* عصر الإخوان «مكمل معانا» * جرايدنا مليئة بالنكت وليس بالأخبار يتنفس «سخرية» ويرى ب«الورقة والقلم» ويسمع ب«النكتة»، ومن الكاريكاتير وإليه يعود «إسلام جاويش»، يؤمن بثقافة «السقف المفتوح»، ويفتخر بأن مشواره بدأ بعمله ك«جورنالجي» بالدرجة الأولى. «جاويش» تحدث ل«فيتو»، وأخرج ما في جعبته «فيس بوكية» و«الورقية»، ساعدته لغته البسيطة كرسوماته قليلة الكلمات، على وضع إجابات تلقائية على طريقة السهل الممتنع: * عالم «الكاريكاتير».. كيف كانت بداية «جاويش» معه؟ أنا شاب من عشاق التصوير، وعملت بمجال الصحافة لفترة طويلة، وأعشق أيضًا العمل بمجال السنيما، وكل ذلك أسهم في حبي للكاريكاتير. * تم القبض عليك مؤخرًا.. كيف مرت عليك تلك الساعات؟ لم أتوقع ما حدث لي على الإطلاق، لكن هذه التجربة أثبتت أن هناك قوة تسمى «السوشيال الميديا»، والدليل على ذلك جمهورها الذي يستطيع أن يتضامن مع أي قضية بشكل جيد وصحيح، إضافة أن تهمة «رسوم كاريكاتير» مسيئة للنظام والمؤسسات، معي واقعة فريدة من نوعها وغريبة على الجمهور. * تعرضت للهجوم عقب القبض عليك.. كيف واجهت ذلك؟ أمر طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الجميع على رأي واحد، وهناك أشخاص أعرفهم بصورة شخصية لم يساندوني، ولم أتأثر بتصرفهم على الإطلاق، ولكن لا بد أن أشكر رسامي الكاريكاتير المصريين والأجانب، لدعمهم، وكذلك نقابة الصحفيين ونواب من البرلمان. * ترى مساحة حرية الرأي والتعبير لدى الشباب حاليًا؟ نمر بمشكلات كبيرة في حرية الرأي والتعبير، والدليل على ذلك القضايا الظالمة لبعض الشباب خلال الفترة الحالية وما قبلها. * إذًا أنت تعتبر السوشيال ميديا من أسباب نجاح مشروع «الورقة» ونجاحك الشخصي؟ أكيد طبعًا، وكثير منا في السنوات الماضية كانوا يحاولون البحث عن القناة التي يستطيع الشاب من خلالها التعبير عن أفكاره، والدليل على ذلك بعض الذين استطاعوا أن يثبتوا وجودهم في مصر على مدى التاريخ كان عن طريق الكتابة في الصحف، أو التمثيل في فيلم، لذلك يعتبر الإنترنت وسيلة جديدة للتعبير وعرض أفكاري، خصوصًا مع فيس بوك وتويتر. * وما أكثر بصمة في مسيرتك داخل عالم «الكاريكاتير»؟ في الحقيقة رسمت ما لا يقل عن 4 آلاف إسكتش، إضافة إلى «الكارتون»، ومن هذه الرسومات مجموعة من «الكوميكس» رسمتها تحت مسمى نشطاء الكيبورد في عام 2014، وكان الهدف منها وصف مجموعة من الأشخاص في ذلك الوقت، والتي كانت تكتب من أجل الحشد وعمل اشتباكات ووقوع ضحايا، عن طريق الكتابة دون وجود «نشطاء الكيبورد»، وكانت بداية الجدل وقتها على فكرة «الورقة» ما بين مؤيد ومعارض. * هل ترى أن فن «الكاركاتير» يحصل على حقه حاليًا؟ الكاريكاتير يأخذ حقه بشكل كبير عبر «السوشيال ميديا»، أما في الصحافة الورقية فهناك قيود عليها بشكل كبير. * وما سر نجاح مشروع «الورقة 1 و2»؟ سر النجاح هو قرب وارتباط الجمهور من شخصيات الورقة بشكل كبير. * من الذي تعتبرهم قدوة لك في عالم «الكاريكاتير»؟ مثلي الأعلى في الكاريكاتير هو الفنان «صلاح جاهين»، والشخصية الثانية هو الفنان التشكيلي هتلر، رغم المشكلات النفسية التي كان يعاني منها. * هل من الممكن تعليم رسم «الكاريكاتير» في المدارس؟ سهل جدًا، ولكن إذا كان هناك تعليم الرسم من الأساس. * وماذا عن نقدك الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ لما أتحدث عن الرئيس بشكل خاص، ولكن لدى مشكلات مع مؤسسات الدولة، وغير متحيز لطرف، والنقد الساخر هو «ساخر»، وإذا كانت هناك مؤسسة في الدولة تسير بشكل صحيح لا يجب أن «أطبل لها»؛ لأن ذلك عملها الطبيعي الذي من المفترض أن تسير عليه، ودوري الحقيقي هو توضيح السلبيات، وكشف الأخطاء للجمهور، ونحن في الوقت الحالى نقرأ في الجورنال «نكت» وليست أخبارًا، ومثال على ذلك واقعة سحب أمين شرطة الكارنيه من عضو «مجلس شعب». * ما شعورك عندما تحدث «السيسي» عنك؟ لم أشعر بأى شيء على الإطلاق، وليس لدى مشكلة أن أتعرض للمحاكمة إذا فعلت خطأ يعاقب عليه القانون، ولكن أين الخطأ الذي ارتكبته من الأساس. *ماذا لو طلب الرئيس حضورك للحوار؟ هناك شرط لقبول الحوار، وهو تجميع كل الأطياف الشبابية حتى المختلفين مع الدولة، لأني لا أمثل الشباب، في هذا الوقت أوافق على الحوار، من لا يقبل دعوة الرئيس؟! * حدثنا عن رسمة الورقة للطفل السورى «إيلان كورد»؟ رسمة «إيلان كورد» من الرسومات التي أثرت في بشكل كبير، وكنت في حالة سيئة جدًا، وكان موضوعا مؤلما، وأخذت الصورة في البداية على أنها صورة منتشرة على السوشيال بشكل عابر، وهي من الصور الغالية إلى قلبي بشكل كبير، وقررت أن أدخل مسابقة بعد ذلك بهذه الرسمة، وأن يكون العائد منها لصالح اللاجئين السوريين في مصر. * علقت على قصة «السجادة الحمراء» بالورقة.. كيف جاءت الفكرة؟ عقب خروجي من أزمة القبض على، كانت أمامي أزمة «السجادة» واختلف الكثير هل هي سجادة أم دهان، فقررت أن أرسم عن «السجاد»، لأنه استفزني شخصيًا، ومن هنا تغيرت وجهة نظر جمهوري، بأنني ما زلت أتحدث في السياسة. * هل تلقيت عروضًا من جرائد أو وكالات أجنبية في الفترة الأخيرة؟ في الحقيقة لم أتلق أي عروض، كان مجرد كلام ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوة. * كيف ترى ثورة «25 يناير» بعد مرور خمس سنوات على ذكراها؟ أولًا الشباب اتظلم وظلم نفسه، لأن الشباب كان يسعى إلى هدم فساد استمر سنين طويلة، ولكن للأسف الذي كنا ننتظره لم يتحقق، لذلك أصبح لدينا حالة إحباط، والدليل على ذلك إذا تم اختيار عينة عشوائية من الشباب وطرحنا عليهم سؤال «هل نجحت ثورة 25 أم لا؟». * وكيف ترى فترة حكم الإخوان لمصر؟ لم تعتبر فترة من الأساس، والمشكلة لم تكن في حكمهم؛ لأن ما كان يحدث في عصرهم يحدث على أرض الواقع الآن. *أخيرًا ما هي أعمالك التي تستعد لطرحها؟ هناك مجلة يتم تدشينها قريبا بالتعاون مع مجموعة من الشباب المجتهد عبر السوشيال ميديا، وتهتم ب«الكوميكس والكاريكاتير»، وبها مواضيع ثقافية واجتماعية، وعلم النفس ولكن بطريقة ساخرة. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو".