في مثل هذا اليوم، عام 1879، أراد السلطان العثماني أن يعاقب الخديو إسماعيل، على محاولاته الاستقلالية عن الباب العالي، إضافة إلى محاولته التصدي للنفوذ الأجنبي خاصة بعد إغراق البلاد في ديون أجنبية ضخمة، وذلك من خلال تنصيب الأمير محمد توفيق خديو على مصر، الابن الأكبر للخديوي إسماعيل. الأمير توفيق الأمير محمد توفيق" ولد بالقاهرة في 15 نوفمبر 1852، وكان الوحيد بين أبناء الأسرة المالكة الذي درس بداخل مصر ولم يذهب للخارج لتلقي العلم مثل باقي إخوته، حيث والدته هي«شفق نور»، كانت ممن يطلق عليهن«مستولدة»، ولم تكن ضمن زوجات الخديوي إسماعيل الأربع. بداية العمل السياسي للأمير توفيق، كان في عهد والده، حيث ترأس أول وزارة له في مارس 1879، ولم يُقدر له الاستمرار بها غير شهر ليتولى بعدها بشهرين حكم البلاد في 26 يونيو 1879. الإجراءات الأولى ما لبث أن تولى توفيق الحكم إلا وأقصى رجال أبيه عن مناصب وولى آخرين موالين له، ولكنه بالإضافة إلى ذلك أراد التقرب من الأجانب لكسب رضاهم، فيعد عهده من أسوأ عهود الأسرة العلوية في مصر، حيث تم بيع حصة مصر من قناة السويس والتي كانت تقدر ب 15 % للإنجليز خلال فترة وزارة "رياض باشا"، مما أفقد البلاد آخر ما تبقى لها من القناة، التي حفرت بدماء وعرق المصريين. غضب المصريين لم ترض وزارة شريف باشا، الوزارة الوطنية آنذاك بهذا الأمر مما اضطرها إلى الاستقالة، وعلى الفور تم تعيين وزارة «نوبار باشا» الأكثر ولاءً للإنجليز، فأهم ما قدمته هو زيادة التدخل الأجنبي في شئون البلاد، تحت ستار سداد الديون التي اقترضها من الغرب من أجل إصلاح القناطر الخيرية. كما كان لنفي «جمال الدين الافغاني»، تأثيره على اشتعال غيظ المصريين، حيث اعتُبر رمزًا للمعارضة الشعبية في ذلك الوقت، فضلًا عن تعمد «عثمان رفقي»، وزير الحربية آنذاك بتأخير ترقية الضباط الوطنيين، وكانت الشرارة الأولى لثورة "أحمد عرابي" عام 1881م. الحكومات المشكله يعد عهد الخديو من أكثر العهود التي شهدت تغيرات مستمرة في الوزارات الحكومية، حيث تغير 10 وزارات خلال الفترة من 26 يونيو 1879 إلى 8 يناير 1892 لم تتجاوز أطولها عامًا واحدًا بينما بلغت أقصرها شهرًا فقط. إنجازات الخديو توفيق وفيما عن إنجازات توفيق، فكان هو أول من تنازل من أفراد الأسرة المالكة عن أطيانه، من أجل دفع الدين المطلوب من الحكومة، فضلًا عن كونه أول حاكم مصري يصدر في عهده لائحة للموظفين المدنيين التي تضمن لهم حقوقهم في المعاش، ثم تبعها بلائحتي المعاشات الملكية والعسكرية. أسرة الخديو توفيق ونال التعليم في عهده انتعاش بعض الشئن حيث كان في محط اهتمامه منذ أن كان وليًا للعهد، فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة، وعندما تولى الحكم أصدر مرسومًا في 27 مايو 1880 بتأليف لجنة للبحث في تنظيم التعليم وشئونه، كما أُشئت العديد من معاهد التعليم الابتدائية والثانوية والعالية، وأنشأت الحكومة المجلس الأعلى للمعارف في 28 مارس 1881. كان الخديو مولعًا بالتكنولوجيا، فتم توصيل التليفونات بين القاهرةوالإسكندرية عام 1981، إضافة إلى شركة "ترام القاهرة"، و"ترام الإسكندرية"، وسكة حديد الدلتا، وشركة البواخر النيللية. وكثير من حكام الأسرة المالكة لديهم العديد من الزوجات، إلا أن الخديو توفيق، لم يتزوج سوى مرة واحدة من قريبته الأميرة "أمينة نجيبة إلهامي" ابنة إبراهيم إلهامي باشا ابن عباس الأول بن أحمد طوسون باشا بن محمد على باشا، وذلك في عام 1873، والتي أنجبت له الخديو "عباس حلمي" الثاني والأمير "محمد على" باشا والأميرة "نازلي" والأميرة "خديجة" والأميرة "نعمة الله"، وتوفي الخديو محمد توفيق بقصر حلوان بالقاهرة 1892.