شهدت قرية «نجريج» التابعة لمركز بسيون في الغربية احتفالا شعبيا بالذكرى ال55 لوفاة ابنها الشيخ محمد عياد الطنطاوي أول معلم للغة العربية في روسيا، ونظم الحفل الجمعية المصرية الروسية للثقافة والعلوم بالتنسيق مع مكتبة الإسكندرية، وذلك بحضور اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية ومندوب عن السفير الروسي ومندوب عن وزير الثقافة والدكتور حسين الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية وفريدة مجاهد وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية. ووجه الدكتور حسين الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية كلمة للحضور، وأكد أن زيارة وفد السفارة الروسي إلى قرية نجريج في قلب الريف المصري فرصة لتقوية العلاقات المصرية الروسية ورسالة للخارج بأن مصر آمنة. وقامت المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم بنصب تمثال من البرونز للشيخ في مدرسة القرية تكريمًا لذكراه، والذي كان أول معلم للعربية في روسيا خلال الفترة من 1840 وحتى 1861 حيث وافته المنية بمدينة سانت بطرسبورج (عاصمة روسيا آنذاك) والتي عمل بها أستاذًا لتدريس اللغة العربية ودفن بمقابر الأتراك بها. وتم خلال الحفل توزيع كتب عن حياته وتراثه، وإلقاء أبحاث حول مخطوطاته القيمة، والتي ترك منها ما يزيد علي المائة مخطوطة وستقوم المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم بتوزيع نسخ إلكترونية من هذه المخطوطات على المشاركين في الاحتفالية. وأكد المسئولون بالسفارة الروسية اعتزار السفير الروسي ووزير الثقافة لارتباطهم بزيارات كانت الأولى بجداول الزيارات، وتم توجيه ممثلي ووفد من السفارة للمشاركة بالاحتفال. يذكر أن الشيخ محمد عياد الطنطاوي ولد من أبوين مصريين في العام 1810 بقرية "نجريج" في الغربية وسافر إلى القاهرة وهو في عمر ال13 سنة ودرس اللغة العربية والنحو والصرف والأدب والعروض في الأزهر، وتوفي والده وهو ابن ال18 سنة، ما جعله يترك استكمال دراسته ويعمل وفضل تدريس اللغة العربية. واكتسب الشيخ شهرة واسعة وأصبح فقيهًا في اللغة العربية، وتوافد عليه الأوروبيون المقيمون في مصر ليعلمهم اللغة العربية، ومن بين تلاميذه "ن. موخين، والذي عمل مترجمًا في القنصلية الروسية في مصر عام 1835 وفي عام 1840 اختير للعمل في وزارة الخارجية الروسية ليكون معلمًا للغة العربية للسفراء والدبلوماسيين، وبعد 7 سنوات انتقل ليعمل في كلية اللغات الشرقية بجامعة سانت بطرسبورج "عاصمة روسيا في ذلك الوقت" ليصبح أول معلم للغة العربية في روسيا، وتوفي في 29 أكتوبر عام 1861.