أثارت الزيارات المتكررة من جانب القيادات الأمنية المصرية لدولة الإمارات العديد من التساؤلات، خاصة بعد القبض على عدد من أعضاء الإخوان المسلمين؛ لمحاولاتهم اختراق الأمن القومى للإمارات، فى الوقت الذى رأى فيه البعض أن تلك الزيارات محاولة للإفراج عن المقبوض عليهم، يرى البعض الآخر أنها وسيلة للضغط على الإمارات لإجبارها على تسليم الفريق أحمد شفيق الذى يمثل مصدر قلق لهيمنة الإخوان على مقاليد الأمور فى مصر، مستغلين ورقة التقارب المصرى الإيرانى كوسيلة للضغط. أكد اللواء دكتور "قدرى سعيد"، الخبير الاستراتيجى، أن الزيارات الأمنية للإمارات هدفها الإفراج عن عناصر الإخوان المقبوض عليهم هناك، كما أن هناك حقيقة مؤكدة، وهى أن دول الخليج بشكل عام تعارض الإخوان بما فيهم السعودية؛ لأنهم يعلمون بمحاولات الإخوان لاختراق أمن بلادهم، ليس فى الخليج فقط، وإنما فى آسيا وغيرها، الأمر الذى أثار قلق هذه الدول، لذلك تم القبض على بعض المنتمين للإخوان المسلمين، مما قد يتسبب فى التأثير على العلاقات معهم. وأضاف "سعيد": إن الزيارات لا تعنى تسخير الدولة لخدمة الإخوان، لكن الإخوان يرون أن هذه السياسة تمكنهم من تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، ولكنهم اكتشفوا خطأ تفكيرهم، وعليهم تغيير أسلوبهم مع دول الخليج، وخاصة الإمارات؛ لأن علاقتنا بدول الخليج استراتيجية، بدليل مشاركة مصر فى تحرير الكويت، فضلا عن وجود الملايين من العمالة بهذه الدول، والأخطر من ذلك أن الإمارات إحدى الدول التى تعتمد عليها الصناعة الأمريكية. وأشار إلى أن هذه الزيارات الأمنية ربما الهدف منها حماية موقف المقبوض عليهم من الإخوان، وهذا يفسر الاهتمام الواضح بالقضية، إلى جانب محاولة التفاوض من أجل تسليم الفريق شفيق، الذى يرتبط بعلاقات جيدة مع هذه الدول، موضحًا أنهم يريدون القضاء على بقايا النظام السابق، لكن هذه المحاولة لن يكتب لها النجاح، وسترفض الإمارات مثلما رفضت السعودية تسليم "بن على" لتونس. قال الدكتور "أحمد دراج"، وكيل مؤسسى حزب الدستور: إن تعدد الزيارات الأمنية للإمارات خلال الفترة الأخيرة كانت فى ظاهرها محاولة للإفراج عن أعضاء الإخوان المقبوض عليهم هناك، ولكنها تكشف النقاب عن تحول كافة مؤسسات الدولة لخدمة الإخوان وليس لخدمة مصر وشعبها. وأضاف: إن تلك الزيارات تكشف حالة الارتباك لدى الإخوان لعدم تفرغهم لمشاكل المجتمع، واقتصار الأمر على مشاكل الجماعة، مشيرًا إلى أن سفر الوفود الأمنية للإمارات لأنها دولة غنية بالبترول، وكذلك لاعتقاد الإخوان أن حكومتها ضعيفة ومقسمة لإمارات مفككة يسهل السيطرة عليها. وأشار إلى أن وجود الفريق أحمد شفيق وبعض رموز النظام السابق بالإمارات ضمن أسباب الزيارات؛ لرغبة الإخوان فى الانتقام التى تجعلهم يلهثون ويبحثون عن طريقة للتخلص من الرموز السابقة، حتى وإن وصل الأمر لحد الخلاص منهم. وقال "دراج": إن التقارب المصرى الإيرانى كان خطوة على طريق ممارسة الضغوط على الإمارات، باعتبار أن إيران تمثل مصدر خوف لدول الخليج، موضحًا أن الإمارات لن تقبل بذلك؛ لأنها تدرك خطورة الإخوان، والسعودية نفسها بدأت تتخذ خطوات للحد من خطر الإخوان. أكد اللواء "سامح أبو هشيمة"، الخبير الاستراتيجى، أن تزايد زيارات الوفود الأمنية للإمارات تأتى بعد قيام عناصر من الإخوان بمحاولات اختراق أمنى لدولة الإمارات، مما أدى إلى القبض على عدد منهم، لذلك يسعى الإخوان لتذويب المشاكل والخلافات التى أثارتها هذه الأزمة. وقال "أبو هشيمة": إن هناك حالة من التباعد فى التعاون العسكرى خلال الفترة الأخيرة، نتيجة المخاوف التى انتابت الإمارات من محاولات الاختراق، وهو ما دفعها للتعاون مع دول أخرى، رغم أن أمن الخليج هام جدًّا لأمن مصر القومى. وأشار إلى أن التقارب المصرى الإيرانى يثير القلق، خاصة فى ظل وجود نصف مليون إيرانىبالإمارات يشكلون تهديدًا ديمغرافيًّا، وبالتالى الضغط بورقة إيران هو لعب بالنار "غير مسموح به". أكد اللواء محمود قطرى، الخبير الأمنى، أن قيام وفد أمنى بزيارة دولة الإمارات، تعد الرابعة أو الخامسة خلال الفترة الأخيرة، فى إطار محاولات الإفراج عن العناصر الإخوانية المقبوض عليها هناك. وأضاف "قطرى": إن سفر الوفد يثبت أن الجماعة لا تعمل إلا من أجل التابعين لها - حسب تعبيره - بعد فشلها فى كسب الشعب المصرى، وعجزها عن إدارة شئون البلاد. وقال "قطرى": إن سجون الإمارات بها العديد من المصريين، دون أن يتحرك الإخوان للإفراج عنهم، نافيًا وجود علاقة بين زيارة الوفد الأمنى ووجود الفريق شفيق بالإمارات.