الشارع بارك ثورة الضباط الأحرار والمصريون خرجوا بالملايين لتأييدها.. و«أخونة الدولة» سبب قيام 30 يونيو "تعديل مسار حياة".. هذا ما فعلته ثورة 23 يوليو في الشاب وقتها، اللواء عبد المنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، الذي خرج إلى الشارع في الصباح التالى لإعلان الثورة على الملك ليهتف مع الملايين التي خرجت "يحيا الجيش المصري"، ليقرر بعدها سحب أوراقه من كلية الهندسة، ويقدمها في الكلية الحربية. وعن ذكرياته مع الثورة، وموقف الشارع منها، والأحداث التي تلتها، وصولا إلى ثورة المصريين على جماعة الإخوان المسلمين – المصنفة إرهابية، في 30 يونيو 2013، كان الحوار التالى: في البداية.. لنتحدث عن موقفك عند اندلاع ثورة 23 يوليو في العام 1952؟ عندما قامت ثورة 23 يوليو كنت قد أنهيت المرحلة الثانوية، وأذكر أننى خرجت إلى الشارع مع الجماهير لتحية الضباط وهتفت في الميادين "يحيا الجيش المصرى العظيم"، وكانت مشاعر الوطنية بداخلى ملتهبة كالنيران، لدرجة أننى أصبحت أريد أن أكون واحدا من الضباط وأن أكون معهم، وكنت قد قدمت أوراقى لكلية الهندسة ونظرا لسعادتى بالثورة أنا وأبناء جيلى وكان أملنا أن تصبح أفضل بلد في العالم ونطرد الاحتلال الإنجليزى قررت سحب أوراقى من كلية الهندسة وتقديمها في الكلية الحربية لأحصل على شرف ارتداء البدلة العسكرية مثل الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة، وقبلت أوراقى وتخرجت في الكلية الحربية الجديدة عام 1955 الدفعة رقم33 لألتحق بسلاح المشاه وشاركت في كل الحروب بعدها مثل حرب 56 وحرب الاستنزاف وحتى تحرير سيناء في 73. من وجهة نظرك.. ما الأسباب التي دفعت الضباط الأحرار للثورة على الملك؟ كان الملك فاروق هو والأسرة الحاكمة يعيشون حالة من الفساد والتدنى غير معقولة إضافة إلى تركهم الاحتلال الانجليزى يعذب أبناء الشعب المصرى الذي ظل يقاوم الاحتلال رغم الفقر الذي كان يعيش فيه وبعد حرب 48 بفلسطين وفضيحة الأسلحة الفاسدة التي تورط فيها الملك قام عدد من ضباط الجيش بعمل تنظيم خاص أطلقوا عليه تنظيم الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر وكان وقتها برتبة بكباشى «مقدم»، وكان أعضاء التنظيم نحو 200 ضابط من مختلف أسلحة الجيش المصري، وكانوا يخططون سرا للثورة حتى اكتملت الخطة وقاموا باستدعاء اللواء محمد نجيب لأنه أكبر منهم رتبة وقالوا له إنهم سيقومون بثورة ويريدونه أن يمثلهم رغم أنه لم يكن عضوا في التنظيم فوافق فورا. وقامت الثورة على 6 مبادئ رئيسية في مقدمتها إلغاء الملكية وقيام الجمهورية العربية المتحدة وأعطوا للملك فرصة للتنازل عن العرش لابنه الملك أحمد فؤاد من الملكة ناريمان وكان وقتها طفل ولم يوافق الملك وأخذ ابنه معه وحددت له ساعة مغادرة البلاد في السادسة صباحا على اليخت الملكى المحروسة وفعلا نفذ الأمر وغادر في التوقيت المحدد له، وأذكر أن الرئيس محمد نجيب تأخر عن الميعاد وعندما وصل إلى ميناء الإسكندرية كان الملك قد غادره فاستقل «لانش» من القوات البحرية وتبعه لإعطائه التحية كآخر ملك لمصر قبل أن تصبح جمهورية. وماذا عن موقف الشارع المصرى من الثورة؟ الشعب المصرى كان وراء جيشه وخرجت الملايين في الشوارع لتحية الضباط الذين قاموا بالثورة والجيش أعاد للشعب المصرى كرامته التي ظلت مهانة طوال الحكم الملكى والاحتلال الإنجليزي. هل يمكن أن توضح لنا الفارق بين ثورة 23 يوليو1952 وبين ثورة 30 يونيو؟ الفارق كبير.. ثورة يوليو قام بها الجيش سرا لإلغاء الملكية ومحاربة الفساد الملكى وعودة الحكم للشعب المصرى بالرغم من اختياره وقتها لحكم اللواء محمد نجيب ثم عبد الناصر قائد ومفجر الثورة إلا أن الشعب كان خلف الجيش في كل قرار اتخذه وكان الضابط يمشى في الشارع رافعا رأسه ولا يجرؤ أن يؤذيه أحد. أما ثورة 30 يونيو فكانت ثورة شعب ضد نظام الإخوان الدموى الذي احتل البلد بأفكاره الرأسمالية لصالح الجماعة الإرهابية وأخذ يقسم فيها وكأنها عزبة يمتلكها وبدأ في هدم مؤسسات الدولة. وفى 30 يونيو انحاز الجيش للشعب وكما قلت سابقا شعب مصر هو جيشها لا فرق بينهم والجيش لبى نداء الشعب وقام "السيسي" بإعطاء مهلة للرئيس الإخوانى لكن الجماعة بدأت تستقوى بالخارج ما تطلب عزل الرئيس ومحاكمته على خيانته للبلد وإفشاء أسرار عسكرية تخص الأمن القومي. وفى ثورة 23 يوليو كان تعداد مصر وقتها 17 مليون نسمة كلهم لا يعرفون إلا مصلحة مصر أولا قبل مصالحهم الشخصية أما الآن فتعداد مصر يزيد على 90 مليون نسمة وكل مجموعة لها توجهات مختلفة آخر شيء فيها مصلحة مصر واستطاعت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بأفكارها ووسائل الإعلام التي تنحاز لها من استمالة عدد كبير من الشباب. متى يعرف الشباب أن ثورة 30 يونيو كانت في صالح مصر وشعبها؟ الشباب المصرى حب الوطن يسرى في عروقه، لكن البعض منه مغيب بسبب الظروف المعيشية فالإعلام جعل الشباب يتخبط بين مؤيد ومعارض لطرد الإخوان وقنواتهم تزيف الحقيقة وهنا يأتى دور الإعلام المصرى الوطنى بإظهار المشروعات القومية التي يقوم بها الرئيس "السيسي" للقضاء على البطالة وتنمية المناطق الصحراوية وإنشاء شبكة طرق عالمية وبناء المصانع الكثيفة العمالة وتنمية محور قناة السويس. وأريد التأكيد على أنه مع الوقت سيرى الشباب ثمرة هذه المشروعات بالقضاء على البطالة ورفع مستوى الدخل للفرد والأسرة وهذا سيكون السبيل الوحيد لعودة الشباب الذين ضللتهم الأفكار المتطرفة.