سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطابات الرئيس.. من «هتبقى أد الدنيا» ل«إحنا شبه دولة».. هاجس ال «أنا» يسيطر على كلماته..ومحمود خليل: يعتمد على الارتجالية والعامية ويقول عبارات غير مفهومة
"أنا بقول.. أنا شايف.. أنا ما بخافش.. أنا طبيب.. أنا مسلم.. أنا بحلف.. أنا لم أسع لمنصب سياسي".. كلها تعبيرات استخدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاباته المختلفة، طيلة عامين من حكمه لمصر، والتي تبرز "الأن"" في شخصيته، التي يحكمها الانضباط، فيجعله معتدًا بذاته، وبالرغم من أن الحاكم الجيد يحتاج قدرًا من الثقة في قراراته، فإن البعض يرى أن ذلك الأمر يحتاج مراجعة حتى لا يتسبب ذلك الشعور بالخطر؛ لأن الحاكم يتعامل مع آخرين، والأمر يحتاج منه الاستماع إليهم، وقبيل إعلان ترشحه رسميًا للرئاسة، حرص السيسي على تأكيد أهمية وعراقة مصر في كل خطاباته، ولا تزال عبارته الشهيرة "مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا" عالقة في الأذهان. المنصب السياسي بدأت "الأنا" تظهر بشكل واضح منذ أول خطاب لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطابه الذي وجهه للمصريين من قصر القبة في 8 يونيو 2014، في احتفال تنصيبه رئيسًا للجمهورية. كان استخدام السيسي لضمير "أنا" هادئًا في خطابه الأول لتسلم السلطة من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، حيث آثر توجيه التحية لمن انتخبوه فقال: "أنا عايز أوجه تحية لشعب مصر كله.. لكل المصريين التحية"، وأخذ في تأكيد أهمية استجابته لرغبات المصريين فقال: "أنا إن لم أستجب لرغبتكم التي طالبتموني بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية لكي أقدم وعودًا براقة.. ثم تفاجأون بعدها بواقع مفاجئ". "الأنا ونحن" ومع بدء أعمال حفر قناة السويس الجديدة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في 5 أغسطس 2014، تحولت الأنا إلى نحن عندما قال: "وفاءً بالعهد والوعد واستمرارًا لمسيرة أجدادنا العظماء، نأذن نحن عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ببدء حفر قناة السويس الجديدة". وتحولت الأنا لحميمية عند تفجير الساتر الترابي حيث قال الرئيس السيسي: "أنا مش حفجر دة أو مش هبدأ دة لوحدى بصراحة.. أنا بقول إحنا مع بعض". اسألوا الجيش زادت حدة "الأنا" عند الرئيس السيسي في احتفالية "رؤية مصر 2030"، التي عقدت بمسرح الجلاء في 24 فبراير 2016، عندما قال: "ما تسمعوش كلام حد غيري، أنا لا بكدب ولا بلف ولا بدور وفاهم أنا باقول إيه"، ثم أضاف: "إحنا النهاردة هنقطع مصر ولا إيه، أنا مش هسمح بكدة خلى بالكم، قسمًا بالله اللي هيقرب لها لهشيله من فوق وش الأرض"، وقال: "دول 90 مليون وأنا قدام ربنا أنا أقف قدامه يوم القيامة.. وأقوله أنا خليت بالي منهم". أنا 100 مرة خطاب الرئيس السيسي شهد حدة متصاعدة، في حضور عدد من ممثلي الشعب بتاريخ 13 أبريل 2016، والذي عُرف بخطاب توضيح الموقف من "تيران وصنافير"، وقد زاد استخدام الرئيس فيها لضمير "أنا"، حيث استخدم "أنا" أكثر من 100 مرة خلال كلمته التي وجهها للشعب، حيث حملت هجومًا حادًا على الإعلام وطريقة تعامل المصريين مع الأمور. فقد بدأ كلمته قائلًا: "أنا مش إخوان ومش هبقى إخوان، وأنا مش سلفي ومش هبقى سلفي، أنا بقول الكلام دة لأول مرة، أنا مسلم بس، أنا إنسان مسلم بس"، وأعقبها قائلًا: "أنا مصري شريف.. أنا مصري شريف.. لا أُباع ولا أُشترى". أنا ما بخافش وفي الخطاب الذي ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم 5 مايو 2016، أثناء إطلاقه إشارة البدء في حصاد القمح لمشروع المليون ونصف بالفرافرة، استخدم السيسي ضمير "أنا" بشكل متزايد في عدة مواضع، محاولًا تأكيد عدم خوفه باستخدام تعبير "أنا ما بخافش"، وبدأ حديثه الارتجالي قائلًا: "من كام يوم كنت ماشي على الكورنيش، بدون ترتيب خالص.. لقيت أتوبيسًا للنقل العام عادي خالص.. لقيت الناس اللى فيه وقفوا وابتدوا يحيوني، وبعدين قالوا ليّ كلمة غريبة، لقيت حد فيهم بيقولي ما تخفش إحنا معاك". وعن مشروع الفرافرة قال: "أنا كدة حليت مسائل كثير جدًا من البيروقراطية والفساد"، وأضاف: "أنا محتاج 60 مليار جنيه"، وحكى: "وأنا بكلمكم بتتعمل في سيناء مزارع سمكية و15 مصنع رخام.. وأنا بكلمكم بيتم عمل خط بإنشاء محطتين معالجة مياه.. أنا بتكلم على سيناء". وردد جملة: "أنا ما بخافش" في عدة مواضع، منها: "أنا عايز أقول للمصري اللي بيقول ليّ ما تخافش بقول له لا أنت اللي متخافش"، و"أنا ما بخافش.. أنا ما بخافش". ورغم أن السيسي في بداية عهده كان حريصًا على أن مصر ستكون "أد الدنيا" فإنه وصفها ب"شبه دولة" في خطابه خلال الاحتفال ببدء حصاد القمح في أول دفعة أراضٍ بمشروع الفرافرة. الارتجالية واللغة العامية على الجانب الإعلامي، يقول أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور "محمود خليل"، إن أهم السمات التي تتسم بها خطابات الرئيس "الارتجالية واللغة العامية"، وهو ما شكّل صعوبة في فهم خطاباته، مما دفع العديد لمطالبته بالالتزام بنص مكتوب، ولكن من الواضح أن الرئيس يرى أن هذه السمة تميزه، ويحاول من خلالها الوصول للمواطن العادي، فاعتماده على هذه اللغة وعدم قناعته بالتزام بنص مكتوب يدل على أنه لا يكترث بأمر النخبة في مصر، ولكنه مهتم بالمواطن العادي ويحاول الوصول إليه.