فاطمة عيد - بنت محافظة الشرقية: مدينة لزوجى بنجاح 800 أغنية ربنا زعلان مننا ومصر لا تستحق ما يحدث الآن كنت أمشى على قدمى 5 كيلو يوميًا كى أغنى حتى تورمت قدماى أحمد عبد النور فاطمة عيد بنت قرية "القنايات" أشهر مطربة شعبية فى مصر بل والوطن العربى, تربت على الأصول والعادات الريفية المصرية الأصيلة , غنت وهى طفلة فى مناسبات أهل القرية, وشجعها مدرسوها على الغناء فى الحفلات المدرسية بالشرقية , ثم جاءت إلى القاهرة فى السادسة عشر من عمرها , وصعدت سلم الشهرة بسرعة شديدة لموهبتها فطلبها محافظو الشرقية للغناء فى العيد القومى للمحافظة , وتعترف بأنها مدينة لزوجها بنجاحها , وفى حوارنا معها المزيد من التفاصيل... 0 كيف كانت علاقتك بجيرانك وأهلك فى الشرقية؟ 00 فى قريتى عشت أحلى سنوات عمرى, وكل عائلات القرية أحبوا صوتى , فلا تمر مناسبة إلا وكنت أنا المدعوة رقم واحد فيها وكانوا يسموننى "فاطنة"- بالنون- وكانوا يجهزون لى كرسيا مرتفعا كى أقف عليه, فقد كنت طفلة صغيرة ,ولم احصل على مليم واحد عندما كنت اغنى لهم لأنهم اهلى, وعندما التحقت بمدرسة القنايات , كانت المدرسة للبنات فقط ,لأن تقاليد القرية كانت ترفض تعليم البنت فى المدارس المشتركة, وكنت أشعر بالسعادة وسط زملائى وأساتذتى الذين كانوا يشجعوننى باستمرار على ان أتعلم القراءة الصحيحة, و كان أستاذ اللغة العربية يحرص على أن أقرأ لزملائى القرآن حتى يستمتعوا بسماعه , وأول مكان اشعرنى بأننى متميزة هو مدرستى, وكنت احيى احتفالات عيد الام بالمدرسة, فعرفتنى كل طالبات المدرسة والاهالى فى القرية ,وشعرت اننى مشهورة , واحسست بموهبتى وانها ستكون سبب سعادتى. 0 أنت فاطمة عبد الرحمن صالح , من أين جاء اسم فاطمة عيد؟ 00 من اطلق علىّ فاطمة عيد هو صاحب شركة الاسطوانات "موريس إسكندر", فقد وجد ان صوتى ولونى يمثل كل مناسبة جميلة كالأعياد , فأطلق علىّ "فاطمة عيد", وهذا الاسم اسعدنى ,لأنه ألصق بى الفرحة الدائمة كفرحة العيد. 0 ما ذكرياتك مع الأعياد فى الشرقية؟ 00 الأعياد، وخصوصا عيد الفطر وعيد شم النسيم, كانت تحقق لى بهجة حقيقية , ففى عيد الفطر كنت اسعد بمشاركة الاهل والجيران فى عمل كعك وبسكوت العيد , وما كان يزيد سعادتى طلبهم لى ان اغنى للكعك والبسكوت ونحن نصنعه , فكان هذا يضفى على الحاضرين سعادة كبيرة , وفى شم النسيم كنت اخرج وانطلق مع زميلاتى الى الغيطان, وكنت اغنى وزميلاتى تطبلن. 0 متى كانت أول خطوة للانطلاق إلى الشهرة والنجومية ؟ - كانت اول خطوة لى بعد المدرسة والقرية هى ذهابى الى كان قصر الثقافة بمدينة الزقازيق الذى يبعد عن قريتنا بحوالى 5 كيلومترات, وكنت امشى كل هذه المسافة وكانت رجلى تتورم من كثرة المشى, ولكننى كنت سعيدة لأننى افعل ما احب, وكان هذا فى أوائل السبعينيات، وقد غنيت فى حفلات قصر ثقافة الزقازيق وكان جمهور المركز يختلف عن جمهور القرية, فالمركز يقطن به المتعلمون والصفوة, فشعرت برهبة كبيرة فى البداية, ولكنهم استقبلونى بحفاوة وترحيب بعد ان سمعونى, فشعرت بالثقة اكثر وتأكدت اننى سأصبح يوما ما مطربة مشهورة. 0 من كان يشجعك على الغناء؟ 00 كان ابى وامى يعتبران مشاركتى فى الغناء سواء فى المدرسة او فى مناسبات اهل القرية مجرد مجاملة, ولم يتصورا احترافى الغناء , لذا كنت اقف فوق سطح بيتى فى القرية , وانتظر حتى ينام الجميع , وأظل ادعو الله بأن اصبح مطربة مشهورة , وحقق لى امنيتى. 0 فماذا عن علاقتك بأبيك بعد احترافك الغناء؟ 00 غضب والدى منى غضبا شديدا , هو كان يرضى ان اغنى وسط البنات فى القرية , اما المفاجأة فقد كانت فى القاهرة لأننى اغنى امام الجميع بالإضافة الى فرقتى الموسيقية التى بها االعشرات من العازفين وكلهم رجال فهذا كان يرعب ابى وامى كثيرًا وكلمونى وقتها والحزن الشديد يملؤهما , وكان ردى اننى لم اخطئ ولن أخطئ وفى الحقيقة ما زرعه ابى وامى فى نفسى من تقاليد واخلاق, فكنت احترم نفسى فكان يحترمنى الآخرون , وقد علما بعد ذلك اننى على الطريق السليم ولا خوف علىّ. -وكيف احترفت الغناء؟ 00 احترافى الغناء جاء بعد ان تزوجت, وكان جارى فى نفس العمارة الملحن مصطفى الطائر, وكنت احب الغناء وأنا أقوم بأعمال المنزل , فسمعنى من خلف الباب, وفجأة وجدته يطرق الباب , وقال لى: صوتك مميز وانا ابحث عنه منذ زمن, فكانت فرحتى عارمة وأخذنى الى شركة اسطوانات يملكها موريس إسكندر وكان اول طلب ان اغنى لهم "على لوز" , من تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب,ومدينة لزوجى بنجاح 800 أغنية. 0 ما قصة اعتمادك فى التليفزيون؟ 00 دخلت التليفزيون فى لجنة بها150مطربا ومطربة وتم اختيار اثنين انا وتوفيق حلمى ,خال الملحن محمد الموجى , ووقتها لم يقتنعوا بالتسجيلات الصوتية التى قدمتها , ولكن كان هناك اصرار على ان اغنى امامهم حتى يتأكدوا من ان هذا هو صوتى, وكانت سنى لم تتجاوز 15 عاما, وقد دخلت وقتها لجنتين, لجنة اعتماد الاذاعة ولجنة اعتماد التليفزيون, وكانت هذه هى البوابة الرسمية لأن ادخل على ابى وامى الفرحة لأنهما اطمئنا اننى اتبع الطريق السليم. وغنيت العديد من الاغانى لكبار شعراء مصر ومنهم الشاعر عبد الوهاب محمد وعبد السلام امين ومحمد الملاح وبخيت بيومى ولكن كان اكثر من تأثرت بشعره كان عبد الرحمن الابنودى والذى كان يعشق صوتى , فكنت اقول له دائما الشراقوة أولاد عم الصعايدة فى الطباع والاخلاق وكان يرد بقوله: انك تذكرينى دائما ببلدى فى الصعيد, فأنت يا فاطمة بنت مصر على حق فى اللون والشكل. 0 هل كانت تتم دعوتك فى الاحتفالات والأعياد القومية لمحافظة الشرقية؟ 00 كنت حريصة باستمرار على الحضور والمشاركة فى العيد القومى لمحافظتى الحبيبة الشرقية, وكنت ارفض أخذ أى مقابل للغناء فأنا اعتبر هذا هو أقل شىء أقدمه لهذه المحافظة التى ادين لها بما وصلت له الآن, وكان معظم المحافظين الذين جاءوا للمحافظة حرصين على دعوتى لأنهم كانوا يعتبرون انه لا عيد من غير فاطمة عيد, وهذا كان يشعرنى بالفخر لاننى اصبحت جزءا من الشرقية وهى جزء منى. 0 كيف ترين مصر الآن؟ 00 سكتت قليلا, وانهمرت الدموع من عينيها, ثم قالت : مصر مذكورة فى القرآن عدة مرات, أنا متأكدة أن ربنا زعلان مننا، فالخير من الله والشر من انفسنا, فلقد أصبحنا نتعامل مع بعضنا البعض بصورة سيئة, الجار يسىء لجاره والابن عاق بوالديه, لم يعد لأحد خير فى احد , وهذا كله ناتج عن قصور فى التربية, وقد ساهمت وسائل الاتصال الحديثة فى احداث فجوة كبيرة بين الأهل, وعلى الناس العودة الى الله حتى يرضى عنا, وأصلى كل يوم وأدعو الله أن تتخطى مصر وشعبها هذه المحنة على خير ونخرج الى بر الأمان, وأنا مؤمنة بأن بعد هذه المحنة فرج كبير إن شاء الله.