لم تكن «الواحات» بعيدة يومًا عن واقع السياحة في مصر.. ومع التراجع الكبير الذي ضرب هذا القطاع كانت رحلات السفاري بالواحات البحرية واحدة ممن سجل انخفاضًا أيضًا لكن يبقى الخوف الأكبر من عدم عودتها مرة أخرى. صحيح أن رحلات السفاري ظلت متماسكة بعد سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر الماضي ومقتل السياح المكسيك بمنطقة الواحات البحرية إلا أن ذلك لم يدم طويلا بسبب عدد من القيود كان أبرزها تصنيفات عدد من المواقع السياحية الدولية الكبرى لها بالخطر، وإغلاق قوات الأمن عددًا من المناطق والمحميات الكبرى أمام الرحلات والبعثات العلمية كالصحراء البيضاء ومحمية الجلف الكبير وكهف جارة. «حسين زيدان - منظم رحلات سفاري بالواحات ودليل للأفواج والبعثات العلمية بالوادي الجديد» قال إن عام 2016 يكاد يكون خاليًا من الرحلات والبعثات التي كانت تأتي دائمًا إلى الواحات من أجل الاستمتاع والسياحة العلاجية، وإجراء الدراسات والأبحاث العلمية، كما أن العديد من العاملين في هذا المجال من أبناء الواحات اتجهوا لمزاولة حرف ومهن أخرى بعيدًا عن السياحة بسبب تراجعها. «زيدان» شدد على أن الرحلات السياحية كانت في الماضي تنطلق في أفواج بسيارات الدفع الرباعي من القاهرة مرورًا بالواحات البحرية، ويقوم السياح بزيارة محمية الصحراء السوداء وجبل الإنجليز والعيون الكبريتية ومحمية الصحراء البيضاء ومحمية الجلف الكبير وينابيع المياه وكهف الجارة وجبل الكريستال، ثم زيارة المنتجعات البيئية والمناطق الأثرية المنتشرة بواحات الفرافرة والداخلة والخارجة، والتي بها 139 موقعًا أثريًا وسياحيًا. ولفت إلى أن وفدًا من وكالة ناسا زار الصحراء البيضاء، فضلا عن عدد كبير من الباحثين وأساتذة الجامعات الكبرى، على رأسهم العالم المصري الدكتور فاروق الباز، والذي زار الصحراء الغربية أكثر من مرة لإجراء عدد من الدراسات حول المياه الجوفية. وتحدث زيدان عن أن القيود والأحداث الأخيرة والتصنيفات الدولية لم ترحم الصحراء الغربية، ما أدى إلى تراجع السياحة والبعثات العلمية بها، إضافة إلى تشريد القائمين على هذا النوع من السياحة النوعية. أما «خالد حسن - مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة الوادي الجديد»، فأكد أن الهيئة وضعت عدة حلول لاستعادة رحلات السفاري والبعثات العلمية مرة أخرى بعد التراجع الشديد الذي شهدته الواحات ومن بين تلك الإجراءات التي تم وضعها في الخطة مخاطبة السفارات الأجنبية لإيفاد مواطنيها إلى الواحات، ومخاطبة الجامعة الأمريكية والجامعات المصرية لإرسال رحلات طلابية والتنسيق مع الشركات السياحية لوضع الواحات ضمن برامجها. إضافة إلى الترويج للواحات على مواقع السياحة الدولية، لفك الحظر عن المناطق التي تم تصنيفها بأنها غير آمنة، فضلا عن عودة الراليات الدولية للسيارات والموتوسيكلات.