يعتبر النازي أدولف هتلر أول من رسخ الفكر النازي في العالم، والذي تأثر به من بعده الكثير من القادة في العالم، ومن بينهم قادة العرب. زار الصحفي والمخرج الألماني خير الدين شوارتز القاهرة، وعاد ليكتب معبرا عن فرحه بحقيقة تأثر العرب بالفكر النازي، كما أنه يعمل حاليا على إنتاج فيلم وثائقي جديد يتحدث عن مدى تأثير الرايخ الثالث على الحركات القومية العربية في فترة ما بين الحربين وحتى عام 1945. وأوضح الكاتب أن اهتمام القادة العرب بفكر الحزب القومي الاشتراكي العمالي بدا قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في عام 1948 كما أن قوة هتلر في مواجهة العقوبات التي فرضت على ألمانيا بموجب معاهدة فرساي لعام 1919 شدت انتباه العرب ووجه انتصاره بشكل إيجابي في العالم العربي. ورصد الكاتب في تقرير جديد عدة حقائق عن النازية في الشرق الأوسط لم تكن معروفة بشكل واضح نرصدها فيما يلي: الطقوس الصوفية كانت الطقوس الصوفية، طائفة الزعيم وتمجيد القوة والشباب والأهمية التي تحظى بها الثقافة الشعبية من الجوانب الفاشية والنازية التي تسحر الشرق الأوسط، حتى أنه فترة ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية أنشئت تشكيلات سياسية عربية جديدة ثلاثة منها لا تزال موجودة حتى اليوم، الأول هو الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي ما زال يحمل شعاره الأصلي، والثاني هو حزب الكتائب اللبنانية وهو حزب مسيحي أسسه بيار الجميل، أما الثالث فهو فرع حزب البعث في سوريا. وفي الوقت ذاته، فتح التدفق المتزايد ليهود أوروبا نحو فلسطين طرقا جديدة للتقارب بين النازية والقوميين العرب بالإضافة إلى عداء النازية للسامية لقناعتها بتواجد مؤامرة يهودية تهدف إلى السيطرة على العالم مما تسبب في التقارب أيضا بين الفكر النازي والعرب. محاربة العبودية الإنجليزية وزع النازيون خلال الحرب منشورات معادية للصهيونية في كل الدول العربية وتركيا وإيران ونشر راديو برلين باللغة العربية الكراهية ضد اليهود وفكرة وجود تقارب عميق بين الاشتراكية القومية والإسلام. ووفق ما لاحظه المؤرخ جيفري هيرف فإن الدعاية النازية أقنعت الشعوب العربية بأن انتصار دول المحور سيحرر الشرق الأوسط من العبودية الإنجليزية. دمشق ملجأ النازي عملت سوريا على تكوين جيش فعال بعد تحررها من الاستعمار الفرنسي وعاد النازيين إلى سوريا خلال ذلك الوقت بما فيهم الذراع اليمنى السابق للمسئول النازي أدولف ايخمان، ألويس برونر، والمسئول عن ترحيل 120 ألف يهود أوروبي إلى معسكرات الإبادة، وتوفي برونر في دمشق في عام 2010، عن عمر ناهز ال98 عاما، وحتى نهاية حياته قال إنه يتمتع بحماية النظام البعثي. النازية في مصر تحت تأثير الهزيمة العربية عام 1949 أمام إسرائيل عملت مصر وقادة الجامعة العربية على تطوير خطة سرية لتأسيس جيش قومي عربي يتكون من مليون رجل تحت قيادة موحدة وتولي هذه المهمة الجنرال السابق للفيلق الأفريقي، لكنه لم يكن الرجل المناسب لهذه المهمة. لم تتخل مصر، حسب الكاتب، عن الخبرة الألمانية في ذلك الوقت فوصل الجنرال فيلهلم فارمباخر، مسئول كبير سابق لدى هيرمان جورينج، وزير حرب الرايخ الألماني، إلى القاهرة في مارس 1951، والذي تمثلت مهمته ومن كانوا برفقته في تجنيد مئات من المستشارين العسكريين الألمان وقدامى المحاربين من قوات الفيلق الأفريقي والبحرية، والجبهة الشرقية ومن بينهم القائد السابق، جيرهارد ميرتينس، المسئول عن تعليم تقنيات حرب العصابات، فضلا عن خبراء آخرين تتمثل مهمتهم في وضع الأسس لصناعة الأسلحة وتحديث وتدريب الجيش الوطني. رحيلهم من مصر في 1956، بعد تولي جمال عبدالناصر لقيادة البلاد رحل فارمباخر وفوس وغيرهما خوفًا من تعاطف الريس الجديد مع الاشتراكية وبقي بعض النازيين السابقين، مثل العقيد ليوبولد جليم، الذي عمل على تأطير عناصر الأمن، وأطلق على نفسه اسم "على النهار"، كذلك، يواكيم دوملينج، المساعد على إعادة تنظيم أجهزة الاستخبارات، وأوتو سكورزيني، ضابط الكوماندوز الشهير منذ عام 1953، والمستشار العسكري للجنرال المصري نجيب، وغيرهم من المنفيين النازيين الآخرين. ولعب الموظفون السابقون لجوزيف جوبلز، وزير هتلر، دورا مهما في دعاية نظام جمال عبدالناصر المعادي للصهيونية عان 1956 كما جندت وزارة الإعلام المصرية أحد منظري الرايخ الثالث، يوهان فون ليرز، المتنكر تحت اسم "عمر أمين" الذي شجع عبر راديو متعدد اللغات على إحياء حركات النازية الجديدة في العالم.