بالفيديو.. الأمراض النفسية بطل الدراما الرمضانية.. «الكتاتونيا» سر معاناة نيللي كريم في «سقوط حر».. الجنون يصيب «أحلام الجريتلي» في «يونس ولد فضة».. ويسرا تؤذي أقاربها ب«فوق مستوى الشبهات»

مذاق مختلف تناولته الأعمال الدرامية لشهر رمضان الحالي، حيث كانت أغلب الأعمال الدرامية بالفترات السابقة تتناول العشوائيات ومشكلاتها، فضلًا عن ضياع أحلام الشباب وأبرز التحديات التي تحطم مستقبلهم والتي أخطرها الإدمان، ولكن ما لبث، إلا أن ارتدت الأعمال الدرامية في الوقت الراهن ثوب جديد، حيث جسدت أمراض نفسية عديدة ربما اعتبرها البعض أنها تجسيد للواقع، فيما رآها الآخرون مصدر للكآبة.
سقوط حر
تدور أحداث المسلسل حول سيدة مضطربة نفسيًا، وجسدت هذا الدور النجمة «نيللي كريم»، يتم اتهامها بقتل زوجها وشقيقتها، حيث تجدها الشرطة مع أداة الجريمة (مسدس)، بعد القبض عليها.
تقرر المحكمة دخولها مصحة للعلاج النفسي لمعاناتها من أزمة نفسية حادة، ولكنها تتعرض للكثير من المشكلات داخل هذه المصحة، مما يسبب لها عدة انتكاسات بعد تماثلها للشفاء أكثر من مرة، وتتوالى الأحداث إلى أن تكشف حقيقة مقتل زوجها وشقيقتها.
داخل المصحة يتم تشخيص حالتها فيما يعرف ب«الكتاتونيا»، المرض الذي يصفه أطباء النفس بأنه أعمق درجة من درجات الموت النفسي، نظرًا لانعدام الحياة واتخاذ المريض قرار وقف الوجود نتيجة لشدة الخوف، فيصاب المريض بالتصلب والتخشب والانفصال عن العالم المحيط.
أعراض الكتاتونيا
تختلف أعراض المرض الكتاتوني من شخص لآخر، ومنها الذهول والغيبوبة الكتاتونية، وتتراوح من توقف بعض الحركات إلى غيبوبة تامة، وعندما يشفى المريض يتذكر هذا الذهول بل ويصف كل ما كان يحدث أمامه ويفسر ذهوله بأنه كان تحت تأثير أصوات تلعنه وتسبه وأن تفكيره كان متوقفا.
الهياج الكتاتوني من الأعراض الأخرى للمرض، وفيها ينتاب المريض فترات من الهياج الشديد ويحطم أثناءها الأثاث ويعتدي على الغير، فضلًا عن السلبية المطلقة، وفيها يرفض المريض الطعام والشراب، بل والإجابة على الأسئلة، كما تمثل الطاعة العمياء أحد أعراضه، وفيها يقوم المريض بتقليد كل كلمة أو حركة أو إشارة أمامه دو سؤاله فإذا تكلم الطبيب، أعاد المريض نفس الكلام.
فوق مستوى الشبهات
مسلسل «فوق مستوى الشبهات» تدور أحداثه حول «رحمة» سيدة من الطبقة الراقية، ولكنها مريضة نفسيًا ومعقدة مما يجعلها تؤذي أقرب الناس إليها، وتورطهم في قضايا من الصعب الخروج منها، وعلى الجانب الآخر تظهر أمامهم بوجه برئ كالملاك الذي يحاول إنقاذهم من المشكلات التي تورطوا بها، وتجسد هذا الدور الفنانة يسرا.
المسلسل من بطولة يسرا ونجلاء بدر وشيرين رضا وسيد رجب، ومن تأليف عبد الله حسن وأمين جمال، سيناريو نجلاء الحدينى، ومن إخراج هانى خليفة.
يونس ولد فضة
لم تكتف الأعمال الدرامية بهذا وحسب، بل في مسلسل «يونس ولد فضة»، والذي اعتلى عرش الأعمال الرمضانية، ويطرح المسلسل قضية للصعيد تختلف عن القضايا التي تناولتها الأعمال الدرامية، وذلك من خلال شخصية أحد أباطرة الصعيد يونس شهاب، جسده الفنان «عمرو سعد» ويقوم بتحقيق كل ما يريد بكل الطرق مشروعة وغير مشروعة، بدءً من تجارة السلاح وحتى بيع الآثار، رغبة في تحقيق نفوذ وسلطة لا يتمكن أحد من ردعها، في الوقت الذي يحاول فيه أعمامه كشف حقيقته وحقيقة والدته فضة (سوسن بدر) بعد الشك في نسبه.
الفنانة أحلام الجريتيلي، تجسد ضمن أحداث المسلسل دور "بخيتة"، وهى سيدة عجوز تعانى من الجنون والهوس، فدائمًا ما تتحدث مع ابنها على الرغم من عدم وجوده، ويتهيأ لها دائمًا أشياءً لم تكن موجودة، كما أنها تجمعها علاقة غريبة ببطل الحلقات عمرو سعد.
الخانكة
غادة عبد الرازق، جسدت هي الأخرى في مسلسل «الخانكة»، وهو اسم مستشفى الأمراض العقلية في مصر، شخصية «أميرة»، وهي مدرسة تربية رياضية يتحرش بها أحد طلاب المدرسة، ويتم تحرير محضر بذلك، لكن الشهود لا يؤيدون روايتها، إنما رواية أخرى تخص والد الطالب الذي يؤكد أنها سيئة السمعة، ويستشهد بملابسها المتحررة، وتدخل مستشفى الأمراض العقلية.
التأثير النفسي
الممثل لديه القدرة على التوحد مع الدور الذي يقوم به، وعقب الانتهاء منه يتلاشى تأثير الدور بمجرد انتقاله إلى تجسيد دور آخر، فلم يتأثر كليًا بالحالة التي يجسدها، هذا ما أكده محمد مزيد، الطبيب النفسي، في إشارة إلى أن تعمق بعض الفنانين في تجسيد الأمراض النفسية يجعل من الصعوبة الخروج منها.
وأشار الطبيب النفسي إلى أن الإصابة بالأمراض التي يجسدها الممثل، تقع على مقدار تهيؤه النفسي لاستقبال المرض، فمنهم من يستطع التعامل مع تلك الأدوار كأنها أداور عابرة، والآخرون يعانون منها ويظلون فترة يعالجون نفسيًا كي يستعيدوا أنفسهم من جديد، قائلًا:"التأثير مؤقت".