«زمن الكلاب» يكشف دور «فيتو» في إسقاط الجماعة منذ اليوم الأول لوصول جماعة الإخوان إلى الحكم وجلوس مرشحهم محمد مرسي على عرش مصر، حمل الصحفيون أكفانهم على أيديهم، ووقفوا بصدور عارية أمام غطرسة أعضاء الجماعة كاشفين الممارسات الإجرامية ومحاولات استحواذ الإخوان على مفاصل الدولة. خاض الصحفيون معركة من أجل الوطن، وكان هدفهم الحفاظ على مدنية الدولة، ولعبت الصحافة دورا مهما ومؤثرا في إسقاط حكم الإخوان، وخلال حكم مرسي حقق نظام الإخوان رقمًا قياسيًا في محاكمات الصحفيين الذين كشفوا سياسة مرسي ونظامه ونددوا بقراراته الضارة بمصلحة الوطن. شهد عهد مرسي ظاهرة استهداف الصحفيين وقتلهم، أو ملاحقتهم أمنيا وقضائيا في أفضل الأحوال، لا سيما الذين أعلنوا موقفهم صراحة من حكم الإخوان، والمخاطر التي تحيط بالدولة المصرية حال استمرارهم. ولا يختلف اثنان على أن الصحف الخاصة، و«فيتو» في الصدارة منها حملت لواء الدفاع عن مدنية الدولة في مواجهة الزحف الإخوانى للسيطرة على مفاصل الحكم، ولا يزال أرشيف جريدة فيتو شاهدا على موقفها النضالى ضد حكم الإخوان، ولا يزال القارئ يتذكر مقال رئيس التحرير عصام كامل الذي حمل عنوان « زمن الكلاب» في العدد الصادر يوم الثلاثاء الموافق 24 يوليو 2012 والذي انتقد فيه رفض الإخوان التعزية في وفاة رئيس المخابرات الأسبق عمر سليمان إلى الحد الذي وصل ببعضهم إلى رفع الحذاء أثناء مرور الجثمان، وذكّر الجماعة بتاريخها المشين مقارنة بتاريخ الجنرال قائلا « في هذا الوقت بالتحديد كانت جماعتهم مشغولة بالتجسس على الدولة، وكانت مشغولة بعقد الصفقات مع مبارك ونظامه، وكان البطل المصرى عمر سليمان شاهدا على عريهم.. نعم لقد رآهم الرجل عرايا أمام نظام مبارك، فلم يكونوا يوما مناضلين ولا مقاتلين إلا من أجل أنفسهم لا وطنهم. وينضم مقال "زمن الكلاب" إلى كثير مما قدمته "فيتو" خلال زمن الإخوان، أظهرت فيه الوجه القبيح للجماعة الإرهابية وأظهرت أدق تفاصيل مخططاتها الآثمة والشيطانية وتهديدها للأمن القومى. وفى ظل الإجراءات ذات الطابع الفاشى والشمولى بامتياز التي مارستها الجماعة وأنصارها من قبيل حصار مقرات الصحف، ومدينة الإنتاج الإعلامي، والتكفير الدينى والسياسي للأصوات المخالفة، وهو ما جعل كل صاحب قلم وفكرة ورأي، يعتبر حكم الجماعة انتكاسة للحريات الإعلامية والحق في التعبير، وتغولا من السلطة التي اتخذت كل الإجراءات التعسفية بحق وسائل الإعلام، ومارست الحد الأقصى في انتهاك حقوق الأشخاص في حرية تداول المعلومات، والتعبير عن الرأى وهبت أقلام عديدة للدفاع عن حرية الرأي. ولعبت الصحافة دورا مهما في إسقاط حكم جماعة الإخوان ونجاح ثورة 30 يونيو، واتفقت الصحف القومية والخاصة والحزبية حينئذ على وصف التظاهرات الحاشدة التي شهدتها الشوارع والميادين المصرية ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي بالثورة الجديدة ضده، وضد جماعته، كما لعبت الصحف الخاصة تحديدا دورا أساسيا في سد نقص كان يعترك صفوف القوى السياسية التي لم يكن لديها تنظيم قوى في الحشد، وتجييش الرأى العام، وتصدت من خلال معالجاتها الصحفية المتنوعة والجريئة لأفعال ومواقف الجماعة ومندوبها في القصر الرئاسى لتحل محل الدولة، كما تصدت بكل قوة للإعلان الدستورى وكشفت زيف ادعاء الإخوان بالديمقراطية وعدم إقصاء الآخر. كما أبرزت الصحافة طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان التي تحكم قصر الرئاسة من خلف ستار وبين هذا التغلغل الإخوانى داخل مؤسسة الرئاسة، ودافعت بكل قوة عن السلطة القضائية" من الهجمة البربرية التي طالتها في زمن الإخوان. كما كشرت الصحافة عن أنيابها وفضحت مخططات الجماعة الإخوانية بالتفريط في مثلث حلايب وشلاتين للسودان وأجزاء من سيناء للفلسطينيين، وأظهرت التوغل التركى والقطرى في القرار المصرى، ومهدت الطريق واسعا لثورة 30 يونيو التي أنهت زمن الإخوان إلى غير رجعة. الدور البطولى الذي جسدته الصحافة المصرية، دفع مرسي وإخوانه إلى وصفها ب"الإعلام الفاسد والصحافة الفاسدة"، قبل أن يثبت التاريخ أن الصحافة لم تكن تستحق يوما هذا الوصف الضال وإنما يستحقه من كان يهدد الأمن القومى للبلاد، وهذا ما دفع الجماعة وأذيالها لوضع قوائم اغتيالات لم يغب اسم رئيس تحرير "فيتو" عنها.