تعتزم كينيا إغلاق مركز"داداب" لإيواء اللاجئين، الذي يعتبر الأضخم من نوعه في العالم، في غضون عام واحد بعد ترحيل اللاجئين المقيمين فيه حاليا إلى بلدانهم الأصلية، أو نقلهم إلى الدول المجاورة لكينيا. ويضم مركز "داداب" حاليا أكثر من 330 ألف لاجئ، معظمهم من الصوماليين الفارين من الحرب الأهلية في البلاد وإرهاب حركة الشباب المتطرفة. وقالت الحكومة الكينية إن مخيم "داداب" المترامي الأطراف،بات يشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي الكيني، بسبب صعوبة السيطرة عليه ولابد من إغلاقة لحماية البلاد من العمليات الإرهابية، التي تشنها حركة الشباب الصومالية. وأكد وزير الداخلية الكيني "جوزيف نيكاساري"، أن مخيم "داداب" بات يشكل قاعدة انطلاق لمقاتلي حركة الشباب الصومالية المتطرفة،داخل الاراضي الكينية ومن خلاله يتم شن العمليات الإرهابية وايواء المخربين والأسلحة التي تستخدم لقتل الشعب الكيني. وقال "نيكاساري" أن الحكومة الكينية،عازمة على تنفيذ قرار إغلاق مخيم "داداب" مهما كان الثمن السياسي والدولي،الذي ستدفعه البلاد لأن الأمن القومي أكثر الحاحا وأهمية،وحماية كينيا وشعبها من الانشطة الإرهابية والاجرامية له الأولية القصوي. وأشار "نيكاساري " إلى أنه سيتم ترحيل جميع اللاجئين المقيمين في مركز "داداب" إلى بلدانهم الأصلية أو اعادة توطينهم في بلدان أخرى غير كينيا،مشيرا إلى أن الحكومة الكينية منحت هؤلاء اللاجئين والمنظمات الدولية المعنية بهم،مهلة تنتهي بنهاية شهر مايو 2017 لإخلاء المركز تماما. وعبرت المنظمات الدولية عن قلقها من قرار الحكومة الكينية،الذي يأتي في أعقاب قرار مماثل تم اتخاذه العام الماضي، بإغلاق مركز "كاكوما" وهي ثاني أكبر مركز لإيواء اللاجئين في البلاد. وقالت مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، إن إغلاق أحد المركزين أو كليهما يمكن أن تكون مدمرا لجهود ايواء اللاجئين في شرق القارة الأفريقية، ولابد أن تتريث الحكومة الكينية في قرارها، لأنه من الصعب اجبار آلاف اللاجئين الصومالين، على العودة إلى بلادهم في ظل الظروف الأمنية والإنسانية المتدهورة هناك. وأشار مدير عام المنظمة الدولية للهجرة "وليام سوينج"، إلى أنه "من الصعب جدا إعادة اللاجئين الصوماليين قسرا إلى بلادهم، في ظل الحرب الأهلية وعمليات الإرهاب التي تشنها حركة الشباب المتطرفة، إضافة إلى ظروف الجفاف والنقص الهائل في الغذاء هناك.