ليليان داود "مش إرهابية"... وترحيلها أضر بشكل مصر في الخارج أتابع لبنى عسل وشريف عامر.. ومش كل رقاصة تنفع مذيعة! الإعلامية جيهان منصور.. من بين أسماء قليلة، استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة خاصة في قلب المشاهد المصرى والعربي.. وهى التي لم تتقن يومًا فن المديح أوالتملق، ولم تقايض على ضميرها أو مهنيتها مهما تجاذبتها الأمواج، أو اشتدت بها الريح في عالم السياسة والأضواء. لم تكن الرحلة سهلة.. هكذا تحكى "جيهان" وهى تمضى في عناد شديد في طريقها إلى الأضواء، توزع نفسها بين عملها الجامعى وحلمها في أن تصبح مذيعة، إلى أن أضحت واحدة من ألمع وأبرز الأسماء الإعلامية على مدى السنوات الطويلة الماضية. الرًحًالة المخضرمة جيهان منصور، ذات الخلفية الإخبارية القادمة من دهاليز "ماسبيرو" إلى شاشة "العربية" العملاقة، ثم منها إلى مدرسة "الحرة" فإلى قلعة "دريم" ومحطات أخرى عديدة، انتهت بها الرحلة مؤخرا في مكان بعيد.. هناك في واشنطن بحثًا عن نجاح آخر خارج الديار من خلال تجربة جديدة عبر برنامج "من أميركا" على شاشة قناة "النهار". عن كواليس وأسرار هذه الرحلة تحدثت ل«فيتو» عبر اتصال هاتفى من مقر إقامتها بالعاصمة الأمريكية، وكان الحوار التالى: بداية.. كيف كانت البدايات بالنسبة لك في الحقل الإعلامي وهل واجهتك بعض العثرات؟ الحقيقة أن البدايات لم تكن سهلة، ولم تكن الأمور لطيفة كما يعتقد البعض، خاصة أننى كنت في مرحلة الدراسات العليا بالجامعة، وواجهتنى بعض الصعوبات، لكن الحمد لله، التحقت بالإذاعة المصرية كمذيعة أخبار، ثم انتقلت إلى قناة "العربية"، وكنت أحد مؤسسيها. "الواسطة في ماسبيرو".. هل تعرضت لهذا الأمر خلال سنوات عملك داخله؟ "ماسبيرو" له فضل كبير على، ولا أريد أن أنكر ذلك، صحيح أننى واجهت ظاهرة الوساطة والمحسوبية، والتي لا يقتصر وجودها فقط في "ماسبيرو" للأمانة، حيث تعانى كافة القطاعات الحكومية في مصر من الوساطة والمحسوبية، لكن التليفزيون هو من دربنى وأهلنى لأن أصبح مذيعة شاطرة، وألتحق بعدها بعدد من القنوات الدولية. رحلتك الإعلامية حافلة بالتجارب الناجحة عبر عدة فضائيات مصرية وعربية ودولية، منها "دريم" و"العربية" و"الحرة الأمريكية"، و"التحرير"، وحاليًا قناة "النهار".. أي هذه التجارب يمكن القول إنها الأقرب إلى قلبك؟ الحقيقة.. أعتز بكل تجربة من هذه التجارب، لكن قناة "العربية" تحل في المرتبة الأولى، حيث كانت الكفاءة وحدها هي المعيار الرئيسى داخل الشبكة، تليها قناة "دريم" التي كانت تضم بين جدرانها وقتها ألمع الأسماء الإعلامية في مصر، على رأسها منى الشاذلى ودينا عبد الرحمن، ولذلك أعتز بتجربتى فيها للغاية، وأتمنى أن تعود "دريم" مرة أخرى لسابق عهدها. ما رأيك في انسحاب عدد من الأسماء الإعلامية عن الساحة مؤخرًا، على رأسهم باسم يوسف ويسرى فودة؟ من خلال تجاربى في الخارج، ومن بينها تجربتى الحالية في برنامج "من أميركا" أعتقد أن سقف الحرية هو الذي دفع بهؤلاء للهجرة مثل يسرى فودة، وباسم يوسف، أو للانسحاب كما هو الحال أيضا بالنسبة لدينا عبد الرحمن، وأنا مثلًا احترامى لجمهورى دفعنى لخوض تجربتى الحالية، باختصار: ليس من حق المذيع أن يدفع في اتجاه معين أو يفرض رأيًا بعينه على المشاهدين. هل يعنى ذلك أن مساحة الحرية تقلصت في الآونة الأخيرة في الحقل الإعلامي كما يرى كثيرون؟ الحقيقة، هذا الأمر يتعلق ب"شطارة "ومهارة المذيع، من الممكن أن تقول كل ما تريد وأن تطرح كافة الآراء مع تجنب الدخول في صدامات في الوقت نفسه. وهل كان ذلك سببًا في بعدك عن المشهد الداخلى واتجاهك للخارج لتقديم برنامج "من أمريكا"؟ لا..ما دفعنى لتجربتى الحالية هي الأحداث في أمريكا، وأولها الانتخابات الرئاسية هناك، هذا حدث مهم وهناك صراع شديد في هذه الانتخابات، وكان من الضرورى أن أذهب لتغطية هذا الحدث ومن حق المواطن المصرى أن يرى هذه التجربة عن قرب، خاصة أنها ليست المرة الأولى بالنسبة لى التي أغطى فيها انتخابات الرئاسة في أمريكا، تحديدا.. تعتبر المرة الثالثة لي. وما رأيك في الطريقة التي تم من خلالها ترحيل الإعلامية اللبنانية ليليان داود ؟ الحقيقة، لم تعجبنى طريقة استبعاد "ليليان"، لأنها أضرت بشكل مصر في الخارج، "ليليان" ليست إرهابية حتى يتم استبعادها بهذا الشكل! وإن كانت إقامتها قد انتهت، كان من الممكن أن يتم إبلاغها وتحديد موعد سفرها، الأمر تم بطريقة غير حكيمة على الإطلاق. كيف تنظرين إلى خريطة الإعلام المصرى في ضوء التغيرات الجذرية التي طالتها مؤخراَ بدخول لاعبين جدد إلى الساحة ؟ الإعلام المصرى كان يحتاج إلى نوع من التغيير، لكننا لم نحصل بعد على نتيجة هذا التغيير، لابد أن ننتظر ونرى إلى أين سيقودنا، وأريد أن أشير إلى أن الإعلام لدينا يحتاج إلى المصداقية والحيادية ليس في البرامج السياسية فقط، ولكن أيضًا في برامج المنوعات، أنا مثلًا معجبة بتجربة منى الشاذلى وإسعاد يونس في "سى بى سي"، حيث تقدمان برامج منوعات، لكنها هادفة وقيمة في الحقيقة، ليس من المعقول أن كل راقصة تصلح لأن تكون مذيعة، وتأتى لتقدم برنامجًا فنيًا، كما يحدث في بعض القنوات! من المذيع أو المذيعة الذي تشاهده جيهان منصور وتستمتع بأدائه؟ أشاهد لبنى عسل في برنامج "الحياة اليوم"، حيث يعجبنى أداءها كثيرًا لأنها لا تفرض رأيها على المشاهد، وتقدم الخبر أو تجرى الحوار بموضوعية، وكذلك شريف عامر في "إم بى سي"، وسعيدة جدًا بعودة منى سلمان، وانضمامها لقناة "العاصمة" وكذلك جابر القرموطي، في الحقيقة أحب مشاهدته، لأنه موضوعى ولا يطبل لأحد. وما هي الأسماء التي تفتقد إليها الساحة حاليا؟ الساحة تفتقد إلى الإعلامي الكبير حمدى قنديل، كنت أتمنى أن يقدم برنامجا في التوقيت الحالى لأرى ماذا سيقول، أيضًا الإعلامي يسرى فودة قرأت كتابه الأخير الذي هو بمثابة شهادة للتاريخ، وسواءً اتفقت أو اختلفت معه، فإنه يتمتع بمصداقية ومهنية عالية، كما أننى ممن يحترمون تجربة يسرى فودة بشدة، وأتمنى عودته للإعلام المصري. كيف تقيمين تجربتك الحالية في قناة "النهار" من خلال برنامج "من أمريكا"؟ فخورة بهذه التجربة، وكانت خطوة جيدة من القناة لأن "النهار" أول قناة مصرية تقوم بتقديم برنامج من قلب أمريكا، ورغم أن تكاليف الإنتاج هنا غالية جدًا لكن البرنامج أداؤه جيد، ولا زلت لدى الكثير، وأريد أن أساهم في إيصال التجربة الأمريكية في الإعلام إلى مصر من حيث الحرية والموضوعية، واحترام عقل المشاهد قبل كل شيء. أخيرًا.. متى تعود جيهان منصور لمصر واستئناف رسالتها الإعلامية من الداخل؟ أنا في مهمة مؤقتة، سأعود فور الانتهاء منها قريبًا بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية في أمريكا، ولدى عرضان من قناتين كبيرتين، لكنى أفضل عدم الإشارة لاسميهما في التوقيت الحالي، حيث لازلت أفاضل بينهما.