صوته العذب يشق بكلمات الله قلب الصحراء المقفرة, فيحيل ظلمة ليلها إلى نهار منير , وجفاف أرضها إلى سهول تكسوها خضرة ذكر الخالق.. هو الشيخ شحات عبد الله ابن قرية اسمنت بواحة الخارجة فى الوادى الجديد, والملقب بكروان جزر الرحمة. يميز شيخنا صوته العذب الذى يمس شغف القلوب فينقل المستمع لكلام الله الذى يجرى على لسان بطل حكايتنا من العالم المادي الفانى إلى عالم روحانى يلفه الخلود مرطبا بذكر الله تعالى وبنور قرآنه الكريم. والشيخ عبد الله يقضى جل وقته فى تلاوة الذكر الحكيم سواء فى المآتم أو المناسبات الدينية, وان كف عن التلاوة للحظات تغنى منشدا ومادحا لنبى الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم, وهو ما يجمع حوله أهل القرية والوادى جديد كله, ورغم شهرته التى تخطت حدود المحافظة الى العاصمة ومختلف ربوع مصر إلا أن شيخنا الجليل لم يعتمد فى الإذاعة, وحتى شركات إنتاج الكاسيت لم تقترب منه ولم تغتنم فرصة تسجيل كتاب الله بصوته الرخيم. ومساء كل خميس اعتاد أهالى الوادى التجمع حول الشيخ عبد الله , وهو بالمناسبة صوفى يتبع الطريقة البيومية, فيطربهم بالتلاوة التى تحلق بهم إلى أفاق واسعة ورحبة لا تضارعها رحاب الصحراء مترامية الأطراف, وكذا ينتشون وهم يستمعون لإنشاده الرائع ومديحه لخير خلق الله كلهم. يقول الشيخ شحات عبد الله: أتممت حفظ كتاب الله وأنا ابن العشرين , وذلك على يدى الشيخ السنوسى بن رضوان, وهو أحد أتباع الطريقة السنوسية وأصولها ليبية, ولى فى هذا الأمر حكاية مدهشة, فقد قابلت الرجل وأنا أمى لا اقرأ ولا اكتب وعندما أعجبت بصوته الملائكى طلبت منه أن يدعو لى بان يمن الله على بحفظ القران الكريم كاملا, فدعا هو وحفظت أنا بالتلقين, ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد حفظت ألفية ابن مالك والمتون وأحكام التلاوة وكثير من الأحاديث والفقه وسير وقصائد مديح لكبار أعلام الصوفية, وبعدها اختبرني الشيخ السنوسى ومنحنى الإجازة للتلاوة والخطابة. الشيخ اختتم كلامه قائلاً: عمرى الآن يتجاوز الخامسة والستين, ولدى من الأبناء سبع , أربعة ذكور وثلاث بنات, وجميعهم بفضل الله تخرج فى جامعة الأزهر الشريف وإحداهم معيدة, كما أنهم حافظون لكتاب الله ويقومون بتحفيظه للنشء.