أبرزهم: «التونسى» و«الإبيارى» و«سليمان» يعد فن المونولوج من أكثر ألوان الفنون إدخالا للبهجة في نفوس الجمهور، وهو فن يعتمد على وقوف الفنان على خشبة المسرح، ويؤدى جميع شخصيات الحوار الذي يحكيه بأسلوب ساخر ومضحك.. واشتهر عدد كبير من الفنانين بإلقاء المونولوجات التي كانت سبب نجوميتهم، من أبرزهم إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وحسن فايق وسيد سليمان والمبدعة ثريا حلمي، بل وعميد المسرح يوسف وهبى صاحب مونولوج «شم الكوكايين». وعلى الرغم من شهرة الفنانين مقدمى المونولوجات إلا أن الكثيرين يجهلون من هم مؤلفو المونولوجات التي انتزعت كلماتها ابتساماتهم في أقسى اللحظات.. وشهد الوسط الفنى عددا من مؤلفى المونولوجات الذين ظلت كلماتهم محفورة في أذهان الجمهور منذ عشرات السنين. عند الحديث عن مؤلفى المونولجات لابد من البدء بأمير شعراء الزجل بيرم التونسى رائد مدرسة شعر العامية المصرية، متجاوزًا كل الكلاسيكيات التي منها تفرعت إبداعات العمالقة صلاح جاهين وفؤاد حداد وسيد حجاب والأبنودى وفؤاد قاعود وغيرهم. بيرم التونسي ولد محمود محمد مصطفى بيرم في 23 مارس 1893، وهو شاعر مصرى من أصول تونسية، بحى السيالة في الإسكندرية، وفى وقت مبكر من صدر شبابه، ربط الفن بينه وبين سيد درويش وعمق صداقتهما، وجمعهما في السهرات الفنية التي كانت تشهدها الإسكندرية في ذلك الوقت. كتب بيرم لسيد عدة أغان، أصدر بعدها صحيفة "المسلة" تبعها بعد ذلك بالعمل في عدة صحف مصرية، وتم نفى بيرم التونسى عدة مرات؛ حيث نفى من مصر إلى تونس ثم إلى باريس، لتبدأ حياته كشاعر يحن إلى وطنه ويظهر ذلك في أعماله. حينما قامت ثورة 1952 فرح بها بيرم وأيدها وقال فيها الأشعار والأزجال وفى عام 1954 حصل بيرم على الجنسية المصرية ومنحه الرئيس عبدالناصر جائزة الدولة التقديرية عن جهوده في الأدب والفن عام 1960، ثم رحل عن عالمنا في 5 يناير 1961 عن عمر 67 عامًا، أما أغانيه فلاتزال تتجدد لصدقها الفنى العجيب. اشتهر بيرم التونسى بالمونولوجات الانتقادية مثل «يا أهل المغنى دماغنا وجعنا»، حاتجن ياريت يا إخواننا مارحتش لندن ولا باريس الذي غناه سيد درويش ويقول فيها حاتجن ياريت ياخوانا مارحتش لندن ولا باريز دى بلاد تمدين ونضافة وذوق ولطافة وحاجة تغيظ مالاقيتش جدع متعافى وحافى وماشى يقشر خص ولا شحط مشمرخ أفندى معاه عود خلفه ونازل مص ولا لب أسمر وسودانى وحمص وانزل ياتقزقيز حاتجن ياريت يا اخواننا مارحتش لندن ولا باريز موليير الشرق أما مؤلف المونولوجات الذي لا يقل شهرة وموهبة فهو العبقرى أبو السعود الإبيارى الذي يستحق عن جدارة لقب موليير الشرق "، وهو من أشهر كتاب السيناريو في السينما، وعرف عند الجمهور بأفلام كثيرة منها: "سكر هانم، الزوجة 13، صغيرة على الحب، جناب السفير، الستات ما يعرفوش يكدبوا، الزوجة السابعة، هارب من الزواج، المليونير، البحث عن فضيحة". وكون الإبيارى ثنائيا فنيا مع إسماعيل يس، فهو مؤلف أغلب المونولجات التي غناها سمعة من بينها «جعان أوي» و«فرصة عظيمة» و«متستعجبشي.. متستغربشي» الذي تقول كلماته: متستعجبش متستغربشى في ناس بتكسب ولا تتعبشى وناس بتتعب ولا تكسبشى ورث له كام ألف جنيه وده غير ياسيدى خمس عمارات يجى بسلامته اسم الله عليه يعشقلى واحدة بنت صالات. صاحب الفوازير ولا يمكن أن ننسى كاتب المونولوجات العبقرى حسيب غباشى الذي ولد بمحافظة كفرالشيخ عام 1922 اشتهر بكتابة الأزجال والأغانى الفكاهية كما كتب بعض الأعمال الدارمية التليفزيونية وهو أول من قدم فوازير رمضان على الشاشة الصغيرة 1974 ولمدة عامين من بطولة الفنانة نيللى فوازير وكرمته الدولة 1959 ومنحته جائزتها التقديرية لتميزه في المجال الشعبى. ومن أشهر مونولوجات حسيب غباشى «الراجل اتجنن» لفؤاد المهندس وشويكار، ومجموعة المونولوجات التي أداها سيد الملاح وسهير البابلى من خلال المسلسل الإذاعى الشهير «سيد مع حرمه في رمضان». فتحى قورة ولد فتحى محمد قورة في 19 أكتوبر 1919 بقرية العلاقمة بمركز ههيا بمحافظة الشرقية، وتوفى في 18 أغسطس 1977 وهو شاعر غنائى اشتهر بتأليف الأغانى ذات الطابع المرح وهو الطابع أو لون الغناء الذي كان يهواه الملحن منير مراد، لذلك كونا ثنائيًا التقيا مع كثير من المطربين. أصيب فتحى قورة في بصره في بداية الستينيات، فطالبت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب بأن يتم علاجه على نفقة الدولة، فتم ذلك ولكن بعد فوات الأوان، فظل كفيفا وفاقدا للبصر لسنوات طويلة. غنى إسماعيل ياسين في أفلامه عددا كبيرا من المونولوجات التي كتبها فتحى قورة من بينها أنا ح تجنن أنا محتار – إن الله مع الصابرين – أنا متشكر أنا ممنون – شرفتونا وآنستونا – ماكانش يومك – هيلا هيلا هوب -- ووحوى يا وحوى التي غناها العبقرى محمود شكوكو.