ردود الفعل الدولية إزاء حادث طائرة مصر للطيران تختلف جذريًا عن تلك التي صاحبت حادث الطائرة الروسية.. فبينما سارعت بعض الأطراف، ومنها بريطانيا على سبيل المثال لإدانة الأجهزة المصرية والتشكيك في سلامة إجراءاتها الأمنية في المطارات لاذت تلك الأطراف ذاتها بالصمت في حادثة مصر للطيران، ولم تتهم فرنسا بالشىء نفسه بل حاول البعض التلميح بانتحار قائد الطائرة المصرية في مسعى تضليلى منحاز ومغرض يؤكد بما لا يدع مجالًا لأدنى شك أننا مستهدفون، وأن المقصود هو ضرب مصر، والإيقاع بها في مستنقع الأزمات، وإبقاؤها طيلة الوقت في موقف المدافع عن نفسها، وتبرئة الغرب من أي شبهة تقصير أو حتى ملامة. ما نود التأكيد عليه هو ضرورة تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة هذه الهجمة الشرسة على مصر من أعدائها والمتآمرين عليها في الداخل والخارج، وإبقاء الصف الوطنى موحدًا مؤازرًا لجيشه وشرطته وقيادته كسبيل لا غنى عنه لعبور أي أزمة أو محنة مهما تكن صعوبتها. فلم يعد خافيًا ما تحيكه بعض الأطراف من مؤامرات تستهدف خنق مصر سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وخلق حالة بلبلة وانقسام وشحن إعلامي يقف وراءه مؤسسات يجرى تمويلها لبث شائعات وأكاذيب لإسقاط الدولة – هكذا يكشف الغرب وإعلامه عن وجهه القبيح -.. أما المؤلم حقًا فهو كم الشماتة التي أظهرها البعض في حوادث موت راح ضحيتها أبرياء، فثمة مواقع إلكترونية ممولة خارجيًا هدفها الرئيسى نشر أخبار مغلوطة في إطار حروب الجيل الرابع للتلاعب بعقول شبابنا ونخبتنا وتشويش أفكارهم، وهو ما ينبغى أن نتنبه له، وننسى لأجل تجاوزه خلافاتنا، ونبذل أقصى جهودنا لوقفه والتصدى لمخاطره. وليس ما تتعرض له مصر اليوم أمرًا جديدًا في تاريخها، بل إنها واجهت في خمسينيات القرن الماضى مؤامرات دولية، مثل العدوان الثلاثى الغاشم الذي دحره المصريون موحدين على قلب رجل واحد.. بينما اليوم ورغم قسوة الظروف والأجواء العدائية ضد مصر فثمة نفر من أبنائها يصرون على معاونة الخارج بقصد أو دون قصد بتعميق أوجه الخلاف أو تشويه الصورة أو تنفيذ أجندات خارجية أو استعداء الآخرين ضدها أو تخريب منشآتها أو قتل أبنائها من رجال الجيش والشرطة. ولكن يبقى كما قال الرئيس السيسي إنه لا يمكن لأحد كان من كان أن ينال من المصريين طالما كنا كتلة واحدة.