عن أبي هريرة, أن رسول الله صلي الله عليه وسلم, قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين, ويوم الخميس, فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا, إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء , فيقال: انظروا هذين حتي يصطلحا, أنظروا هذين حتي يصطلحا, أنظروا هذين حتي يصطلحا. حدثنيه زهير بن حرب, حدثنا جرير. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد, وأحمد بن عبدة الضبي, عن عبد العزيز الدراوردي كلاهما, عن سهيل, عن أبيه, بإسناد مالك نحو حديثه, غير أن في حديث الدراوردي: إلا المتهاجرين من رواية ابن عبدة, وقال قتيبة: إلا المهتجرين. تحريم الهجر بين المسلمين, وهو الخصام والتشاحن مما يحدث بين كثير من المسلمين, وهي التي نهي عنها الله عز وجل إذا قال: إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء الآية91 المائدة, وقد جاء حديث النبي صلي الله عليه وسلم عمدة في هذا المضمار وهو حديث رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان, فيصد هذا, ويصد هذا, خيرهما الذي يبدأ بالسلام ووصي المسلمين بإصلاح ذات البين, إذ قال كما في حديث أبي الدرداء عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلي يارسول الله, قال: إصلاح ذات البين, فإن فساد ذات البين هي الحالقة تفتح أبواب الجنة: تفتح الأبواب حقيقة, لأن الجنة مخلوقة. وفي رواية: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس وهذا مما يخص اليومين بكثرة الرحمة النازلة فيهما الباعثة علي الغفران, من أجل ذلك فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يحبب إليه صيامهما, ويقول: أحب أن يرفع عملي وأنا صائم. فيغفر لكل عبد مؤمن إلا الكبائر فمردها إلي الله تعالي. إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء أي عداوة, كأنه شحن بغضا له حتي امتلأ بغضا. أركو هذين حتي يصطلحا أي اتركوهما وأخروهما حتي يفيئا أي يرجعا إلي الصلح والمودة. وإنما يؤخر الغفران لهما حتي يصطلحا وتزول العداوة سواء صفا أحدهما لصحابه أم لا.