علاقتي بالسيد "رجب طيب أردوغان" تمتد لأكثر من 18 سنة عندما التقيته في إنجلترا وبالتحديد في العزاء الضخم الذي أقيم للأميرة "ديانا" أميرة ويلز الشهيرة والزوجة الأولى للأمير "تشارلز" الابن الأكبر للملكة إليزابيث طويلة العمر ربنا يطول في عمرها كمان وكمان قولوا آمين. وكنت أنا ضمن من يأخذون العزاء في الأميرة وذلك لأنني قريب جدا من تلك الأسرة الحاكمة وخاصة المرحومة ديانا ربنا يبشبش الطوبة اللي تحت راسها قولوا آمين.. وعلاقتي بالمرحومة ديانا كانت علاقة خاصة جدا لأنني كنت همزة الوصل بينها وبين رجل الأعمال المصري "عماد الدين الفايد" الشهير ب "دودي" وكانا يتبادلان الخطابات الغرامية عن طريقي في بداية علاقتهما العاطفية.. ولما اشتعل الحب بينهما وأصبحا يلتقيان في العلن وماحدش هاممهم ولا حتى تشارلز نفسه أصبحت أنا بعيدا بعض الشيء لكننا كنا نلتقي أنا ودودي وديانا كل حين ومين عندما كانا يقرران زيارتي في غرفتي الواقعة فوق سطح أحد الأبراج بجنوب لندن كي يتذكرا معي أيام حبهم الأولى. كنت أنا في ذلك الوقت موجودا بلندن أمارس مهنة الكتابة من هناك بعد أن خرجت من مصر مرغما بسبب تعنت نظام مبارك معي والذي منعني من الكتابة التي تتصف بالمعارضة الساخرة، وأخذوا في مضايقتي أنا وزملائي في درب الفشارين فاضطررنا للسفر إلى لندن كي نمارس الكتابة الساخرة بمنتهى الحرية وهناك التقينا برجل الأعمال الشهير الملياردير المصري "محمد الفايد" والد دودي واستقبلنا خير استقبال وساعدنا في الحصول على سكن وشجعنا على الاستمرار في الكتابة الناقدة لنظام مبارك في الصحف اللندنية ووفر لنا تلك الفرصة من خلال علاقاته بملاك الصحف ورؤساء تحريرها ومن هنا بدأت علاقتى بابنه المدلل دودى الذي كان مغرما بكتاباتي وتحليلاتي التي تتنبأ بثورة عارمة ضد نظام مبارك تطيح به من الحكم وهذا ما حدث بالفعل بعد سنوات ولكن هذا ليس موضوعنا اليوم. أعود بكم إلى لقائي برجب طيب أردوغان حيث عرفته في العزاء وكان يشغل في ذلك الوقت منصب عمدة مدينة إسطنبول التركية وعضو حزب العدالة والتنمية الذي يملك غالبية مقاعد البرلمان التركي في ذلك الوقت. بعد أن مر أردوغان على طابور استقبال العزاء أشار لى وقال: أليس أنت "أبو طقة" كبير فشاري مصر بعد وفاة الفشار المعروف "أبو لمعة" البورسعيدي؟!.. فقلت له نعم أنا هو.. ولكن من أنت؟! قال: أنا رجب طيب أردوغان عمدة مدينة إسطنبول التركية.. وأسمع عنك جيدا من عمنا "نجم الدين لازوغلي" كبير فشاري تركيا الذي أكد لي أنني سأجدك في العزاء لعلاقتك الوطيدة بالمرحومة ديانا. قلت له: طب أؤمرني يا أردوغان بيه. قال: الأمر لله ياعمنا.. أنا أدعوك لزيارة مدينة إسطنبول وليتها تكون خلال الأسبوع القادم. قلت: هات من الآخر يا حاج أردوغان. قال: أبدا والله، كل الحكاية أننا نحب أن يزور بلدنا كل صاحب قلم ناقد ليرى إنجازاتنا لتطوير تركيا كحزب إسلامي ثم يترجم هذا من خلال أعماله إذا ما راقت له. قلت: إن شاء الله ربنا يسهل.. ثم انتهى اللقاء بعد أن أخذ مني عنواني بالتفصيل. مر على هذا اللقاء أسبوع بالتمام والكمال ثم فوجئت بساعي البريد يسلمني مظروفا وجدت داخله دعوة لزيارة إسطنبول ومعها تأشيرة الدخول وتذكرة طيران.. فشعرت ساعتها أن الأمر وراءه غرض خفي إلا أنني لبيت الدعوة وسافرت إلى تركيا وهناك التقيت عمدة إسطنبول الذي استضافني بطريقة راقية وعاملني معاملة كبار الزوار حتى قضيت ثلاثة أيام ثم وجدته يطلب لقائي في مكتبه وبدأ يحكي لي عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي وكيف هو حزب يمتلك النسبة الأكبر في مقاعد البرلمان التركي ثم قال لي أنا مرشح لمنصب رئيس وزراء تركيا وأريدك أن تدعمني من خلال علاقاتك لدى الرئيس التركي. فقلت له: طب مش تقول كدا من بدري.. يعني لازم نلف وندور؟! قال: أبدا والله فهي فكرة ملحة وأنا انتهزت فرصة وجودك معنا. قلت: عموما أنا هعمل نفسي مصدقك لأن أسلوبك هذا يذكرني بطريقة الإخوان المسلمين عندنا في مصر عندما تكون لهم مصلحة عند أحد. قال: ما هو إحنا برضو إخوان مسلمين يا عمنا. قلت: إذن على بركة الله.. سوف أمر على بنك "يو إس بي" الدولي غدا وأطلع على حسابي.. فإذا وجدته زاد مليون دولار سوف أبدأ في تنفيذ المهمة.. وإذا لم أجد فكأننا لم نجلس سويا. قال: على بركة الله. بالفعل في اليوم الثاني وجدت المبلغ في حسابي وبالفعل أيضا ساعدته في الحصول على منصب رئيس وزراء تركيا ومن يومها وعلاقتي بأردوغان طيبة لم تشوبها أية شائبة حتى مع موقفه الأخير ضد النظام المصري بعد الإطاحة بالإخوان. في الأسبوع الماضي جاءتني مكالمة هاتفية من الرئيس التركي أردوغان يبدي فيها أسفه عن عدم الاتصال طوال العامين الماضيين فقلت له ولا يهمك يا مان.. الدنيا مشاغل.. لكن أنت ليه غاوي تلف وتدور على أم اللي جاب أبويا؟! قال: أبدا والله يا عمنا دا أنا بطمن عليك. قلت: طب هات من الآخر.. طبعا أنت عايز تتكلم في موضوع المصالحة مع الإخوان.. طب أحب أقولك مافيش مصالحة يا عمنا قال: على فكرة المصالحة مش هتيجي كده.. لازم بالتدريج قلت: أنا فاهم.. يعني لازم تدخُل من سيادتك قال: دا شيء ممكن برضو.. لكن إزاي بقى وإحنا مافيش تعامل بيننا وبين النظام المصري؟! قلت: عادي.. أنا ممكن أتدخل.. نحاول طرح مسألة عودة العلاقات مع تركيا في الإعلام والبرلمان المصري. قال: وأنا ماعنديش مانع علشان خاطرك ياعمنا. قلت: طب أنا هعدي بكرة على فرع البنك الدولي "يو إس بي" ولو لقيت حسابي زاد مليون دولار سوف أقوم بالمهمة على أكمل وجه قال: وأنا موافق علشان خاطرك أنت بس.. لكن بشرط.... قلت: أنت كمان هتتشرط؟!.. طب هات من الآخر. قال: أنا ممكن أقعد مع الرئيس السيسي بدون عتاب.. يعني بلاش نتكلم في الماضي! قلت: وهو كذلك.. يلا بقى باي.. قال: باي يا عمنا بالفعل ذهبت أمس الأول، إلى البنك ووجدت أن حسابي زاد مليون جنيه.. وأنا من هنا أناشد السلطات المصرية والبرلمان المصري والإعلام المصري بالعمل على عودة العلاقات مع تركيا بدون عتاب.. فلعلها تكون الوصفة السحرية للخروج من مأزق المصالحة والاكتفاء بإملاء شروطنا على أردوغان ليفرضها بدوره على الإخوان بعيدا عنا. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم!