منذ يناير 2011 ارتبط اسم الدكتور حسام بدراوي بوزارة التربية والتعليم، رغم أنه لم يتول مسئولية الوزارة في أي وقت مضى، إلا أن إسهاماته في مجال التعليم جعلته واحدًا من أكثر الشخصيات التي يتم ترشيحها مع كل تعديل وزاري أو تشكيل حكومي، وقد تردد اسم بدراوي كمرشح لتولي حقيبة التربية والتعليم خلال السنوات الخمس الماضية نحو 8 مرات. وكان آخر الأنباء التي ترددت داخل أروقة ديوان عام وزارة التربية والتعليم عن ترشيح الدكتور حسام بدراوي الأمين السابق للحزب الوطني المنحل، ورئيس لجنة التعليم بمجلس النواب سابقًا، وذلك خلفًا للدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم الحالي. والدكتور حسام بدراوي طبيب له إسهامات كبيرة في مجال التعليم، وله أكثر من مؤلف في مجال التعليم على رأسها كتابه "التعليم الفرصة للإنقاذ"، والذي تم نشره في أعقاب ثورة 25 يناير، ويبدأ الكتاب بفصل عام عن النهضة والأمل في الإصلاح، وضع المؤلف فيه اثنتي عشرة دعامة يراها لأزمة لحدوث النهضة في مصر، يتخللها جميعها ويكوّن وجدانها الثقافة والتعليم. والمتابع لمشروع بدراوي لتطوير التعليم يلحظ تأثره بالدكتور طه حسين، ورؤيته في إدارة وزارة المعارف عندما كان وزيرًا لها، وبأفكاره عن التعليم في كتابة "مستقبل الثقافة في مصر"، فيكثر استشهاد بدراوي بمقولة طه حسين الرائعة عن الجامعات كبناة حضارة. ويقول الدكتور طه حسين "إن الجامعة لا يتكون فيها العالم وحده، وإنما يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذي لا يكفيه أن يكون مثقفًا، بل يعنيه أن يكون مصدرًا للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضرًا، بل يعنيه أن يكون منميًا للحضارة، فإذا قصّرت الجامعة في تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين فليست خليقة أن تكون جامعة، وإنما هي مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة، وما أكثرها، وليست خليقة أن تكون مشرق النور للوطن الذي تقوم فيه، والإنسانية التي تعمل لها، وإنما هي مصنع من المصانع، يعد للإنسانية طائفة من رجال العمل، محدودة آمالهم محدودة قدرتهم على الخير والإصلاح". ويقول بدراوي: "لعل من يقرأ التاريخ المصري يكتشف بدون جهد، أننا نناقش أحيانًا نفس الموضوعات، وربما بنفس الطريقة، بشكل متكرر عبر السنين، وكأننا ندور في دائرة مغلقة من الجدل حول قضايا علينا أن نحسمها، وننتقل بأنفسنا وبها إلى مستوى آخر من التفكير والإنجاز، فما زلنا نناقش وكأن الزمان قد توقف، مسألة استقلال الجامعات، ومحورية دور المدرس وعضو هيئة التدريس في تطوير التعليم، ومازلنا في نفس مربع تدني مستوى تدريس اللغات وارتباط الهوية باللغة العربية، ومازلنا نتجادل حول تطبيق أولوية التعليم في مجتمع ليس له من وجهة نظري، سوى طريق واحد للتقدم هو العلم والمعرفة، ليجعل مستقبله مضيئًا بإمكانات شعب عظيم، وثّق التاريخ دوره، وعلى قادة اليوم حماية مستقبله".