تتجه السياحة العالمية بقوة الي السياحة البيئية وهو ما يطلق عليه اكوا توريزم وذلك للهروب من صخب الحياة والعودة الي الطبيعة الهادئة التي تبتعد عن كل مظاهر الصناعات الحديثة التي أثبتت التجارب تأثيرها السلبي علي الإنسان .ويتوقع خبراء السياحة أن الاعتماد علي كل ما هو طبيعي في المشروعات السياحية هو الحصان الرابح في التنافس السياحي الشرس الذي تشهده الساحة السياحية العالمية. ولذلك فإن التنمية السياحية المستديمة الحقيقية القادرة علي الاستمرار والكسب في نفس الوقت هي الحفاظ علي المكونات الطبيعية للمكان وتحويلها إلي عناصر أساسية في المشروع وذلك ما تسعي إليه الدول السياحية الكبري. وفي مصر أدركت وزارة السياحة ذلك منذ سنوات وكملت من خلال آليات محددة للحفاظ علي البيئة ومحاربة كل مظاهر الاعتداء علي تلك لمقومات وحتي إن كانت تدر عائدا كبيرا والأهم من ذلك هو البحث عن كنوز السياحة البيئية في مصر وتسويقها والتعريف بها لدي صناع القرار السياحي في العالم وقبل ذلك توعية السكان المحليين في تلك المناطق بأهمية الحفاظ علي تلك المقومات التي تعد مصدرا للدخل المستمر والمتزايد. فأين موقع مصر. علي خريطة السياحة البيئية لتطوير هذا المنتج الذي يعد السلسلة التي تتميز بكونها مستقبل السياحة؟ الدكتور محمود القيسوني عضو اللجنة الدولية للسياحة البيئية ومستشار وزير السياحة ورئيس لجنة السياحة البيئية بالاتحاد المصري للطرق السياحية حدد السياحة البيئية بكل شيء مرتبط بالطبيعة مثل الصحراء والبحار والغابات والأنهار والحيوانات والطيور ويأتي علي رأس ذلك كله الانسان ولعل المعروف عن تلك الانماط هو المحميات الطبيعية مشيرا إلي أنه منذ نشأة التوجه لهذا النمط السياحي المهم بدأت مصر تهتم بهذا النشاط والبحث عن مقوماته ووجدنا أن مصر من اغني بلاد الدنيا في هذا النوع من السياحة فقد فوجئنا ونحن نحدد مناطق السياحة البيئية في مصر بوجود تنوع طبيعي وبيولوجي لا مثيل له في العالم فنحن كنا لا نعرف أن في مصر أسرابا من الحمير البرية المخططة وكباش الاروي وأن مصر تقع علي اكبر خط لهجرة الطيور في العالم مرتين في العام ومنذ ذلك بدأ التنسيق مع شئون البيئة واعداد تلك المناطق لتنضم الي المحميات الطبيعية في مصر لتزداد من27 محمية حاليا إلي42 محمية خلال7 سنوات. وقال القيسوني انه تم اكتشاف كم هائل من المخزون البيئي الذي يؤمن لمصر والاجيال القادمة مستقبلا كبيرا في هذا المجال التي يجب تنميتها والحفاظ عليها وإعدادها لزيارة السائحين فهناك في مصر مسارات عديدة للمغامرات الشهيرة للمصريين الأوائل مثل أحمد باشا والامير كمال الدين وغيرهما حيث يأتي السائحون ويقومون بنفس المغامرات التي قام بها هؤلاء ويتلمسون نفس خط السير الذي مشي فيه المغامرون الاوائل. وماذا شاهد هؤلاء وماذا اكتشفوا ويستمتع السائحون بتلك الرحلات ويعتبرونها رحلة الأحلام. وأعلن د. القيسوني انه تم اكتشاف4 كهوف للانسان الاول في منطقة الجلف الكبير وفوهات بركانية وهناك مؤسسات دولية تعمل حاليا بدراسة تلك الاكتشافات مشيرا الي أن القطاع الجنوبي من الصحراء الشرقية من أغني مناطق العالم في السياحة البيئية حيث يوجد في وادي علبة103 قبائل لكل منها عادات وتقاليد مختلفة ويأتي السائحون للاطلاع عليها ومعايشتها علي ارض الواقع وحضور الافراح وارتداء ملابسهم وتناول اكلاتهم ويستعينون بالبدو في اختراق دروب الصحراء وتسلق الجبال ومشاهدة الضبع الابيض والمخطط بالاضافة الي الواحات المختلفة في الفيوم وسيوة والواحات البحرية والخارجة والداخلة بالوادي الجديد ومنخفض القطارة فمصر لديها مقومات لا حصر لها من السياحة البيئية. واوضح رئيس لجنة السياحة البيئية بالاتحاد المصري للطرق السياحية ان هناك مشروعا لتوعية القبائل حول كيفية الحفاظ علي هذه الكنوز حيث أن السياحة القادمة سوف تنحصر في3 أنماط علي رأسها السياحة البيئية والغوص والصحراء والسفاري وسياحة الغوص تجذب أكثر من3 ملايين سائح في مصر وحققت سياحة الصحراء العام الماضي250 مليون دولار وهناك العديد من غرائب الكهوف والصحراء في مصر يجري حاليا تطويرها والعمل علي تقديمها كمنتج سياحي متميز.