اقترحت إقامة مهرجان لنجوم الفكاهة بهدف اكتشاف مضحكين جدد ولم يهتم أحد اتخذ الفنان فيصل خورشيد من المونولوج مصدرًا للرزق، وعاصر العديد من المنولوجست القدامى والجدد، كما أنه يعتبر من جيل الوسط، فبدأ مسيرته المهنية عام 1983م. وكان يتناول في أعماله المشكلات والقضايا الاجتماعية بخفة وتلقائية ويشكل منها مونولوجا غنائيا يشرح قلوب متابعيه، ويرى أن الرقابة الفنية والمسئولين ظلموا فن المونولوج مما دفع الفنانين للهروب من هذا اللون الفنى خشية أن يعاملوا كفنانين درجة ثانية.. وإلى نص الحوار: بداية ما الذي جذبك إلى هذا النوع من الفن؟ منذ الصغر وأنا متابع جيد للسيدة أم كلثوم وحفظت أغانيها كاملة، وكنت أرددها وأنا في الخامسة من عمرى حتى بلوغى سن الحضانة وبعد ذلك أصبحت أقلد وأردد كلام ونداءات الباعة الجائلين، عندما يردد كل واحد عبارات عن السلعة الخاصة به بطريقة معينة. وفى مرحلة تالية أصبحت أقلد المدرسين خاصة وهم يشرحون المواد الدراسية، وكانت هناك إحدى المعلمات في المرحلة الابتدائية تحكى لنا بعض القصص الفكاهية منها قصة عقلة الإصبع وبعد ذلك عرضت علينا المدرسة أن يحكى أحد الطلبة القصة مثلها، ووقع الاختيار على وبالفعل مثلتها بأسلوب فكاهى أعجب الجميع. وبعد وصولى للمرحلة الإعدادية اشتركت في فريق الكشافة بالمدرسة والذي كان يعرض اسكتشات وعروضا فنية وبعد ذلك آثرت أن أتطوع في القوات المسلحة سنة 1972 وشاركت في حصار 144 يوما وكنت أغنى المونولوج وأردد الخطب الحماسية للرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات للضباط أثناء فترة الحصار للترويح عنهم، وبالفعل تم تكريمى بعدها على مجهودى في رفع الروح المعنوية للضباط وكان هذا أول تكريم لى في حياتى. من أول شخص اكتشف موهبتك في فن المونولوج؟ أسرتى كانت أول من اكتشفنى في سن صغيرة جدًا، وبعد ذلك مدرستى في الابتدائية والتي عينتنى رائدًا للفصل وحرصت على مشاركتى في جماعة الإذاعة المدرسية، كما لاحظت أننى مهتم جدًا بحضور حصة الموسيقى مما جعلها تزيد اهتمامها بى في تلك الفترة، كما أننى كنت أردد في حصة الموسيقى وفى الرحلات المدرسية مونولوجا لأحمد غانم يسمى "على عينى وراسى ياستات" والذي كان يتناول قضية عمل المرأة. متى بدأت العمل في هذا المجال؟ بدأت منذ الصغر في حفظ المونولوجات وترديدها، حتى وصلت إلى المرحلة الإعدادية وأصبحت معروفًا في منطقتى بشبرا أنى أعمل وأغنى في الأفراح الشعبية والحفلات بالمنطقة، حتى اعتمدنى اتحاد الإذاعة التليفزيون كمونولوجست عام 1983م، وذلك عن طريق الأستاذ عزت الجهنى الذي اكتشف الفنان إسماعيل يس من قبل والذي عرضت أمامه عدة مونولوجات للفنان إسماعيل يس. ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء مسيرتك الفنية؟ في الحقيقة عانيت العديد من الصعوبات وهى نظرة المسئولين عن الإذاعة والتليفزيون وحفلات أضواء المدينة لى والذين يعتبرون المنولوجست فنان "درجة ثانية"، بالرغم من أن المنولوجست هو من ينشر البهجة في نفوس الحاضرين، ولذلك كنت أرفض أن أعامل كفنان درجة ثانية. واذكر يوما أنه كان هناك اتفاق معى لإحياء حفل في سيناء على أن أنتقل يوم الاحتفال صباحًا أنا وفرقتى بأتوبيس خاص من أمام مبنى الإذاعة التليفزيون وعندما ذهبت في الوقت المحدد علمت أن باقى الفنانين المشاركين في الحفل سافروا في اليوم السابق بطائرة إلى مكان الحفل، فأبديت غضبى واستيائى من تلك المعاملة السيئة ورفضى الاشتراك في الحفل الغنائى لسوء المعاملة. هل ترى أن المونولوجست مظلوم فنيًا وماديًا في الوطن العربى؟ بالطبع المونولوجست العربى مظلوم جدًا جدًا، ففئة المونولوجست تعانى في مصر والوطن العربى أشد المعاناة، ومن شدة ما نعانيه من أذى نفسى ومادى أصبحت آخر منولوجست في مصر. هل اختلف فن المونولوج الآن عن الماضى؟ بالطبع تطور المونولوج عن الماضى لأنه من قبل كان يتكون الاسكتش من مطلع وثلاثة مذاهب ويجب أن يتضمن فكرة أو قضية ما ويناقش مشكلة ويعمل بها فريق كامل من مؤلف وملحن ومغن ومؤدٍ للمنولوج، وهو ما يطلق عليه مونولوجست، ولكن يختلف المونولوج الآن عن شكله التقليدى؛ لأن الناس لم تعد لديهم المقدرة على الانتظار لسماع المونولوج كاملًا أو تعرف معلومة ما عن طريق المونولوجست لأنه مع التطور التكنولوجى تحول المونولوج من مونولوج غنائى إلى استاند آب كوميدى، ولذلك نجد أن المونولوج انقرض بشكله التقليدى. أين أنت الآن من الساحة الفنية؟ المناخ السياسي له تأثيره العميق في الثورة فمنذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن يسقط كل يوم شهيد أو أكثر، مما ترتب عليه إلغاء جميع حفلات أضواء المدينة أو حفلات ليالى التليفزيون التي كنت أعرض خلالها فنى منذ وصولى لمرحلة التوهج بأن أطرق الأبواب وأطلب من أصحاب القنوات عملًا، واعتبرت مسيرتى المهنية والفنية التي قدمتها خلال ال30 عامًا كافية جدًا واستعوضت عملى بمجال المونولوج بأدائى التمثيلى في المسرحيات. ما رأيك في برامج الاستاند آب كوميدى؟ هذا تطور من تطورات فن المونولوج ولكن لم ولن يطلقوا على أنفسهم لقب مونولوجست لأن الرقابة في وقت ما كانت تكتب على أي أغنية لا توافق على كلماتها "يشترط حسن الأداء، شرط أن يكتب مونولوجست" وبذلك حددوا أن من يريد أن يردد كلامًا مسفًا يجب أن يكون مونولوجست، فألصقوا العار بتلك المهنة المبدعة رغم أننا فنانون ولسنا عارًا. ويجب الإشارة إلى أن ما يغنيه الفنان شعبان عبد الرحيم فن منولوج، ولكن الفنانون يهربون من أن يطلق عليهم لقب مونولوجست ويفضلون لقب فنان أو مغن، كما أن كلمة فنان "مطاطة". ما السبب الرئيسى لعزوف الفنانين عن تأدية المنولوج؟ الرقابة هي السبب الرئيسى وراء عزوف وهروب الفنانين عن العمل بفن المنولوج.. أتذكر يومًا ما رفضت الرقابة لى مونولوجًا كاملًا لأنه يحتوى على كلمة "ياروش" ولكن الفنان سمير غانم غنى هذا المونولوج الخاص بى بعدها بنفس الكلمة ولم تتعرض الرقابة له من قريب أو بعيد. ما الإجراءات التي ترى أنه يجب على المسئولين أن يتخذوها لإحياء فن المونولوج مرة أخرى؟ في الحقيقة طالبت من قبل الإذاعة المصرية حينما كان يرأسها حمدى الكنيسى بإنشاء مهرجان لنجوم الفكاهة العربى ويختص بفن المونولوج، وليكن على هامش مهرجان الأغنية العربية وتوزيع جوائز عينية على المشاركين، وبذلك يتم اكتشاف مواهب جديدة وتشجيعها على العمل وإحياء هذا اللون من الفن، وتعريف الأجيال الجديدة بفن المونولوج والتراث.