أكد أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، أهمية العمل العربي المشترك، من خلال تبادل الخبرات بين المجالس والبرلمانات العربية، في مجال وضع التشريعات والعمل على إنفاذها. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم الثلاثاء، في المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب حول قضايا الطفولة، الذي تشارك فيه مجموعة متميزة من البرلمانيين العرب، والمنظمات العربية والجهات المختصة، والشخصيات البارزة في المجال الاجتماعي والتربوي وحقوق الطفل. وأوضح الجروان أن أهمية المؤتمر تأتى من أجل الخروج بتشريعات وتوصيات ذات فعالية، تضمن لأطفالنا حقهم في طفولة سعيدة، ومستقبلٍ مزهر لما فيه خير امتنا العربية جمعاء. وقال رئيس البرلمان العربي إن البرلمان العربي الذي يمثل شعب 22 دولة عربية يؤمن إيمانا راسخا بأهمية قضايا الطفل وضرورة الاهتمام به ورعايته؛ حيث إن الأطفال هم مستقبل الأمة ورصيدها الإستراتيجي، وأطفال اليوم هم رجال الغد، وهم المستقبل المشرق الذي نأمُله ونرجوه، وذُخر الأمة وقادة المستقبل في مختلف ميادين المعارف الإنسانية، وعليهم تبنى نهضات وتزدهر حضارات، وهم الذين سوف يحملون مسؤوليات الأمة. وأوضح الجروان أن البرلمان العربي يحرص على التأسيس لأجيال عربية أكثر وعيا وثقافةً وإيجابية، تجاه مجتمعها وأمتها، ويؤمن بأهمية الدور الأساسي للبرلمانات العربية في إرساء حقوق الأطفال في المنطقة العربية، ووضع تشريعات واعتماد القوانين المنُاصرة لحقوق الطفل وحمايته، وحقه في الحصول على الاسم والجنسية، والرعاية الصحية، والتعليم، ورعاية المعوقين منهم والأيتام، كما أن له الحق في الحماية من الأفعال والممارسات الضارة مثل الانفصال عن الوالدين، والانخراط في الأعمال الحربية، والاستغلال التجاري أو الجنسي والاعتداء الجسدي والعقلي. وأضاف الجروان أن حق المشاركة هي من حقوق الطفل في الاستماع إليه في القرارات التي تؤثر في حياته، كما أن من واجب الأنظمة تأمين الحياة الكريمة السعيدة للأطفال من خلال إيجاد بيئة صالحة خالية من الأخلاقيات السلبية والمعاملات العنيفة والتمييز والتفرقة. وقال رئيس البرلمان العربي لقد غدا الاهتمام بثقافة الطفل عامة وتربية الطفل خاصة من أكثر القضايا إلحاحا في الآونة الأخيرة، باعتبار ذلك يعكس ارتقاءً حضاريًّا، فضلا عن ذلك من ارتباط بتوجهات الأمم نحو بلوغ غاية تشكيل المجتمع المدني المتحضر، ناهيك عما لتربية الطفل من ارتباطية بالتخطيط التنموي الشامل، باعتبار الطفل المقوم الإنساني وركيزة أساسية في أي تخطيط تنموي، وثقافة الطفل العربي على وجه التحديد أصبح من الضروري التعاطي معها في إطار ما تفرضه المرحلة الحالية من تحديات، فثقافة الطفل لا تنفصل عن ثقافة مجتمعه، بل هي من صميمها، وأن الطريق إلى تنمية ثقافة الطفل تأتي عبر ما يغرس فيه من قيم؛ من حب الوطن والأهل، والفروسية والكرم والشجاعة، إلى غير ذلك من القيم التي يحترمها المجتمع، ويعمل على غرسها في نفوس الصغار؛ كي يشبوا عليها، وتكون لهم دروسًا مستفادة في مستقبل الأيام. وشدد الجروان على أن أهمية الاهتمام بثقافة الطفل والتي تأتي من خلال وضع إستراتيجية إعلامية وتربوية شاملة ومنسجمة، والتخطيط لتطبيقها من أجل الحد من مساوئ الإهمال، ومواجهة الغزو الثقافي والإعلامي، التي تحمل في طياتها عوامل مسخ حضارتنا وذاتيتنا كما أن تقوية الأرضية الصُّلبة في نفوس أطفالنا وشبابنا، وذلك بملء فراغ تكوينهم بأكثر ما يمكن من مبادئ ومعلومات عن هويتنا الخاصة وعن قيمنا، وبغرس الإيمان في نفوسهم بهذه القيم والأخلاق الفاضلة، والسهر على أن يمارسوها في سلوكهم، وأيضًا بظهور الآباء والمربين والمسؤولين بمظاهر القدوة والمثل الصالح، ويجب العمل على توجيه الإعلام المستورد باختيار ما هو صالح منه، ونبذ أو مقاومة ما يكشفه ضرر تربوي أو أخلاقي؛ وأي شئ من شأنه أن يعبث بتلك الأرضية المحصنة، أو يخلق في نفوس أطفالنا اضطرابات نفسية أو خلقية، يمكن أن تنتج عنها عواقب وخيمة. وأكد رئيس البرلمان العربي أن المتابع لحال أطفالنا لم يعد يخفى عليه الوضع الإنساني المزري الذي يواجهونه في بعض الدول العربية التي تعاني احتلال أو عدم استقرار أو أعمال عنف كما في فلسطين والصومال والعراق واليمن وسوريا وليبيا من جراء استمرار الأزمات، وخطورة ما تؤول إليه أمورهم، في مخيمات اللجوء بعيدا عن مقاعد الدراسة، والإهمال الصحي، وفقدان الأب والأم، أو أمواتا على شواطئ اللجوء أو بسبب التفجيرات والمعارك، أو منخرطين في صراع نتيجة الاستغلال من الجماعات المتقاتلة أو عبر تجنيدهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ليكونوا حطبا لهذه الصراعات، ويضطر الأطفال في بعض الاحيان للعمل بسبب فقدان المعيل أو بسبب الاستغلال اللاخلاقي. وطالب بوضع معايير للدفاع عن هؤلاء الأطفال ضد الإهمال والإساءة التي يواجهونها بدرجات متفاوتة، والاعتبار الأهم هو المصلحة الفضلى للطفل، وتوفير الحماية القانونية والرعاية النفسية والاجتماعية لهم كونهم يقعون في ظروف خارجة عن إرادتهم بحيث يتطلب من الجميع مساعدتهم في تجاوز تلك الظروف. وأشار إلى أن الأوضاع الصعبة لأطفالنا العرب في بعض الأقطار من وطننا العربي وبالأخص في الفترة الأخيرة لا تغفلنا عن نقاط مضيئة وساطعة في وطننا العربي في مجال رعاية الطفل وحماية حقوقه وتعليمه وتوفير طفولة سعيدة له.