فى كل جامعة من جامعات مصر ، سيمفونية تسامح بين مسلمين ومسيحيين، تلاقت أرواحهم على حب الوطن ، وأدركت الرسالة الحقيقية للأديان السماوية ،منها جامعة القاهرة ،وبالتحديد كلية الاداب ،حيث التقينا فيها بنموذج قبطى يضرب المثل والقدوة على ان مصر بالفعل عتيقة إنه الدكتور عدلى أنيس الأكاديمى القبطى وأستاذ الجغرافيا بالكلية. الدكتور انيس قال فى بداية حديثه : كلنا اقباط بمفهوم الجنسية لا بمفهوم الدين واكد على ان عبقرية مصر المكان والحضارة صنعها الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه وبتعاونهم على الحب والتسامح على مر الزمن وإيمانهم بأن اصلنا واحد وإلهنا واحد وكل الأديان تحض على التسامح والمحبة والإخاء والتعاون وقناعتهم بأهمية مبدأ الدين لله والوطن للجميع وبالتالى لايحق لبشر ان يحاسب بشرا مثله على دينه . عتيقة هى مصر بملمحها الاسلامى والمسيحى وحضارتها التسامحية فى قلب وعقل الدكتور انيس فهو - وحسبما قال - لم يفرق يوما فى عمله كاستاذ جامعى بين الطلاب المسلمين والمسيحيين فكلاهما على ذات المسافة من قلبه ومن معين علمه الفياض. الدكتور انيس اكد لنا انه لم ينس ابدا الدكتور احمد حسن الذى اشرف على رسالته التى نال عنها درجة الدكتوراه قائلا عنه « استاذى المسلم علمنى معنى الابوة الحقيقية التى لاتفرق فى العلم والتعامل بين مسلم ومسيحى واعتبره فى مقام والدى لأنه حببنى فى العلم و فى مصر الوطن. «احترم الدين الاسلامى واحفظ بعض آيات القران الكريم فالقرآن يؤكد سماحة الاسلام وعدله وحب الخير للآخرين ورحمته باهل الاديان الاخرى ويثتى على رموز الدين المسيحى» هكذا قال الدكتور أنيس مستشهدا على صدق كلامه بقول الله سبحانه وتعالى « لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون». عن الاحاديث النبوية الشريفة قال إن لها مكانة عظيمة فى قلبه فهى تحث الناس على إكرام الجار وعدم ايذائه وتحرص على مساعدته بل وعلى نجدته مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم « مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه» موضحا ان توصية الرسول فى الحديث جاءت لاى جار دون تحديد ديانته لان اطلاق اللفظ على عمومه يفيد الشمول ويدل على ان الاسلام رسالة سماوية للانسانية جمعاء. اكثر الظواهر التى ينتقدها الدكتور انيس هى وجود متشددين غير فاهمين يقتنصون كلمات بعينها من آيات قرانية ترضى نزعتهم المتشددة ودون وضعها فى سياقها العام والقرآن الكريم منها براء. الدكتور انيس قبطى بالمعنى الوطنى يؤمن بان القواسم المشتركة بين الاسلام والمسيحية اقوى من اى تعصب او فتنة و يحرص على توطيد علاقاته الاجتماعية باصدقائه المسلمين وهنا يقول : عندما توفى الدكتور عاطف العراقى استاذ الفلسفة الاسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة كنت من السباقين لحمل جثمانه الى مسجد المدينة الجامعية وبقيت فى المسجد لحين صلاة الجنازة وحرصت على المشاركة فى مراسم دفنه وواسيت اهله وآثر فى كثيرا فراق روحه الطاهرة. فى ذات السياق قال: ان قسم الجغرافيا فى الكلية يحرص على اقامة مأدبة افطار جماعى فى شهر رمضان من كل عام الى جانب إفطار الكلية ويشارك المسيحيون اخوانهم المسلمين فى نفحات الشهر الكريم محذرا من بعض ابواق الفتنة التى تسعى لهدم هذه الروح الوطنية غير مبالية باننا مسلمون ومسيحيون فى سفينة واحدة تحملنا معا مساجد وكنائس واى ضرر باحد جوانبها يضر بالجانب الآخر. الدكتور انيس اثنى على موقف الشعب المصرى تجاه جنازة البابا شنودة الثالث ووصفها بأنها نموذج للحب والتسامح بين كل المصريين لأن المسلمين حزنوا على فراقه بقلوب صادقة بلا نفاق او رياء والمشهد فى مجمله يعكس التحام شعب مصر فى الشدائد ويؤكد صدق مقولة البابا شنودة «مصر وطن يعيش فينا جميعا». «للدكتور احمد الطيب شيخ الازهر كل احترام وتقدير لأنه حاول بوثيقة المبادئ الدستورية التى وضعها الازهر الشريف لم الشمل بمبادئ معتدلة بعيدا عن الخلافات والصراعات حول اللجنة التأسيسية لوضع الدستور» هكذا قال الدكتور انيس واصفا شيخ الازهر بانه وطنى ومخلص وامين.