ثلاثون عاما أمضتها الحاجة صباح في بيع الخردة، غير عابئة بنظرة المجتمع إليها، تستيقظ في الصباح الباكر باحثة عن لقمة عيش بالحلال تجمع الخردة من البيوت والتجار لمساعدة زوجها الذي يعمل باليومية. أم ل6 أبناء، أخذوا من عمرها الكثير وتمكنت من تزويج بناتها وأبنائها التي أخذت من ابتسامتهم وسعادتهم الوقود لتكمل مسيرة الكفاح. تأتي بالأشياء القديمة من بائع الخردة، تتفاوض معه على سعر مناسب لتضمن نسبة ربح، ثم تقوم بغسل الخردة وعرضها في سوق الخميس بالمطرية. سهرت وتعبت وتحملت الكثير، فكان فوزها بلقب الأم المثالية وساما على صدرها وتكريما لعملها ومثابرتها. تلاتين سنة شقا قالت الحاجة صباح: "قصتي مع عيالي تمتد لأكتر من 30 سنة بشيل وبحط وبسهر على تربيتهم، كان لازم أتعب علشان أقدر أكبرهم وأعلمهم وأجوزهم وأجهزهم". ما بطلبش منهم هدية أضافت: "ما بطلبش من عيالي هدية عيد الأم لما بييجوا يقولولي هنجبلك إيه يا ماما أقولهم مش عاوزة حاجة لأني عارفة أن حالتهم على قدهم". مجهزة بناتي من الخردة وقالت باكية، وكأنها تذكرت سنوات شقائها كشريط سينمائي: "ربيت وكبرت وعلمت وجهزت 4 بنات وجوزتهم من الخردة ومن قعدة الشارع دي، يلا الحمد لله رضا". نفسي في عمرة وقالت الحاجة صباح: "بتمنى أختم سنين الشقا بعمرة، نفسي أزور قبر النبي".