(الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق) يعيشن بيننا، يحاولن التهرب من واقعهن الأليم، يهربن من أسئلة من حولهن، يعتبرن أن الاقتراب منهن، أو محاولة الحديث معهن، من المحاذير، لأن المجتمع يجبرهن أن يضعن أنفسهن خلف جدار عازل، حتى لا تنطلق حولهن الإشاعات ويقعن أسيرات لأحاديث النميمة نعم إنهن.... (المطلقات).... أصبح الطلاق إحدى المشكلات الاجتماعيّة الخطيرة، التي تهدّد المجتمع بالتفكك والانهيار.. فقد كشفت إحصاءات مصريّة حديثة أن هناك (240) متزوجة يتعرضن للطلاق يوميًا، أي أنه توجد مطلقة كل ست دقائق، وقد ورد في التقرير الصادر مؤخرًا عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر أن عدد المطلقات مليونان و(459) ألف مطلقة العام الماضي. وأكد التقرير أن 42% من حالات الطلاق عادة ما تكون لعدم قدرة الزوج على الوفاء باحتياجات أسرته وأولاده المادية والاقتصادية، و25% من حالات الطلاق تحدث بسبب تدخل الأهل والأقارب، و12% ترجع للسلوك الشخصي لأي من الزوجين نظرًا لسوء الخلق والتعدّي بالسبّ والقول والفعل والضرب وإدمان الزوج للمخدرات، والاختلاط بأصدقاء السوء. ما هي المشكلات التي تواجه المطلقات؟ هناك مشكلة كبيرة تواجه المطلقة وهي أنها أصبحت فريسة لأصحاب النفوس المريضة الضعيفة لهذا الذئب البشري الذي ينقض عليها فور علمه بأنها مطلقة أو أرملة. وهناك مشكلة أخرى وهي توفير مصروفات نفقات المعيشة اليومية لها شخصيا ولأولادها إن كان هناك أطفال وفي أغلب الأوقات يتهرب الأب من هذه النفقة كنوع من أنواع تأديب الزوجة التي طلقت لأي سبب من الأسباب، فيكون العقاب هو الاحتياج والذل. ورجوعا لما بدأت به الأم مدرسة إذا أعددتها... أعددت شعبا طيبا الأعراق كثيرا ما يكون العبأ مثقلا عليها.. لا تستطيع تعليم أولادها.. يخرج الأولاد من المدارس ليعملوا ويحرموا من طفولتهم ويحرموا من التعليم نجد منهم كثيرا متسولين. تموت طفولته وبراءته ويكبر ويكون حاقدا على المجتمع وظروفه.. كثيرا من الأمهات الغارمات مطلقات دخلن السجن بسبب أنهن تورطن في أقساط ليستطيعن تكملة معيشتهن بشراء أجهزة أو قروض من جمعيات رجال الأعمال. المطلقة تصبح حملا ثقيلا جدا على أسرتها سواء في التعامل اليومي أو على مستوى التعامل بشكل عام وهناك أسر تمنع المطلقة من الخروج بشكل نهائي حتى تتوفي. المطلقة تفقد الثقة في المجتمع الذكوري بشكل عام بدءا من الزوج الذي طلقها حتى الأخ والأب الذي يمارس جميع أشكال الضغط والمراقبة. المطلقة تصاب بمرض نفسي وهو الوحدة والانكسار والاكتئاب بسبب الإحساس بالظلم فهي لم تفعل شيئا سوي أنها طلبت شيئا أحله الله عز وهو الطلاق. المطلقة منبوذة من المجتمع بشكل كبير وهناك من يمنع ابنته أو زوجته بالاختلاط بالمطلقة.. وهناك زوجات يرفضن مصاحبة المطلقة خوفا على حياتهن الزوجية. ومن هنا تعتبر هذه المبادرة بداية جديدة.