الجامعات سوف تفقد استقلاليتها لو تُركت لجهه واحدة تتحكم في مخرجاتها حسام بدراوي في صالون هشام الناظر أكد حسام بدراوي عضو مجلس الشورى رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالحزب الوطني، أن تطوير التعليم لا يجب أن ينحدر لمستوى تقديم الخدمة بل بناء الحضارة، ولا يأخذنا إلى مجرد إخراج لموظف، ولكن المنمي للثقافة والمُصدر لها. وحذر بدراوي في الصالون الفكري للسفير هشام ناظر من أنه إذا ارتضينا أن يكون هدفنا في التعليم بالمستوى الذي نسعى إليه وهو تعليم جيد مرتبط بسوق العمل فقد ارتضينا لأنفسنا ألا نكون مصدرا للثقافة ولا منمين للحضارة . وقال إن استقلال الجامعة هو الأساس ولا يوجد اختلاف نهائي من وجهة نظرى عن أهمية استقلال الجامعات عن التوجه السياسي، وألا تمثل حزب بعينه أو نظام سياسي بعينه، وشدد بدراوي على ضرورة أن تكون الجامعة مستقلة أكاديمياً ومستقلة فكرياً عن السلطة السياسية، وأشار ايضا إلي ضرورة أن تكون الجامعات الخاصة مستقلة عن السلطة الاقتصادية، وأن يكون التركيز فقط على المفهوم، موضحا أن الجامعة قد تختلف ملكيتها، سواء ملكية الدولة أو ملكية مؤسسة أو ملكية أفراد، وفي جميع الأحوال يجب أن تكون الجامعة مستقلة عن الدولة صاحبة السياسة أو رأس المال المنشأ لها، مثلها في ذلك مثل الصحف الخاصة أو المملوكة للدولة التي يكون دورها أن توفر رأى وحرية مهنية ويكون الاعتماد فيها على الرأي الحر والخبر الصحيح. وحذر رئيس لجنة التعليم من ترك الجامعة لجهة واحدة تتحكم في مخرجاتها ، مؤكدا انة لوحدث ذلك سوف تفقد الجامعة تفقد استقلالها، وإذا لم تستقل عن السلطة فلن يتحقق ما قاله الدكتور طه حسين من أن "الجامعة لا يتكون فيها العالم وحده ولكن يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذي لا يكفيه أن يكون مثقفاً بل يعنيه أن يكون مصدراً للثقافة ولا يكفيه أن يكون متحضراً بل يعنيه أن يكون منمياً للحضارة.. وإذا لم تؤدى الجامعة دورها في تحقيق خصلة من هذين الخصلتين فليست مؤهلة لتكون جامعة وإنما هي مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة وما أكثرها، وليست مؤهلة أن تكون مشرق النور للوطن الذي تقوم فيه والإنسانية التي تعمل لها وإنما تصبح مصنع من المصانع يعد للإنسانية طائفة من رجال العمل محدودة آمالهم محدودة قدرتهم على الخير والإصلاح". وقال بدراوي انه من الضروري التوسع في التعليم العالي لأن مخرجاته بالتحديد هم القادرين بعد التخرج على تنمية مجتمعهم وعلى خلق الفرص الجديدة ، موضحاً في ذات السياق أن مصر وحدها تحتاج الى 200 جامعة اذا ما أخذنا في الاعتبار المعايير العالمية والمنافسين لها في المنطقة وفي العالم، واستناداً أيضاً إلى معيار الاتحاد الأوروبي الذي يرى أن أى مجتمع تبلغ فيه المرحلة العمرية للشباب من سن 18 إلى 23 عاماً نسبة ال 50% ينبغي أن يكون لهم مكان في التعليم العالي، وأن النسبة الفعلية الآن في مصر هي فقط 28% من الشباب الذين لهم مكان في التعليم العالي في تلك المرحلة العمرية، الأمر الذي يستدعي التوسع وأن تستثمر الدولة في التعليم وأن تبني جامعات وتشارك في بناء الجامعات. كما أشار إلى أن التعليم ليس رد فعل لإحتياجات الحاضر، وإنما لابد أن يفكر في احتياجات المستقبل، فالتعليم الجيد يخرج انسان صانع للفرصة صانع للوظيفة منمي للمجتمع وليس فقط من يحصل على الفرصة المتاحة اليوم، وكأن التعليم مرتبط بالحالة الاقتصادية اليوم، وإنما هو مرتبط بالحالة الاقتصادية لعشرين عاماً قادمة. وتابع : الجامعات تتكاثر وتنتشر وتتطور.. والجامعات تتشكك وتختبر وتقوم بالمخاطرة وهي بذلك تجسد كل عمليات التغيير، والمجتمعات تنمو بحدوث التغيير، ونحن نتحدث عن التغيير أكثر مما نقوم به ونتكلم عن التغيير لكن دون أن نكون نحن الطرف الذي يتغير، نتكلم عن التغيير طول الوقت الى أن يمس مصالحنا، والى أن يطلب منا تغيرات أو تدريب جديد أو معارف جديدة أو تعلم أشياء جديدة أو مهارات مختلفة . التغيير في المجتمعات مطلب تقاومه المجتمعات نفسها وقد يقاومه أصحابه والجامعات هي التي تأخذ بالمجتمع من نقطة إلى نقطة وتشد المجتمع وليس أن تجرى وراءه وتفكر في المستقبل لا أن تحقق أمال الواقع. وانهي بدراوي حديثة بأن كل الجامعات يجب أن تجمع بين متناقضين يكون لديها التفكير الانتقادي وفي نفس الوقت يجب أن يكون لديها الالتزام بقواعد القانون والدستور وأيضا الفكر الانتقادي الذي يجعلنى أغير في إطار من الشرعية ما أريد أن أغيره وإلا تصبح المسألة فوضى.