يعد قصر واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، واحدًا من الأماكن الأثرية التراثية المهمة، وشاهدًا على حياة كانت منذ مئات السنين في قلب الصحراء الغربية، حيث كان يحوي بداخله أسرارًا عن أهالي الواحات وبيئتهم ومعيشتهم، وذلك قبل أن يحيط به الإهمال ويحوله لكومة تراب. يقع قصر الفرافرة على ربوة مرتفعة في المنطقة الغربية بمدينة الفرافرة، وهو عبارة عن بقايا قلعة أثرية مشيدة بالطوب اللبن، لم يتبق منها سوى الأطلال، يرجع تاريخه إلى العصر الروماني، وتعتبر بداية نشأة واحة الفرافرة لحماية طريق قوافل الصحراء المارة بالمنطقة، حيث يقع على منطقة مرتفعة، وكان يستخدم لحماية المدينة ضد الغزوات التي كان يشنها قطاع الطرق واللصوص وسكان القبائل التي كانوا يعيشون بجوارها. محمد جيلاني من أهالي واحة الفرافرة، أكد أن الدولة أهملت هذه المنطقة الأثرية المهمة، والتي تحولت في النهاية إلى كومة من الطوب والتراب معلق عليها يافطة تحمل "هذه الأرض خاضعة لوزارة الآثار". وأكد جيلاني أن أهالي الفرافرة طالبوا أكثر من مرة بحماية هذا المكان وترميمه والحفاظ عليه، باعتباره منطقة أثرية وشاهدًا على تاريخ الفرافرة، إلا أن الدولة لم تستجب لهم، لذا كان مصير القصر أن تحول إلى أطلال تحت التراب، تمر عليه الأغنام والخراف، كما تمت سرقة أجزاء كثيرة منه، مشيرًا إلى أنه في الماضي كانت المنطقة عبارة عن صومعة تخزن فيها الغلال على مدى العام، وكان المزارعون يقومون بتخزين أغلالهم مقابل صاع من الغلال تمنح من كل مزارع إلى الحارس الذي يتولى أعمال الحراسة والحماية لهذه الصومعة. الفنان التشكيلي بدر عبد المغني، أحد أبناء واحة الفرافرة، قرر الحفاظ على التراث من خلال إنشاء متحف خاص به على نفقته الشخصية يحمل طابع الهوية الواحاتية الفرفورية من خلال عرض صور خاصة بهذا القصر، وما كان يحتويه، بالإضافة إلى ملابس أهالي الفرافرة الأصليين، وصورة للقصر القديم الذي يحاول الأهالي حاليًا الحفاظ على ما تبقى منه، بالإضافة إلى بناء تمثايل بالطمي تجسد عددًا من الشخصيات بالطمي، وهم يلعبون السيجة، إحدى الألعاب الريفية الشهيرة. وعلى الرغم من جهود الفنان عبد المغني للحفاظ على الهوية الفرفونية، فإن قصر الفرافرة يبحث عن العودة إلى الحياة مرة أخرى وذلك من خلال إرسال بعثات الترميم إليه وتشييده بالخامات البيئية المتوافرة. «فيتو» حصلت على صورة قديمة تعود لأوائل القرن الماضي، عندما كان القصر مازال محتفظًا بحالته، وكانت جدرانه مشيدة لأعلى لتوضح الفرق بين ما كان عليه قديمًا وما وصل إليه الحال في الوقت الراهن من إهمال كبير.