في شهر مارس عام 1932 ظهرت شخصية «المصري أفندي» على صفحات مجلة «روز اليوسف» بريشة الفنان الأرمني الأصل ألكسندر صاروخان. وظهرت هذه الشخصية لأول مرة كرمز لرجل الشارع من أفراد الطبقة المتوسطة والموظفين وهو يرتدي البدلة والطربوش الأحمر على غرار شخصية «ماريان الفرنسي، والعم سام الأمريكي، وجون بول البريطاني»، وكانت هذه بداية لفن الكاريكاتير والتشخيص على الورق في الصحافة المصرية. لم تكن هذه الشخصية ابتكارا خالصا لصاروخان لكنها اقتبست بفكرة من الصحفي محمد التابعى والسيدة روز اليوسف من صورة رجل ضئيل الجسم يرتدى القبعة والمظلة كانت تنشر على صفحات صحيفة الديلى اكسبريس للرسام البريطانى ستروب، وذلك لأن صاروخان لم يكن يعلم شيئا عن طبائع المصريين حتى أنه لم يكن يعرف اللغة العربية، واختار التابعى إلباس الشخصية الطربوش بدلا من القبعة والسبحة بدلا من المظلة لتمصيرها. عبر صاروخان من خلال رسوماته للمصرى افندى بشكل ساخر عن أحداث مصر السياسية ومشكلات ومتناقضات المجتمع المصرى من خلال موظف صغير الحجم، ودخل بهذه الشخصية في معارك ومواجهة الساسة والزعماء. لعبت شخصية المصرى افندى دورا هاما على امتداد سنوات طويلة حتى بعد أن تركها صاروخان فقام بتقديمها كل من رخا، وزهدى وطوغان. تجسدت شخصية المصرى افندى في فيلم سينمائى قدمه الفنان حسين صدقى إنتاجا وإخراجا وتمثيلا عام 1949.