ولد الخديوي محمد توفيق عام 1852 وتوفي عام 1892، وهو سادس حكام مصر من الأسرة العلوية، فهو الابن الأكبر للخديوي إسماعيل. تولى الحكم سنة 1879، بعد أن أجبر الإنجليز والفرنسيون أباه الخديوي إسماعيل على ترك منصبه، وذلك عندما حاول استدراك ما فاته، وبعد أن أغرق البلاد في ديون أجنبية ضخمة مهدت السبيل للأوروبيين للتدخل في شئون البلاد. حظى عهد توفيق رغم سنواته القليلة بالعديد من الأحداث التي لن تُنسى من ذاكرة التاريخ المصري، أهمها: أولًا: ألغى السخرة وأمر بإصلاح المساجد والأوقاف الخيرية. ثانيًا: أنشئ في عهده مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ومجالس المديريات عام 1883. ثالثًا: أول من تنازل من أفراد الأسرة المالكة عن أطيانه، لدفع الدين المطلوب من الحكومة. رابعًا: بيع في عهده حصة مصر في أرباح قناة السويس (15%)، وكانت مرهونة لبعض الماليين الفرنسيين منذ عهد إسماعيل، وبذلك فقدت مصر ما تبقى لها من الفائدة المادية للقناة. خامسًا: أنشئ في فترة توليه الحكم العديد من الشركات والبنوك الأجنبية، ومنها بنك الأنجلو إجبسيان، وبنك الخصم والقطع الإيطالي (1887)، ومن الشركات الشركة المساهمة الأمريكية التي تكونت عام 1881 لتوصيل التليفون بين القاهرةوالإسكندرية، وشركة ترام القاهرة، وشركة النور، وشركة ترام الإسكندرية، وسكة حديد الدلتا، وشركة البواخر النيلية. سادسًا: الثورة العرابية حيث قام أحمد عرابي بثورة في 9 سبتمبر 1881، وكان من مطالبه، عزل رياض باشا، وتشكيل مجلس النواب، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي. سابعًا: في عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم المصري للسودان تشارلز جورج غوردون وفقدت مصر حكم السودان. ثامنًا: الاحتلال البريطاني لمصر والذي تم بمباركته، في أعقاب هزيمة عرابي بمعركة التل الكبير.