أخيرا تستعد القصور الرئاسية في مصر والتي يبلغ عددها 27 قصرا رئاسيا واستراحة لاستقبال الرئيس الجديد ..او الفرعون الجديد وهذا ما ستحدده الايام القادمة ..ولتحدد بالضبط هل الرئيس الذي سيسكن القصر الرئاسي اتى بفعل ثورة طالبت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ام انه سيتحول الي ديكتاتور بفعل تركيبته الشخصية التي لا يعلم عنها الشعب شيئا او بفعل الحاشية التي بدأت تظهر عندما استقبل الرئيس الجديد بمكتبه احد اعضاء مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين . كانت قلعة صلاح الدين اهم مركز للحكم وشهدت العديد من الاحداث السياسية اهمها مذبحة المماليك التي دبرها محمد علي للتخلص من خصومه . وبدأ بناء تلك القصور فى عهد الخديو إسماعيل الذى أراد نقل مقر الحكم من "القلعة" إلى قلب القاهرة حيث ظلت القلعة مقرا لحكم مصر منذ عهد صلاح الدين الأيوبى حتى عهد الخديو إسماعيل. و فى عهد إسماعيل تحول قصر "عابدين" الي مقر رئيسي للحكم وظل كذلك حتى نهاية حكم الملك فاروق وقيام ثورة يوليو 1952 حيث مارس محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد ثورة يوليو من داخل مكتبه بمجلس قيادة الثورة مهامه وجاء بعده جمال عبدالناصر الذى فضل ان يدير الامور من قصر القبة بينما كان يقيم في منزله فى منشية البكرى ثم جاء السادات وأعاد استخدام قصر عابدين كمقر للحكم لكنه لم يسكن أياً من القصور. أما قصر العروبة والذى يقع في حي مصر الجديدة فقد كان في بدايته عبارة عن فندق يحمل اسم "جراند أوتيل" افتتحته الشركة الفرنسية المالكة له في الأول من ديسمبر عام 1910 وظل كذلك حتى يناير عام 1972 في فترة رئاسة السادات لمصر عندما صار القصر مقرا لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية ومنذ وقتها عرف باسمه الحالى "قصر العروبة" أو "قصر الاتحادية". قصر آخر من قصور الرئاسة هو " الطاهرة " ويقع بميدان الطاهرة الذي يقع بين تقاطع شارع القبة مع شارع "طومان باي" وتم بناؤه فى أوائل القرن العشرين وقام ببنائه المعمارى الإيطالى "أنطونيو لاشيك" للأميرة أمينة ابنة الخديو إسماعيل ووالده محمد طاهر باشا الذي قام ببيعه للملكة فريدة زوجة الملك فاروق بمبلغ 40 ألف جنيه أما قصر القبة الذى يعتبر من أكبر القصور في مصر وقد بناه الخديو إسماعيل فتكمن أهميته التاريخية في أن الملك فاروق قام بإلقاء أول خطبه عبر الإذاعة المصرية في 8 مايو 1936 من هذا القصر بعد وفاة والده فؤاد الأول واحتفظ الملك فاروق بمجموعاته الخاصة فيه حيث ضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات والتي تم بيع معظمها في مزاد علني عام 1954. وقصر المنتزه الذى بناه الخديو عباس حلمي الثاني عام 1892 بمدينة الإسكندرية ويعود الفضل إلى محمود باشا شكري رئيس الديوان التركي في عهد الخديو عباس حلمي الثاني في إطلاق اسم المنتزه علي هذا القصر اما قصر رأس التين فقد كان مقرا صيفيا للحكام على مر العصور ويعد القصر الوحيد الذي شهد وعاصر ستة ملوك كما أنه الوحيد أيضا الذي شهد قيام أسرة محمد على باشا في مصر التي استمرت نحو مائة وخمسين عاما فى الحكم حتى نهايتها بخلع الملك فاروق بعد ثورة يوليو 1952 حيث بدأ محمد علي في بناء القصر عام 1834 واستغرق بناؤه أحد عشر عاما لكن أعمالا تكميلية وإنشاء أجنحة إضافية ظلت قائمة به حيث تم افتتاحه رسميا عام 1847. وتعد المرة الوحيدة التى شهدت إقامة أحد رؤساء الجمهورية فى أحد قصور الرئاسة فى أثناء حرب أكتوبر حيث اضطر الرئيس أنور السادات إلى المبيت بجوار غرفة العمليات التى أقامها بقصر الطاهرة بعيداً عن القصور المرصودة من قبل العدو الإسرائيلى. ومن القصور الي الاستراحات التي شهدت الكثير والكثير من الاحداث اشهرها استراحة القناطر التي كان الرئيس السادت اكثر الرؤساء استخداما لها ..وكذلك استراحة اسوان التي بناها الروس للرئيس عبد الناصر ليتابع بناء السد العالي .. عشرات القصور والاستراحات تنتظر قرار الدكتور محمد مرسي إما باستخدامها او فتحها للجمهور باعتبارها جزء من تاريخ مصر يجب ان يعلم الشعب عنه ..او تتحول هذه القصور والاستراحات الي فروع ومكاتب لجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد .