تعهد أحد الصحفيين التركيين البارزين اللذين يواجهان حكمًا بالسجن مدى الحياة لاتهامهما بالخيانة، بأن يحول محاكمته التي تبدأ اليوم الجمعة، إلى محاكمة علنية للأخطاء التي ترتكبها الدولة بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال رئيس تحرير صحيفة "جمهوريت"، جان دوندار، إنه سيستغل محاكمته التي لقيت إدانة دولية، ليسلط الضوء على التقرير الصحفي الذي وضعه في قفص الاتهام، وفقًا لوكالة "رويترز". ويحاكم دوندار (54 عامًا) وزميله إردم غول (49 عامًا) مدير مكتب الصحيفة في أنقرة، بتهمة محاولة قلب النظام بعد أن نشرت جمهوريت صورًا ولقطات فيديو وتقريرًا يزعم أن مسئولين من المخابرات يساعدون في نقل أسلحة بالشاحنات إلى سوريا في 2014. وقال دوندار: "لسنا متهمين بل نحن شهود"، ووعد بعرض لقطات الفيديو في المحكمة رغم الحظر المفروض على ذلك وخطر أن يصدر القضاة أمرًا بجعل الجلسات مغلقة. وأضاف: "سنكشف كل ما يحدث من أشياء غير قانونية ونحولها إلى محاكمة سياسية.. الدولة ضبطت وهي ترتكب فعلاً إجراميًا وتفعل كل ما بوسعها للتستر عليه". وقضى دوندار وغول 92 يومًا في السجن، نصفهم في سجن انفرادي قبل أن تقضي المحكمة الدستورية الشهر الماضي بأن احتجازهما لا أساس له لأن التهم الموجهة لهما متعلقة بعملهما في الصحافة. وفي السياق ذاته، أقر الرئيس التركي بأن الحافلات التي أوقفها الحرس ورجال الشرطة وهي في طريقها إلى الحدود السورية تابعة لوكالة المخابرات التركية (إم.آي.تي)، وقال إنها كانت تحمل مساعدات للتركمان في سوريا. وأوضح أردوغان أن المدعين لا يملكون حق الأمر بتفتيش الحافلات وأنهم تصرفوا في إطار مؤامرة لتشويه حكومته وهو ما نفاه المدعون. وتأتي المحاكمة في وقت تتعرض فيه تركيا لانتقادات من الاتحاد الأوروبي وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان لتضييقها على الصحافة التركية التي كان صوتها عاليًا يومًا.