تفاصيل وإجراءات كثيرة جرت خلال المباحثات التى أجراها الرئيس محمد مرسى مع العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبد العزيز الأسبوع الماضى والتي انصبت على القضايا المشتركة بين القاهرة والرياض، وبدا واضحا من تشكيل الوفد المرافق ل "مرسى" أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة فهى الأولى للرئيس المصرى الجديد للخارج وتأتى عقب ثورة أطاحت بنظام حكم كان على علاقة قوية للغاية بالأسرة الحاكمة فى المملكة. وقد كان لافتا للنظر الحضور القوى لمدير المخابرات المصرية اللواء مراد موافى الذى لعب دورا كبيرا فى انجاح زيارة "مرسى" للمملكة بفضل العلاقات القوية التى تربطه بالأجهزة الأمنية السعودية وعلى رأسها جهاز الاستخبارات. وقد نجح مدير المخابرات فى ترتيب مجموعة من اللقاءات المهمة بين الرئيس وعدد من كبار المسئولين فى المملكة أهمها اللقاء الذى جمع "مرسى" بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالاضافة ولى العهد ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز. المجهودات التى قام بها "موافى" لتسهيل مهمة "مرسى" أجابت عن العديد من التساؤلات حول اصرار الرئيس الاخوانى على اصطحاب مدير مخابراته فى أولى زياراته الخارجية وكشفت بوضوح عن شبكة العلاقات القوية التى تربط مدير المخابرات المصرى بالأسرة الحاكمة فى المملكة. وبعيدا عن اللقاءات الرسمية التى جرت بين الرئيس المصرى والملك السعودى كانت هناك لقاءات منفردة تمت فى الغرف المغلقة بعيدا عن أعين وسائل الإعلام أحدها جمع اللواء مراد موافي مدير المخابرات ومحمد كامل عمرو وزير الخارجية المصرى بالأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الذى تجمعه علاقات قوية بالأجهزة السيادية فى مصر وخلال ذلك اللقاء بدا القلق السعودى واضحا على مستقبل العلاقات مع القاهرة فى ظل تنامى دور تيار الاسلام السياسى الذى يتبنى موقفا عدائيا ضد دول الخليج وتحديدا ضد الدول المنتجة للبترول، وهو ما دعا "موافى" الى التأكيد على أن مصر دولة مؤسسات ويحكم علاقاتها بدول المنطقة المصالح المتبادلة وقلل من خطورة صعود التيار الاسلامى مشيرا الى حرص مصر على أمن الخليج وعلى إقامة علاقات قوية مع دول مجلس التعاون الخليجى. وطبقا للمعلومات التى حصلت عليها "فيتو" تركزت المباحثات بين الطرفين على الحديث عن العلاقات المصرية الإيرانية والتصريحات التى نسبت لمرسى حول ترحيبه بفتح خطوط اتصال قوية مع طهران وهى التصريحات التى قوبلت بفتور من حكام السعودية الذين رأوا فيها تهديدا لأمن الخليج وللمملكة السعودية بصفة خاصة لكن الرئيس المصرى قدم خلال الزيارة تطمينات للجانب السعودى مؤكدا أن علاقة القاهرة بالرياض لن تتأثر بأى تقارب بين مصر وايران وشدد على أن أمن الخليج خط أحمر لن تسمح مصر لأحد بالتلاعب فيه وشدد على أن العلاقات المصرية الخليجية تنصب على إقامة علاقات قوية سواء على المستوى الأمنى أو الاقتصادى وأبدى الملك السعودى اعتراضه بصفة شخصية على تطبيع العلاقات بين القاهرةوطهران مشيرا الى أن السياسة الخارجية للقاهرة يجب أن تكون قوية فى محيطها العربى وقدم الملك السعودى عرضا مغريا للرئيس المصرى يقضى بانضمام مصر الى مجلس التعاون الخليجى لتصبح عضوا فاعلا فى المجلس ووعد "مرسى" بدراسة الأمر والرد على المملكة فى أقرب فرصة ممكنة. "مرسى" بدا حريصا خلال المباحثات على التأكيد على أن مصر لن تصدر الثورة الى أى دولة عربية وأن كل دولة لها خصوصيتها ولا يمكن التدخل فى الشئون الداخلية لها مطالبا الملك السعودى باعطاء تعليمات مباشرة للمستثمرين السعوديين لضخ مزيد من الأموال فى السوق المصرية لانعاش الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة يمكن أن تساعد الاخوان فى تحقيق مشروع النهضة الذى خاض به مرسى سباق الانتخابات الرئاسية والذى يجد صعوبة فى تطبيقه لعدم وجود موارد مالية كافية.