مهنة "الحدادة" هى مهنة نبى الله داود عليه السلام وتحتاج مجهودًا عضليًا كبيرًا، فمن يمتهن هذه المهنة يعمل بين وسيطين "الحديد والنار"، وفى العادة اقتصرت المهنة على الرجال لما تحتاجه من مجهود وقدرة تحمل كبير ولكن دخلت النساء هذه المهنة الشاقة.. فقد دخلت فاتن سيد أحمد والشهيرة ب" أم غادة" إلى عالم الحدادة من خلال عملها بتجارة أبواب الحديد؛ لافتة إلى أن السمعة الطيبة للورشة هى التى مكنتها من الاستمرار كصاحبة ورشة للتصنيع الأبواب فى ميدان سيدى سعيد فى منطقة السبتية بالقاهرة، وهى أم ل5 بنات أصرت على أن يكملن تعليمهن، ابنتها الكبرى حاصلة على ليسانس حقوق يعنى محامية والثانية بكالوريس تجارة والوسطى بكالوريس سياحة وفنادق واثنان بالتعليم الثانوى والابتدائى، مشيرة إلى أن بناتها دائمًا يفخرن بها لعملها من أجل مساعدة الأب فى مصاريف الحياة.. وأكدت أنهن لم يعارضن عملها بل كن يأتين إليها من وقت لآخر بالورشة. وعن المنافسة فى سوق الحدادة أكدت أم غادة أن هناك مثلًا شعبيًا يقول (عدوك ابن كارك) يعنى أن دائما تكون هناك منافسة بين أصحاب المهنة الواحدة وتكون المنافسة شديدة بالنسبة لها، وأهم منافسيها هو "شقيقها". كما أوضحت أن عملها فى مهنة الحدادة يتطلب منها الوقوف فى الشارع مثلها مثل الرجل، فأكسبها الحدة والشدة بالتعامل وهى تتعرض للمشكلات مثلها مثل الرجل، ولكن بمجرد دخولها بيتها تصبح أم غادة الزوجة والأم التى تلبى طلبات أسرتها. وقالت أم غادة إنها تسعى لتأسيس نقابة للحدادين تضم العاملين وأصحاب ورش الحدادة للدفاع عن حقوقهم، بل تلزم العامل بدفع ضريبة كسب عمل وعندما يستخرج بطاقة أو رخصة فى حال عدم التأمين عليه، موضحة أن الأحوال فى مصر بعد الثورة تغيرت كثيرًا.