« القراء يعتبرون صفحات الجرائد «وثائق تاريخية».. وزيادة الإقبال على المواقع الإلكترونية «طبيعى» أيام قليلة، وتغلق جريدة الإندبندنت البريطانية وعدد آخر من الصحف العربية والغربية أبوابها، وتكتفى بنسخها الإلكترونية، في ظل التراجع الحاد لأعداد التوزيع، وهذا لا يختلف كثيرا عن أحوال الصحف المصرية، التي تشهد عزوفا حادا من قبل المواطنين، في ظل انطفاء جذوة الأحداث على الساحة السياسية، وإيجاد بديل سريع ورخيص، ومتاح بشكل أوسع للاطلاع على الأخبار لحظة بلحظة من خلال الصحافة الإلكترونية. "فيتو" أجرت حوارا مع يحيى قلاش نقيب الصحفيين، تحدث فيه عن مصير الصحف الورقية على المدى القريب في مصر، وتأثير الصحافة الإلكترونية على نسب توزيع الصحف القومية والخاصة، وسبل إنجاح التجارب الجديدة للصحف الورقية.. وإلى نص الحوار....أيام قليلة، وتغلق جريدة الإندبندنت البريطانية وعدد آخر من الصحف العربية والغربية أبوابها، وتكتفى بنسخها الإلكترونية، في ظل التراجع الحاد لأعداد التوزيع، وهذا لا يختلف كثيرا عن أحوال الصحف المصرية، التي تشهد عزوفا حادا من قبل المواطنين، في ظل انطفاء جذوة الأحداث على الساحة السياسية، وإيجاد بديل سريع ورخيص، ومتاح بشكل أوسع للاطلاع على الأخبار لحظة بلحظة من خلال الصحافة الإلكترونية. "فيتو" أجرت حوارا مع يحيى قلاش نقيب الصحفيين، تحدث فيه عن مصير الصحف الورقية على المدى القريب في مصر، وتأثير الصحافة الإلكترونية على نسب توزيع الصحف القومية والخاصة، وسبل إنجاح التجارب الجديدة للصحف الورقية.. وإلى نص الحوار.... أعلنت العديد من الصحف الورقية الكبرى إغلاقها في ظل سيطرة الصحافة الإلكترونية، كانت آخرها "الإندبندنت" والسفير والنهار اللبنانيتان، فكم تبقى من عمر الصحافة الورقية في مصر؟ إغلاق عدد من الصحف الورقية الغربية أو العربية ليس مقياسا على انتهاء الصحافة الورقية من مصر، والدليل على ذلك، تحول أمثلة كثيرة من صحف إلكترونية إلى ورقية، ونجد دولا كبرى مثل اليابان والصين، مازالت ملايين من شعوبها قراء ثابتين للصحف الورقية، وذلك لأسباب متعلقة بالعادة، ومن وجهة نظرى لا يوجد مؤشر يدل على اختفاء الصحافة الورقية، على المدى القريب. لكن ماذا عن التناقص الكبير في أعداد توزيع الصحف الورقية؟ تناقص أعداد التوزيع في مصر لا يرجع لأسباب تتعلق بانصراف الناس عن الورقى إلى الإلكترونى، لأنه رغم هذا التناقص إلا أن نسبة التوزيع ما زالت كبيرة، ولا نستطيع تشبيه الوضع في مصر بأوروبا، فلدينا أسباب مختلفة. ما هذه الأسباب من وجهة نظرك؟ عدم وجود أحداث كبرى في الشارع، وتقلص مساحة حرية التعبير التي اعتاد المواطنون عليها خلال ثورتى 25 يناير، و30 يونيو، بسبب وجود مواجهات أمنية مع الإرهاب خلقت حالة من التحجيم التي قضت على الحيوية التي كانت تتمتع بها الصحافة الورقية، وانعكس ذلك بشكل كبير على نسبة الإقبال على الصحف الورقية. كما عانت ومازالت تعانى الصحف على مدى الستة أعوام الماضية من تردى الموارد الاقتصادية بشكل كبير، أما مهنيا فتحتاج الصحف الورقية إلى مواكبة التطور التكنولوجي، ومجابهة التحديات التي تفرضها الصحافة الإلكترونية، والبرامج الإخبارية، وغيرها، وأن تنفض عنها الاستجابة البطيئة لذلك التحول. ما رؤيتك للصحافة الورقية بعد خمسة أعوام من الآن؟ وضع الصحافة الورقية مرتبط بمعادلة أسميها "التحدى والاستجابة"، مدى الاستجابة إلى التحديات التي أشرنا إليها، هو العامل الذي سيجيب عن هذا التساؤل، ففى حال حدوث تطور مهنى في الصحافة الورقية وتوافرت التشريعات التي تضمن مساحات الحرية وتضبط الأداء المهني، من الممكن أن نشهد انتعاشا ونقلة إيجابية، وزيادة في معدلات توزيع الصحافة الورقية من جديد، لأننى أؤمن أن زيادة الإقبال على الصحافة الإلكترونية لا يتعارض مع تزايد الإقبال على الصحافة الورقية. من أكثر المتضررين من انطفاء الزخم على الساحة السياسية الجرائد القومية، الحزبية، أم الخاصة؟ بالطبع الجرائد الخاصة هي الأكثر تضررا، فمازالت الجرائد القومية هي الأكثر توزيعا، وهذا يرجع إلى أن نسب القراء الثابتين للجرائد القومية أكبر بكثير من الجرائد الأخري، فالجرائد الخاصة مرتبطة بحالات المد والجزر التي تشهدها الأحداث على الساحة السياسية، أما الجرائد القومية فهى الأقل تأثرا، فإذا كانت الصحف مجتمعة توزع يوميا نحو مليون وربع المليون نسخة الآن، فالجرائد القومية وحدها توزع ما بين 900 ألف إلى مليون نسخة، أما الجرائد الخاصة فنجد توزيعها لا يتعدى ال 30 ألفا أو 40 ألف نسخة يوميا. ما أسباب إقبال المواطنين على شراء الصحف القومية بتلك النسب الضخمة مقارنة بالصحف الحزبية والخاصة؟ العادة تحكم هذه المسألة، فنجد القارئ يدمن شراء صحف معينة مثل الأهرام أو الأخبار، يوميا لسنوات طويلة، وفى الأيام التي تشهد أحداثا كبيرة قد يقبل على شراء جريدة خاصة، ولكن إلى جانب الجريدة القومية أيضا، والإقلاع عن هذه العادة، يسير بشكل بطيء، مقارنة بالإقلاع عن شراء الجرائد الخاصة، فمن السهل أن تخسر الجرائد الخاصة قارئها بعكس الجرائد القومية. استطاعت جرائد حديثة أن تنافس وتتواجد على الساحة، فهل يجب على الصحف الخاصة أن تتخذ من تلك التجارب أمثلة يحتذى بها لتحفظ وجودها؟ نحتاج إلى الإبداع وليس التقليد، فعندما أصدر إبراهيم عيسى جريدة الدستور، أحدث نقلة نوعية في الصحف الورقية، وحاولت بعض الجرائد تقليد تلك التجربة، ولكنهم لم ينجحوا مثل "الدستور"، فقد كان حريا بهم البحث عن أنماط جديدة وتقديم أفكار مبتكرة ومبدعة، فتلك النماذج نجحت بسبب تفردها وتفكيرها بطريقة خارج الصندوق. ما مقومات نجاح أي تجربة جديدة للصحافة الورقية في الوقت الحالي؟ قبل تأسيس أي جريدة ورقية جديدة، يجب أن يسأل القائمون عليها سؤالا هاما وهو من القارئ المستهدف ومن الشريحة المخاطبة؟، وبناءً على إجابة ذلك السؤال، يبدأ التفكير في المحتوى وعرضه بشكل مبتكر، من حيث لغة الكتابة، والإخراج، والصور، وغيرها، ولا يجب الاعتماد على اختطاف قراء الجرائد الأخري، بل لابد من وضع هدف يتمثل في جذب العازفين عن القراءة وجلب قارئ جديد، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تقديم منتج جديد. نقابة الصحفيين تحتفل خلال أيام بعيدها الماسي، هل ستكون في مصر صحافة ورقية عندما تحتفل بالعيد المئوى؟ طبعا.. إن شاء الله!