في خضم احتفالاتها باليوبيل الماسى لتأسيسها لم تنس نقابة الصحفيين الدور البارز الذي لعبته المرأة في بلاط صاحبة الجلالة، ولم تغفل الدور المهم الذي قامت به الصحفيات دفاعًا عن قضايا الوطن والانحياز إلى حقوق البسطاء والكادحين، وخصصت جانبًا من الاحتفالات للاحتفاء بالمناضلات خلال ال 75 سنة الماضية. تاريخيًا عملت المرأة بالصحافة ك«مالكة ومحررة» مثل روزاليوسف وكانت زينب فواز أول من أطلقت رصاصة في معركة المرأة والصحافة فملأت كتاباتها الصحف والمجلات المختلفة في القضايا السياسية والاجتماعية وقضايا المرأة وحلولها وهى غير عابئة بالهجوم الشديد على أفكارها، فهاجمت الزعم بأن النساء ناقصات عقل ودين. أما هند نوفل فهى صاحبة أول مجلة نسائية عربية هي (مجلة الفتاة ) التي صدرت بالإسكندرية عام 1892 وجعلت من مجلتها منبرًا للأفكار والدعوات النسائية للمطالبة بحقوق المرأة. وكانت نبوية موسى، رائدة تعليم البنات في مصر، وخاضت في ميدان الصحافة النسائية معارك كثيرة كان سلاحها فيها القلم والإيمان بقضية المرأة، وعبرت عن ذلك بمقالاتها في المجلة التي أنشأتها عام 1937 باسم (الفتاة ). أما لبيبة هاشم فكانت من أولى السيدات اللاتى كتبن في الصحف معبرات عن أمور الوطن وقضايا المرأة العربية منذ أصدرت مجلة (الثريا) عام 1896، فحافظت على انتظام صدورها طيلة 34 سنة.. وفى عام 1921 سافرت إلى تشيلى، حيث أصدرت هناك مجلة (الشرق والغرب)، وعادت إلى وطنها بعد عامان لتصدر مجلة (فتاة الشرق)، واهتمت بنشر تاريخ الحركة النسائية حول العالم. وتعتبر منيرة ثابت أول صحفية نقابية وأول كاتبة سياسية وأول رئيس تحرير لجريدة سياسية هي مجلة الأمل، فكانت أول صوت يرتفع صراحة مطالبًا بحق المرأة في الانتخاب والتصويت، وأثارت قلق الحكومة بمقالاتها الجريئة في الصحف وحاول وزير المعارف منعها من الكتابة واعترفت الدولة رسميًا بصفتها الصحفية وكان عمرها 17 عامًا، كما أنها أول فتاة عربية تقف أمام النائب العام في قضية سب وقذف وأجرى التحقيق معها بأمر صادر عن المندوب البريطانى لأنها هاجمت التدخل الأجنبى في شئون مصر، وهنا رائدة أخرى في مجال الصحف هي الدكتورة درية شفيق التي حصلت على الليسانس من السوربون والدكتوراه في الفلسفة، رأست تحرير مجلة المرأة الجديدة عام 1945، ثم أصدرت مجلة بنت النيل، وقادت مسيرة قوامها 1500 امرأة خرجن من الجامعة الأمريكية في اتجاه البرلمان المصرى للمطالبة بحقوق المراة وفى مارس 1954 اعتصمت بنقابة الصحفيين هي ومجموعة من عضوات جمعية بنت النيل؛ احتجاجًا على تجاهل اللجنة التأسيسة المشكلة لوضع الدستور لتمثيل المرأة في اللجنة، وأضربت عن الطعام لمدة أسبوع كامل حتى أصابها الإعياء، ووعدها اللواء محمد نجيب ببحث حقوق المرأة السياسية، فأنهت الإضراب وخرجت من النقابة إلى المستشفى. أما أمينة السعيد فهى أول صحفية محترفة تعمل بأجر ومارست العمل الصحفى على يد مصطفى أمين، وانتخبت وكيلة لنقابة الصحفيين وعضوا بالمجلس الأعلى للصحافة. وأخيرًا السيدة فاطمة اليوسف تعاونت مع الصحفى محمد التابعى في إصدار مجلة روز اليوسف عام 1925، وأنفقت على إصدارها كل ما تملك، وتحملت الكثير من الصعاب.