القراء الجدد فشلوا فى تقليد جيل الرواد أكرمها الله بحفظ القرآن الكريم عندما بلغت الحادية عشرة، وتأثرت بمدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل، وبجمال صوت عبد الباسط عبد الصمد، وبتجويد البهتيمي، مؤكدة أن الأتراك يبكون عند استماعهم لصوتها الملائكى، ويستقبلونها كالملوك ورؤساء الدول، ومع ذلك تتمنى إقامة مدرسة لتحفيظ القرآن بمصر، لكن المعوقات كثيرة، لذا فهى تفكر فى الإقامة بشكل كامل بتركيا.. إنها القارئة سمية الديب، تلك الفتاة الصغيرة التى التقت بها «ڤيتو» .. فى هذا الحوار. كيف كانت البداية؟ - ولدت ببنها، وبدأت حفظى لكتاب الله فى الرابعة من عمري، وفى الحادية عشر أتممت حفظ القرآن وأبى وأمى ساعدانى كثيراً، وللشيخ أحمد مصطفى كامل جهد مشكور فى تحفيظي، وأدرس فى معهد خاص بالقراءات والحديث والتفسير والسيرة، وقرأت القرآن فى أنقرة «بتركيا» وكان عمرى 11 عاماً، ثم سافرت للجزائر والإمارات للقراءة هناك، وفى تركيا يبكون عند استماعهم للقرآن الكريم، ومع أنهم لا يعرفون اللغة العربية، فهم يحفظون القرآن دون فهمه معانيه. من اكتشف موهبتك فى التلاوة والتجويد؟ - قدر الله، فقد كان أخى متجهاً للمشاركة بمسابقة حفظ القرآن، وذهبت معه، وسمعنى الشيخ الذى يقوم بالاختبار وطلب منى حفظ القرآن، وأخبرنى أن مستقبلاً عظيماً ينتظرنى فى دولة التلاوة. بمن تأثرت؟ - تأثرت كثيراً بمدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل، وبجمال صوت عبد الباسط عبد الصمد، وبصفاء تلاوة الشيخ كامل يوسف البهتيمي، واستفدت كثيراً من صوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وجميعها أصوات جميلة. وماذا عن القراء الجدد؟ - هم يقلدون المشايخ القدامى، ولم يأت من الجدد شيئاً متفرداً، فلماذا أستمع إلى النسخة المقلدة والنسخة الأصلية متاحة، فصوت محمد رفعت «لحن من السماء» وعبد الفتاح الشعشاعى وابنه إبراهيم «بهجة القرآن ووقاره»، وعبد الباسط عبد الصمد «قوة وجمال التلاوة» والشيخ الحصرى «المعلم الأول»، ومصطفى إسماعيل «شمس التلاوة»، والطبلاوى «جمال من نوع فريد» والبهتيمى «مدرسة قائمة بذاتها»، وغيرهم كثيرون، وهم الرعيل الذى تفرد كل منهم بأداء مميز، ولكل منهم صوت مختلف عن الآخر أما القراء الجدد فلم نجد منهم شيئاً جديداً، والمجتهد منهم يقلد أحداً من الرعيل الأول. ما أبرز المعوقات التى واجهتك خلال مسيرتك القرآنية؟ - أبرزها عدم الاعتراف أصلاً بفكرة المقرئات، هم لا يقبلون بفتاة تقرأ القرآن، مشايخ كثيرون يحاربون القارئات، لكن التقدير الحقيقى وجدته خارج مصر، فقد قامت دول كثيرة بتكريمي، عربية وإسلامية وغربية، وفى نقابة القراء المصرية توجد 003 قارئة، لا أحد يهتم بهن، حتى وزارة الأوقاف تتعامل مع القارئات بطريقة مهينة، فمنهم يتعاملون معنا كالجوارى والإماء ، ومنهم من يسبون القارئات بألفاظ خارجة، لذا فبعض القارئات يندمن على تأهلهن للاختبار بوزارة الأوقاف، ولا أبالغ إذا قلت إن مسئولين بالوزارة يساومون القارئات على حصولهم على ثلث قيمة الجائزة التى تفوز بها القارئة المتسابقة، وأتمنى أن يتم تطهير جميع الوزارات، ليحصل كل صاحب حق على حقه، ولكنى أشعر بالتفاؤل بالمستقبل، فالأردن والسعودية يصعدان أفضل ما عندهما، على عكس ما يحدث فى مصر. هل تخشين التيارات الإسلامية المتشددة لمنع القارئات من التلاوة؟ - قبل أن يتحدثوا عن القارئات، عليهم نقد أنفسهم، فعندما ظهر الشيخ محمد حسان مع إحدى المذيعات - بقناة فضائية- فقد انتقدوه ووجهوا له اتهامات عديدة، وهاهم الآن يجلسون مع هيلارى كلينتون، مع أننى اقرأ القرآن أمام النساء فقط. هل تأثرت بالمقامات الموسيقية؟ - بعد حفظى لكتاب الله، والاستماع إلى تلاوة الرعيل الأول، فقد أصبحت فكرة المقامات طبيعية، فعندما اقرأ آيات الحزن، أجد نفسى اقرأ بمقام «الصبا»، وفى آيات الجنة ونعيمها استخدم مقام «نهاوند»، وكان الشيخ مصطفى إسماعيل على سبيل المثال دارساً للمقامات الموسيقية. موقف محفور بذاكرتك.. ما هو؟ - كنت أمام مسجد إبراهيم الانصارى بتركيا، وإذا بسيدة عجوز تقبل يدى وهى تبكي، واخبرتنى المترجم أنها تقول: حاولت مع ابنتى مراراً وتكراراً لكى ترتدى الحجاب، لكن محاولاتى باءت بالفشل، وعندما شاهدت ابنتى الشيخة سمية تقرأ القرآن فى التليفزيون سارعت على الفور بارتداء الحجاب. ما أغلى أمنياتك؟ - أتمنى إنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن وتدريس علومه، ليأتى إليها الأطفال فى سن مبكرة، ومصر حاشدة بالمواهب، لكن عقبات كثيرة تواجهنى لإنشاء المدرسة، وقد عرضت تركيا أن تنشيء لى هذه المدرسة فى اسطنبول، وإذا استمرت العراقيل فى مصر، فسوف أقيم المدرسة هناك، وأنصح الآباء والامهات بتحفيظ أطفالهم قصار السور وترديدها كثيراً أمامهم. .. والآية الأكثر تأثيراً فى قلبك؟ - «وتوكل على الحى الذى لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً» «الفرقان- 5»