نظمت وزارة الأوقاف، الأمسية الرمضانية ال15 من مسجد النور بالعباسية تحت عنوان: "رمضان شهر الصفاء لا التشاحن ولا الخصام"، تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة، وامتدادًا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني، ونشر تعاليم الإسلام الوسطي السمح في مواجهة الفكر المتطرف، وبث روح التفاعل والتواصل بين الدعاة والمجتمع. وحاضر في الندوة الدكتور أشرف فهمي مدير عام المتابعة بمكتب وزير الأوقاف، وقدم لها الإعلامي خالد سعد، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الوزارة على رأسهم الشيخ عبد الخالق العطيفي مدير الدعوة القاهرة، والدكتور هشام عبد العزيز معاون رئيس القطاع الديني، والشيخ عباس فتحي صالح، والشيخ محمد مبروك الشيلاني، إمامى المسجد. وأكد الدكتور أشرف فهمي، أن رمضان هو شهر الصفاء بلا كدر، شهر الرحمة بلا قسوة، شهر الصلح بلا خصام، شهر النور بلا ظلام، شهر الحب بلا بغض، شهر الجمال بلا قبح، شهر السعادة بلا شقاء، شهر البطولات والانتصارات والفتوحات، مشيرًا إلى أن من أجل نعم الله (عز وجل) على الإنسان أن يمنحه قلبًا سليمًا، فما من عطاء إلهي يفوق أن يكون قلبك سليمًا، وما من عقاب إلهي يزيد على أن يكون قلبك محجوبًا عن الله، والقلب الموصول بالله قلب رحيم، والقلب المقطوع عن الله قلب قاس، والقلوب القاسية لا يحبها الله (عز وجل)، وقد قال الشاعر: كُنْ قَابِلَ الْعُذْرِ وَاغْفِرْ زَلَّةَ النَّاسِ وَلَا تُطِعْ يَا لَبِيبًا أَمْرَ وَسْوَاسِ فَاللهُ يَكْرَهُ جَبَّارًا يُشَارِكُهُ وَيَكْرَهُ اللهُ عَبْدًا قَلْبُهُ قَاسِي وأكد أنه لن يدخل أحد الجنة إلا بقلب سليم، كما قال الحق سبحانه وتعالى: "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "، فليعلم كل مسلم أنه لا نجاح ولا فلاح ولا صلاح إلا أن يأتي ربه بقلب سليم. وبين، أن المسلم إذا أراد أن يكون قلبه سليمًا فعليه أن يخلص النية لله عز وجلّ، قال تعالى: " إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ "، وأن يقبل على كتاب الله حفظًا وتلاوة وتدبرًا وفهمًا، وأن يخرج من قلبه سوء الظن بالناس، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)، فهذا هو شهر التسامح والعفو لا التشاحن والخصام، فلو تهاجر شخصان وحصل بينهما شحناء، وكل منهما أعرض عن الآخر فإن أعمالهم لن ترفع إلى الله (عز وجل)، كما روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا". وأشار، إلى أن بعض الناس في عصرنا الحاضر يهجر أخاه أو أخته أو خاله أو خالته بل هناك من يهجر أبويه، وهذه طامة لأن هذا عقوق ومن أكبر الكبائر، كما في الحديث الصحيح الذي يقول فيه النبي (صلى الله عليه وسلم):" لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ ". وبين "فهمى"، أن القرآن الكريم صور القلوب ووصفها بأوصاف عديدة، فمنها القلوب الصحيحة السليمة وهي عشرة، ومنها: القلوب المطمئنة كما قال تعالى: " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "، ومنها: الخاشعة، واللينة، والرحيمة، والمنيبة، وأما النوع الثاني فهي القلوب الميتة والمريضة مثل قوله تعالى:" فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " ومنها المطبوع عليها، والقاسية، والاهية، والمقفلة، والمكنونة.