الحوينى غيّر مساره واسمه فانطلقت شهرته للعالم العربى رحلة طويلة قطعها الشيخ هاشم محمد نور الدين من منطقة «الشيخ هارون» بأسوان إلى شهرة واسعة فى صعيد مصر ثم العالم العربي، والبداية كانت حين وصل إلى السنة السابعة من عمره فبدأ حفظ جزء «عم»، بعدما التحق بالمدرسة الإبتدائية. وكانت ظروف أسرته المالية صعبة للغاية، ليبدأ رحلة العمل والسعى منذ الثامنة من عمره لتوفير مصروفات الدراسة، وهنا كان أمامه احد سيناريوهين يختار أحدهما إما إكمال الدراسة أو إتمام حفظ القرآن، فاختار الأولي، وتفوق فى المدرسة الابتدائية، ولم يحصل على مجموع كبير فى الإعدادية، فالتحق بالمدرسة الثانوية الزخرفية، وكان فى خلال دراسته يقرأ القرآن بالإذاعة المدرسية حتى حصل على شهادة الثانوية الزخزفية. وبعدما التحق بالخدمة العسكرية كان يستعيد ما حفظ من سور القرآن، وكان دائم الاستماع للشيخ محمد صديق المنشاوي، ليتعلم أحكام التلاوة والتجويد، والتحق بحلقات القراءة التى كان يعقدها الشيخ مصطفى خضر، الذى تنبأ له بمستقبل كبير فى عالم قراءة القرآن. وفى عزاء بجمعية أبوالحجاج الأقصرى -بمنطقة الشيخ هارون- بدأ الشيخ هاشم فى التلاوة، ونال إعجاب مستمعيه على مدى أيام العزاء الثلاثة، وتقاضى ثلاثين جنيهاًَ أجراً، واستمر فى عمله كقارئ بمسجد الشيخ سيد السودانى -بمنطقته- ومع أنه لم يحفظ القرآن كاملاً فقد قامت وزارة الأوقاف بتعيينه مقرئاً براتب 68 جنيهاً شهرياً بمسجد أبوبكر الصديق. تمر الأيام ويتعرف الشيخ هاشم بصاحب شركة تسجيلات صوتية بكفر الشيخ، والتقى هناك الشيخ أبواسحاق الحوينى الداعية المعروف، الذى أقنعه بالتحول إلى الإنشاد الدينى وأختار له اسم «هاشم أبو نور»، فقام هاشم بتسجيل قصيدة «النونية القحطانية» للشيخ أبوعبدالله محمد الأندلسى القحطاني، وكانت المفاجأة تحقيق الشريط مبيعات هائلة، فى مصر والعالم العربي، ثم بدأ تسجيل قصائد أخرى منها «ليس الغريب»، فقرر تغيير اتجاهه من قارئ إلى منشد، ويقوم بإحياء حفلات الزفاف الإسلامية بالقاهرة وأسيوط ومرسى مطروح ومعدن الصعيد والبحر الأحمر، ولا يشترط أجراً محدداً، ولكن شرطه الوحيد عدم استخدام الطبلة أو الآلات الموسيقية لمصاحبته فى الإنشاد.