصفع «كومبارس» بديلا عن صفع عادل إمام مع توجيه الحديث لعادل إمام. يوضح هذان المشهدان التطور الحادث في شخصية عادل إمام وهذا ما لم يحدث لمحمد رمضان الذي صعد بقوة لقمة السلم دون المرور بمحطة الصفع والركل. ظهر محمد رمضان في أدوار صغيرة حقا.. ثم صعد بقوة سعيا من الشركات لتعويض غياب نجوم البشرة السمراء الذين يعشقهم الجمهور وعلى رأسهم الفنان الراحل أحمد زكي، تقدم محمد رمضان وصعد بخطوات واسعة في سلم النجومية لفت الانتباه نحوه خاصة دوره في (احكي يا شهرزاد) في دور نسج خيوطه من قبل يوسف إدريس في (بيت من لحم). هل نقول إنه يمثل شخصية البلطجي في الشارع المصري أم يمثل دور ابن البلد الجدع؟، لا شك أن تغيرات كثيرة حدثت في الواقع المصري تغيرت معها مفاهيم كثيرة فصار «الألماني وعبده موتة» هو نموذج الشباب المرغوب فيه وهذا وإن كان يمثل خطورة كبيرة في الشارع المصري لطغيان هذا النموذج في فكر الحارة المصرية اليوم، لكن لا يمكننا تحميل محمد رمضان وحده مسئولية التخريب الحادث في المجتمع المصري. إن حصر أفلام محمد رمضان التي بلغت اثني عشر فيلما بداية من «رامي الاعتصامي» 2008 ونهاية ب«جواب اعتقال» 2016 وتنوع الشخصيات التي قدمها حتى الكوميدي منها كما في «حصل خير» و«واحد صعيدي» ثم 15 مسلسلا تلفزيونيا بداية من «السندريلا» العام 2006م وصولا ل«الأسطورة» 2016، وثلاث مسرحيات ومسلسلين إذاعيين، اثنان وثلاثون عملا قدمها الفنان محمد رمضان في عشر سنوات، تاريخ كبير لعدد ضخم من الأعمال الفنية في سنوات قليلة تعد على أصابع اليدين قدمها ونحصرها في شخصية واحدة هي البلطجي هو أكبر ظلم لنجم شاب لم يتم الثلاثين من عمره بعد. قد أخذ عليه اختياره مثلا لقصة مثل مسلسل «ابن حلال» فالقصة ضعيفة جدا، لأنها مستمدة من الواقع والنهاية معروفة للجميع لكن هذا لا يعيب الممثل في ذاته فقد أداها بشكل طيب وعليه أن يعيد اختيار نصوص أعماله، لكن الحقيقة أن تجمع الشباب في المقاهي وانتظار الجمهور لحلقة الأسطورة كل يوم لهو أكبر دليل على نجاح الأسطورة «محمد رمضان». جاء ناصر الرفاعي في الأسطورة حاملا لطموح ملايين الشباب الذين طحنهم الفقر وهزموا أمام الواسطة والفساد، جاء الأسطورة ليعيد بناء مفاهيم النصر وتحقيق الذات عند الشاب المصري. هل نلوم «محمد رمضان» الذي عرض جانبا من الواقع؟ أم نلوم ذلك الواقع المؤلم الذي يفشل فيه الشاب المتفوق في الحصول على عمل محترم يليق به بينما عندما يتجاوز القانون يصبح مليونيرا؟! هل لو قدم «رمضان» شخصية الشاب الفقير المتفوق الذي ينجح في دخول سلك القضاء هل نصدقه؟ هل يكون صادقا مع الواقع ؟! قدم «رمضان» شخصيات كثيرة فلم يشعر به أحد وعندما قدم نموذج البلطجي أو ابن البلد الذي يتحول لبلطجي صار معشوق الشباب.. من يتحمل هنا مسئولية هذا؟ هل «رمضان» الذي لم يشعر به أحد أم المجتمع الذي لم يعرفه إلا بشخصية البلطجي.. فقط أطلب وقفة صدق مع النفس وعدم تحميل كل خطايا المجتمع المصري للفنان محمد رمضان.