بمرور 83 ليلة على حبس الروائي المصري أحمد ناجي بتهمة خدش الحياء العام، تعود مرة أخرى الأصوات المنادية بضرورة الإفراج عن الخيال، ولكن تأتي هذه المرة من خارج مصر ممثلة في العديد من مثقفي دول العالم المختلفة، رافضين لحكم محكمة مستأنف بولاق التي قضت بحبسه عامين بسبب روايته «استخدام الحياة»، مطالبين بضرورة إخلاء سبيله وفتح مجال أوسع لحرية التعبير في مصر. ورأى نادي القلم بالولايات المتحدةالأمريكية أن دعوة الكُتّاب والفنانين حول العالم للتوقيع على خطاب يرسل للرئيس عبد الفتاح السيسي يطالبه بالإفراج عن ناجي، حلا جديدا في سبيل إلغاء عقوبة حبسه، فجاء على إثر هذه الدعوة توقيع 120 مثقفا من دول مختلفة على هذا البيان، منهم مارجريت أتوود، وودي آلان، وجي. إم.كوتزي، وأورهان باموق. وأرسل الخطاب الذي جاء بعنوان «الكتابة ليست جريمة»، الإثنين الماضي، وذلك قبل الحفل الأدبي السنوي للمنظمة والذي سينعقد في نيويورك يوم 16 مايو الجاري، حيث سيكرم ناجي غيابيًّا بجائزة المنظمة السنوية لحرية الكتابة. كما طالبت الخطاب بتعديل تشريعي للقانون المحبوس بسببه الكاتب وهي المادة 178 من قانون العقوبات المصري، حتى يمنع سلب حرية الكُتّاب حماية لحرية التعبير. بينما رأي متضامنون مع ناجي أن تنظيم حملة عالمية تشمل قراءات من أعماله جزء من جهود مستمرة، محلية وعالمية، للضغط على الحكومة المصرية من أجل الإفراج عنه. وفى هذا الإطار تم تنظيم يوم لقراءة أعمال ناجي، أمس في كل من لندن وكمبالا ونيويورك وسان فرانسيسكو وبوسطن وواشنطن وبرلين وتورين وأودين وشيفيلد وفرانكفورت وأمستردام وأوسلو وبيروت وتونس والكويت وباريس – بناء على اقتراح من الشاعرة منى كريم ومارشيا لينكس كويلي مؤسسة مدونة "أرابليت". وبدأت فرنسا يوم القراءة العالمي ل"أحمد ناجى" وذلك من رواية استخدام الحياة باللغتين الفرنسية والعربية من قبل سنان أنطون أستاذ الأدب العربي بجامعة نيويورك وذلك من خلال دعوة نظمتها يذكر أن فريق الدفاع عن ناجي تقدم في أبريل الماضي، بمذكرة بأسباب الطعن ضد حكم حبسه الصادر عن محكمة جنح مستأنف بولاق، وقد أرفق مع هذه المذكرة الشق الخاص بالنظر المستعجل لهذه القضية، ولم تحدد بعد جلسة لنظر هذه القضية. ومن المنتظر أن يتقدم فريق الدفاع عن الكاتب باستشكال لوقف تنفيذ العقوبة لحين بت محكمة النقض في شأنه، ولا يزال أمام مكتب النائب العام المصري ثلاثة طلبات قدمت من جانب فريق الدفاع، نقابة الصحفيين، ومؤسسة أخبار اليوم، ورغم ذلك لا يزال الكاتب محبوسا بسجن مزعة طرة. وسبق أن طالب العديد من المثقفين بإجراء تعديل تشريعي بشأن إلغاء عقوبة سلب الحرية في حالة النشر، كما قد طالب مجموعة من نواب البرلمان المصري بتعديل بعض مواد قانون العقوبات المصري من أجل منع الحبس في حالة النشر. جدير بالذكر أن أحمد ناجي ينفذ الآن حكمًا بالسجن عامين، وهو الحد الأقصى لعقوبة «خدش الحياء العام» بسبب روايته "استخدام الحياة" التي يرد فيها ذكر الجنس والمخدرات كما جاء في حيثيات حكم محكمة الجنايات.