سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غموض في قرارات «الثقافة».. الوزارة تشهد حالة من التخبط والتضارب في التصريحات.. كاميليا صبحي كبش فداء لفضيحة معرض الصين.. القصور الثقافية تلفظ «بدران».. و«المجلس الأعلى» يفتقد محمد عفيفي
تشهد وزارة الثقافة، عبر تاريخها، حالة من التخبط في القرارات، ويظهر ذلك جليًا في تصريحات قياداتها، حتى أصبحت تمتلك إرثًا كبيرًا من التضارب واللغط صاحَب حالات الإقالات التي تستهدف قيادات الوزارة، والتي كان آخرها تضارب التصريحات حول قرارات الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة فيما يتعلق بأسباب إقالة عدد من قيادات الوزارة، ما أثار التساؤلات حول الطريقة التي يتم بها إدارة وزارة المثقفين. كاميليا صبحي بعد 7 أشهر فقط من تولي كاميليا صبحي منصب رئيس قطاع العلاقات الثقافية جاء قرار وزير الثقافة الحالي حلمي النمنم ليطيح بها خارج أسوار الوزارة. وسريعًا ما ربط البعض قرار الإقالة بما أذيع من تقارير صحفية تضمنت فشل مشاركة مصر بالمعرض الصيني الدولي للصناعات الثقافية، لعرض أعمال منتجات مركز الحرف التقليدية بالفسطاط والذي شاركت فيه أكثر من 100 دولة حول العالم، وذكرت التقارير أسباب الفشل التي تمثلت في عدم إنهاء موظفي "الثقافة" من إجراءات خروج تلك المعروضات وتعذر نقلها لمقر المعرض، والاستعانة بالتماثيل من ديكورات سفارة مصر في بكين. تبدو الإقالة في بداية الأمر نتيجة طبيعة إذا ما تعلق الأمر بفشل مسئول في مهمة، نتج عنها تشويه صورة مصر خارجيًا، لكن وزارة الثقافة لم تتوانَ عن إصدار بيانات تعلن فيها نجاح المشاركة المصرية بالمعرض الصيني في رد قاطع على ما تناولته تقارير صحفية بفشل هذه المشاركة، واستدلت الوزارة ببيان شكر قالت إنه صدر عن الإدارة الصينينة تشكر فيه المشاركة المصرية. وتساءل البعض عن الأسباب التي تقف وراء إقالة كاميليا صبحي من منصبها، وهي وفق بيانات الوزارة قد نجحت في مهمة تنظيم معرض مصر بالصين، فهل تدفع "صبحي" ضريبة هذا النجاح الذي أعلنته الوزارة، أم أن فشل تنظيم المعرض كان سببًا للإطاحة بها وهذا ما نفته الثقافة؟! أبو الفضل بدران إقالة محمد أبو الفضل بدران من منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة تثير حفيظة الكثير من المثقفين، فقد فوجئ العاملون بالهيئة بقرار وزير الثقافة حلمي النمنم، بإقالة بدران من منصبه، وهو ما وصفه الكثيرون آنذاك بالقرار التعسفي والخاطئ، مبررين ذلك بأن "النمنم" لا يريد من أي مسئول في قطاعات الوزارة مكافحة الفساد. وبذلك يكون "بدران" خارج نعيم الثقافة، لكن الأمر لم يقف عند ذلك؛ فإثر هذه الإقالة ظهر تضارب واضح في التصريحات الصادرة من الوزارة بشأن أسباب الاستبعاد، فقد علل "النمنم"، في أحد تصريحاته الصحفية، أن بدران أحيل إلى المعاش، إلا أن بدران مواليد 1959، وهو ما يؤكد أن أمامه 3 أعوام حتى يبلغ سن التقاعد. من ناحيته كان للواء حسن خلاف، مدير قطاع مكتب وزير الثقافة رأي آخر، فقال إن بدران لم تتم إقالته أو إحالته للمعاش كما ذكر "النمنم"، لكنه هو من اعتذر عن منصبه. محمد عفيفي لم تقف الإقالات غير المنطقية عن حد وزير الثقافة الحالي حلمي النمنم، وإنما تحمل الوزارة بين طياتها تاريخًا وراثيًا في هذه الظاهرة، كان أبرزها الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة الذي أطاح بالدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في ذلك الوقت، ليفتح بذلك أبواب التكهنات حول ماهية ما حدث. بحسب رأي مهتمين بالشأن الثقافي فقد أحدث عفيفي طفرة نوعية خلال إدارته للأعلى للثقافة، كان آخرها مهرجان القاهرة الدولي للرواية في دورته السادسة، ومهرجان القاهرة الدولي لسينما وفنون الطفل، متسائلين عن أسباب هذا الاستبعاد في ظل هذه الطفرة. كانت تقارير قد ذكرت أن أسباب الإطاحة بالرجل ترجع إلى أن "النبوي" اعتبره من المحسوبين على الوزير السابق له جابر عصفور، فكان ذلك سببًا لإقالته وتنصيب مسئولين جدد من اختياره، دون النظر للكفاءة والإخلاص والوطنية وبذل الجهد وتطور الفكر. لا نستطيع أن نغفل حق كل وزير في اختيار معاونيه أو إقالة غيرهم من رؤساء القطاعات، لكن من حق القارئ أن يعلم أسبابًا واضحة لهذه الإقالات، كما أنه لابد وأن يكون المقياس هو الكفاءة والإبداع والإخلاص في العمل. ما يحدث من شغل الكراسي الموسيقية التي تنتهجة الوزارة مع قيادتها، يعمل على كسر حاجز ثقة الموظفين في قياداتهم، إضافة إلى أنه لا يمهل القيادة لتحقيق أي إنجاز حقيقي أو البدء فيما تصبو إليه من إنجازات.