لا شك أنه لو نجحت محاولة الانقلاب العسكري أمس ب "تركيا" لكانت قد انقلبت الموازين رأسا على عقب بالمنطقة، خاصة في ميزان التحالفات التي أبرمها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عدة دول -التي كان آخرها إسرائيل- وعدد من الأنظمة، إلى جانب الموقف التركي من النظام السوري ومحاولة عودة العلاقات مع روسيا. وهناك عدة مكاسب لبعض دول المنطقة في حال حدوث الانقلاب على نظام أردوغان، كما أن هناك مكاسب عدة لدول أخرى مع فشل محاولة الانقلاب أبرزها إسرائيل. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد ساعات، بيانا أكدت فيه أن إسرائيل تحترم المسيرة الديمقراطية في تركيا وتتطلع إلى استمرار عملية المصالحة بين البلدين، ولذلك يعتبر فشل الانقلاب على نظام أردوغان مكسب كبير لإسرائيل لعدة أسباب أهمها. إتمام التطبيع وتمثل تلك القضية أهمية قصوى لدولة الاحتلال خاصة في ظل تعهد تركيا بالتنازل عن جميع القضايا الدولية المرفوعة ضد جنود جيش الاحتلال على خلفية -قصف السفينة مرمرة عام 2010- إلى جانب تعهد نظام أردوغان أيضا بالحفاظ على الهدوء داخل قطاع غزة، ما يمثل تأمين الجبهة الجنوبية ل"إسرائيل". عضوية الناتو ولعل من أهم المكاسب لإسرائيل ضمانتها للدخول في حلف الناتو خاصة بعد ترحيب تركيا -بعد أن كانت من أشد المعارضين لتلك الخطوة- إلا أن مباحثات المصالحة التركية الإسرائيلية أدت إلى إلغاء الفيتو التركي أمام مشاركة إسرائيل في تدريبات حلف الناتو، بل ستفتح إسرائيل للمرة الأولى مكتبا لها في بروكسل حيث مقر الحلف، تمهيدا لعضويتها في الحلف مستقبلا. الغاز يضمن بقاء نظام أردوغان في السلطة سرعه توقيع اتفاق يقضي بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى تركيا، تعويضا عن الغاز الروسي، بما يجلب مكاسب كبيرة لدولة الاحتلال، خاصة بعد تأكيدات وزير الطاقة بتل أبيب يوفال شتاينتس -التي سبقت اتفاقية التطبيع- اقتراب الانتهاء من اتفاق توريد الغاز لأنقرة. الحرب في سوريا وضمنت إسرائيل استمرار حليفها الرافض لاستمرار نظام الأسد في السلطة، إلى جانب ضمان حليف إستراتيجي وعسكري في محاربة التنظيمات الإرهابية العاملة في الداخل السوري وعلي رأسها تنظيم داعش الإرهاب، بما يضمن لإسرائيل تحقيق حلم التقسيم، والفوز بأرض هضبة الجولان، وضمها لحدود دولة الاحتلال.