ألقى الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى كلمة خلال وقائع الندوة التثقيفية الثانية والعشرين التي نظمتها القوات المسلحة اليوم الخميس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين لذكرى تحرير سيناء. وجاء نص كلمة الوزير كالآتى: «بسم الله الرحمن الرحيم نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والثلاثين لأعياد تحرير سيناء التي جسدت إرادة شعب وعظمة أمة وأكدت قوة وصلابة قواتنا المسلحة ورجالها وإيمانهم بقدسية مهامهم ومسئوليتهم في تحرير الأرض المقدسة في سيناء واسترداد العزة والكرامة العربية ويشرفنى ونحن نحتفل بهذه الذكرى الخالدة أن أرحب بكم باسم رجال القوات المسلحة في يوم عيدهم الذي أعاد إلى مصر عزتها وكرامتها وللعسكرية المصرية شموخها وكبريائها متحلين ومتمسكين بروح أكتوبر التي ألهمت الرجال على جبهات القتال وشدت من أزرهم فكانت الصحوة الكبرى في تاريخهم وأسهمت في تحقيق النصر بأشرس معارك التاريخ الحديث. وأسمحوا لى في هذه الذكرى العظيمة أن أوجه التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ولجميع مؤسسات الدولة المصرية العظيمة ولشعب مصر العظيم برجاله ونسائه وعماله وفلاحيه ومثقفيه ومفكريه وأدبائه وفنانيه ومسلميه ومسيحييه الذين كانوا سندًا لقواتهم المسلحة، وقدموا من بينهم الشهداء والمصابين وشاركوا بدور فاعل في تحقيق النصر ودحر العدوان. إننا نتذكر بكل الفخر والاعتزاز في هذا اليوم المجيد من أيام الوطنية المصرية جيل أكتوبر العظيم من رجال القوات المسلحة الذين نذروا انفسهم فداء للوطن وأكدوا للعالم أن رجال قوات مصر المسلحة لا يقبلون بضيم ولا يتهاونون مع معتد ولايفرطون في حق من حقوق مصر المشروعة مهما بلغت التحديات والصعاب. فتحية إجلال لذلك الجيل وتحية إجلال لشهدائه الأبرار ومصابى العمليات الذين كتبوا في تاريخ الوطن بأرواحهم وأجسادهم أعظم صفحات البطولة والإستبسال والتضحية والشرف والفداء وتحية عظيمة لشهدائنا ومصابينا الأبرار الذين استشهدوا أو أصيبوا وهم يقاتلون الإرهابيين المجرمين الأنذال لحماية سيناء وتحقيق الأمن والاستقرار لشعب مصر العظيم ،وتحية إعزاز وتقدير لإخوتنا وأشقائنا في سيناء على ما قام به آباؤهم وأجدادهم من جلائل الأعمال وأعظمها خلال سنوات الاحتلال التي عاشوا معاناتها وقسوتها، وأكدوا بما قدموه من تضحيات وبطولات وطنيتهم وولائهم الكامل لمصر وشعبها. وعهد منا أن تعمل القوات المسلحة جاهدة على تحقيق مطالب سيناء للحياة الكريمة الآمنة حتى تظل جزءً عزيزًا غاليًا من أرض الوطن ينعم أبناؤه بالأمن والأمان والعزة والكرامة. إن احتفالنا كل عام بذكرى تحرير سيناء المجيدة إعلاءً وتمجيدًا لعظمة مصر وتاريخها واعتزازًا وتقديرًا لعطاء شعبها العظيم وتضحيات وبطولات رجال قواته المسلحة الذين خاضوا المعارك غير هيابين في إنكار للذات مضحين بكل غال ونفيس. لقد استطعنا بحمد الله خلال الفترة الماضية القضاء على الكثير من البؤر الإرهابية في سيناء ومختلف المحافظات بالتعاون مع رجال هيئة الشرطة البواسل وأخوتنا في سيناء الشرفاء من أبناء هذا الوطن. إننا لماضون على الطريق عاقدين العزم على مواصلة الجهد لإجتثاث ذلك الإرهاب البغيض من جذوره بإرادة صلبة ويقين أكيد بأن حماية مصر وشعبها هو واجبنا المقدس إن مصر ستظل وطنًا آمنًا لكل أبنائها يظلهم الإيمان بالله والتوحيد له ، خصها الله بالذكر في قرآنه الكريم وبالأمن والأمان وبارك شعبها في إنجيله، جاءها الخليل إبراهيم وتزوج منها السيدة هاجر أم العرب وأتاها موسى عليه السلام وتلقى على أرضها وصايا الله العشر. ووطأت أرضها السيدة مريم العذراء وابنها المسيح عليهما السلام ،فوجدا فيها المأوى والملجأ والملاذ وهبط أرضها الانبياء، وتزوج منها نبى الأمة محمد صلوات الله وسلامه عليه ماريا القبطية وأوصى بأهلها خيرًا وشرف جندها بقوله الكريم إنهم خير أجناد الأرض. أن مصر كانت ولا زالت منارة الإسلام ووسطيته وسماحته بأزهرها الشريف وعلمائه الأجلاء الذين تجاوزت علومهم حدود أمتنا العربية وقصدهم المسلمون من كل بقاع الدنيا ينهلون من علومهم ومن ثقافتهم الفقهية والدينية. إننى أدعو المصريين جميعًا للإلتقاء على كلمة سواء تعلى مصالح الوطن فوق المصالح الذاتية وفوق كل اعتبار لكى نمضى معًا بجهد مخلص وصادق نعلى مكانة مصر ونصون عزتها ونحفظ كرامتها ونضحى من أجلها بكل غال ونفيس نباهى بها وطنًا آمنًا عريقًا مستقرًا يسعى شعبه إلى بناء المستقبل الأفضل للأبناء والأحفاد بإرادة حرة لا تعرف الإملاءات أو المغريات وتفرق بين الحق والباطل والغث والسمين وتؤكد أن الشعب هو السيد والقائد والمعلم. إن مصر آمنة باذن الله بقواتها المسلحة التي تتحمل مسئولية الحفاظ على أمن مصر القومى في الداخل والخارج ولن تتسامح أو تتهاون مع من يحاول أن يستبيح أرضنا أو ينشر الفوضى على حدودنا ولن تقبل ابتزازًا أو ضغوطًا من أحد مهما كان. وعهد وقسم بأن يظل رجال القوات المسلحة البواسل محافظين على يمين الولاء والفداء لمصر وشعبها وأن يسلموا راية الوطن للجيل القادم مرفوعة هاماتها عزيزة صواريها، تخفق بالعزة والكرامة لشعب مصر العظيم والمجد والخلود للوطن». وختم الوزير كلمته بقول الله تعالى «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ» صدق الله العظيم.