في جريدة المصرى عام 1944 كتب الدكتور طه حسين مقالا قال فيه: لو كنت عضوا في مجلس الشيوخ أو النواب لقلت لوزير المالية لا تسمع لكلام إسماعيل صدقى وأشباهه، فإنهم لا يقولون ولا يكتبون في السياسة المالية أو غير المالية إلا وهم يذكرون أنفسهم قبل أن يذكروا شيئا آخر غير أنفسهم. لا تسمع لصدقى باشا وأشباهه فإنهم لايفكرون في رخاء الشعب ولا في إرضائه، ولا في إصلاح مصر ولا في رقيها بقدر ما يفكرون في أموالهم وأعمالهم ومنافعهم، وأذكر يوم فكرت الحكومة في تيسير تجارة الفاكهة بين مصر وبلاد الشرق الأدنى ثار صدقى باشا يحتج، ولم يفكر في أن الحكومة تريد أن تتيح للمصريين الفقراء أن يذوقوا ما يشبه البرتقال من الفاكهة. ولو كنت عضوا في البرلمان لقلت لوزير المالية لا تسمع لصدقى باشا وأشباهه، فليس إنصاف الموظفين عيبا، أو إنصاف الطوائف عيبا، فالموظفون من أبناء الشعب، وإنما وجدت الدولة لتنصف الشعب وترضيه، وإذا لم تحقق الدولة ذلك فلا معنى لوجودها، ولا حق لها على الشعب، وأنه لن يتحقق الأمن الاجتماعى بأن يشبع صدقى وأشباهه وأن يروى صدقى وأشباهه، وأن ينعم صدقى وأشباهه بطيبات الحياة، وأن يجوع الآخرين. أؤكد لوزير المالية الذي يلعب مع الوزراء النرد والشطرنج في نادي محمد على أن الحياء قوام الفضيلة، وقوام الرجولة وأن هناك أشياء كثيرة لا ينبغى أن تقال. فالغلاء لا يطاق وأجور الموظفين بعيدة عن أن تلائم هذا الغلاء، وأنا أعلم أن ميزانية الدولة لن تسمح لك بأكثر مما فعلت، ولكنى أعلم أن في موارد الأمة ما يمكنك من أن ترفع هذه الميزانية، وليس من الضرورى أن تكون ميزانيتنا الآن 70 مليون جنيه ويمكن أن تصل إلى 100 مليون جنيه لكنك رقيق بأصحاب الثراء..عنيف جدا مع الفقراء.